اسلامياتشخصيات اسلامية

خصائص رسالة موسى عليه السلام

معلومات عن سيدنا موسى عليه السلام

موسى عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين حملوا الرسالة وأنزل عليهم الوحي من ربهم، وهو ابن عمران وسليل نبي الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام أجمعين، وولد في مصر ليكون آية كريمة لأهلها، ولقد حصل على العديد من المعجزات في عصر ملئ بالقتل والفساد والانتهاك للأعراض والحقوق.

التوراة هو الكتاب الذي حمله موسى عليه السلام لشعبه. كانت أول معجزات النبي موسى عليه السلام تحدث في وقت مبكر جدا. ولد موسى في عهد فرعون، حاكم مصر الذي كان يقتل الأطفال الذكور لمنع أي واحد منهم من التهديد بعرشه، بناء على نبوءة أحد العرافين التي قالت إن هناك طفلا سيولد ويهدد ملكه. لذلك، أمر الله أم موسى أن تلقيه في البحر وهو رضيع. تقول بعض السجلات التاريخية أن موسى كان عمره ثلاثة أشهر في ذلك الوقت. أمرت أيضا أن تصبر وترى كيف سيتدبر الله الأمر. فقد أوحى الله في القرآن الكريم لأم موسى قائلا: “أرضعيه ثم إذا خفت عليه فألقيه في البحر ولا تخافي ولا تحزني، إنا سنرده إليك وجاعلوه من المرسلين.

قصة سيدنا موسى عليه السلام

بدأت قصة سيدنا موسى ومعجزاته العبقرية منذ أن وضع في اليم، حيث وصل عليه السلام وهو رضيع إلى بيت فرعون، بيت عدو الله وعدو نبيه. ولكن لأن مشيئة الله غلبت كل شيء، جعل الله فرعون أعمى عن أن موسى هو ذلك الطفل الذي يولد ليصير نبي الله ورسوله ويهزم فرعون ويكون سبب هلاكه. واقترحت زوجة فرعون السيدة أسيا أن يتخذوه ولدا وأن يكبر في بيتهم، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة القصص آية9: “وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك ۖ لا تقتلوه عسىٰ أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرو.

ظل سيدنا موسى في منزل فرعون، وأراد الله أن يجعل قلب أمه مرتبطا به، فحرم عليه أن يتعصب لأي مرضعة سواها، وهي التي رضعته في منزل فرعون، دون أن تكشف أنها أمه، وازداد سيدنا موسى كبيرا، وأعاد فرعون استدراج الناس لعبادته، كأنه هو الإله الواحد العظيم ويجب على الجميع أن يؤمنوا به ويعبدوه، فكان فرعون يأمر الناس بما هو منكر وفاسد ويفرضهم لخدمته، كما يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة آية 9: “وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم، وفي ذلكم بلاء عظيم من ربكم”، مشيرا إلى وحشية وفساد آل فرعون وجنوده وتعذيبهم لأهل مصر وبني إسرائيل.

: “بعد ذلك، حدث شيء أدى إلى خروج موسى من المدينة، حيث كان يسير. وعندها، طلب رجل من بني إسرائيل مساعدته لأنه كان يتشاحن مع رجل من شيعة أخرى. فقام موسى بمساعدة الرجل وضرب عدوه حتى مات. وندم موسى على قتله للرجل وتوب إلى الله، وغفر الله له. لكن لم يكن أحد في المدينة على علم بما حدث. وفي اليوم التالي، شاهد موسى نفس الرجل يتشاحن مع رجل آخر من شيعة أخرى، وطلب منه مرة أخرى المساعدة. وعندها، غضب موسى منه وأخبر الرجل أهل المدينة أنه هو الذي قتل الرجل اليوم السابق.

إذ يقول الله تعلى عز وجل” وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَـذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ*قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ*فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ*فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ*وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ*فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”.

خروج موسى عليه السلام من مصر

غادر موسى مصر وتوجه إلى مدينة حيث تزوج هناك، وعاش هناك لفترة من حياته، ثم عاد مرة أخرى إلى مصر ليكمل رسالته التي بعثه بها الله تعالى. وكانت أحد خصائص رسالة موسى عليه السلام أنه تكلم مع الله تعالى بمفرده دون غيره من الأنبياء. حيث وقف موسى بمفرده أمام جبل يبحث عن النار ليضيء لقومه الذين كانوا يرافقونه. وأخبره الله تعالى بحقيقة رسالته، وهي دعوة الناس لعبادة الله الواحد القهار، ونقل الرسالة وإخبار الناس بأن القيامة قادمة لا محالة. وكان موسى في حالة من التعجب من واجبه، حيث يقول إنه كان يرعى الغنم، فكيف يتحمل مسؤولية رسالة عظيمة وكبيرة بعثها الله بها. فقد ذكر الله في كتابه العزيز: `وهل أتاك حديث موسى (9) إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى (10) فلما أتاها نودي يا موسى (11) إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى (12) وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى (13) إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري (14) إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى (15) فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى`

خصائص مميزة في رسالة سيدنا موسى عليه السلام

اعتمدت رسالة سيدنا موسى على مواجهة كافة أنواع الفساد الذي ظهر ف عهد فرعون، حث كان وقتها الذبح والقت والحر والكفر علناً، فكان فرعون طاغيا وكان يدعوا الناس للفساد جهراً ويدعي بأنه الله، لذلك فكانت رسالة موسى واسعة ومتفرعة، حيث واجه الكثير من الأمور والذي أعانه الله تعالى عليها، وتتمثل في:

  • كتب الله ألواح التوراة بيده

من خصاص رسالة موسى عليه السلام، إن الله تعالى خط التوراة بيده، إذ يقول في كتابه العزيز في سورة الأعراف آية145 “وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ “.

  • ميز الله سيدنا موسى بالعلم الشديد

كان موسى عليه السلام يمتلك معرفة ومعارف كثيرة، ولذلك منحه الله التوراة والوحي والحكمة، وكان يعتقد أنه أكثر أهل الأرض علمًا.

  • اختصت رسالة سيدنا موسى بالمعجزات

للبعثة الخاصة بموسى عليه السلام ظروف فريدة تماما، إذ تحمل الرسالة نفسها الكثير من المعجزات والخصائص الاستثنائية، وهي رسالة عظيمة تحمل العديد من العبر التي ساهمت في تعزيز وتقوية رسالة موسى بين قومه. فقد تمت رؤية المعجزات أمام الجميع، وأول معجزة كانت تلك العصا التي أمر برميها حتى تتحول إلى حية تسعى، ثم عادت العصا إلى حالتها الأصلية. وقد قال الله تعالى: `وما تلك بيمينك يا موسىٰ؟` فقال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها علىٰ غنمي ولي فيها مأرب أخرىٰ. `قال ألقها يا موسىٰ`. فألقاها فإذا هي حية تسعىٰ. قال خذها ولا تخف ۖ سنعيدها سيرتها الأولىٰ. `واضمم يدك إلىٰ جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرىٰ. لنريك من آياتنا الكبرىٰ. اذهب إلىٰ فرعون إنه طغىٰ`. قال رب اشرح لي صدري. ويسر لي أمري. واحلل عقدة من لساني. يفقهوا قولي. واجعل لي وزيرا من أهلي. هارون أخي. اشدد به أزري. وأشركه في أمري. كي نسبحك كثيرا. ونذكرك كثيرا. إنك كنت بنا بصيرا. `قال قد أوتيت سؤلك يا موسىٰ. ولقد مننا عليك مرة أخرىٰ`.

ولم تتوقف المعجزات عند ذلك، فقد كان لسيدنا موسى تسعة معجزات، وهي: أن أخرج الله ماء حيا لموسى من الحجر عندما استسقى لقومه، وأنشق البحر أمامه ليمر بلا ضرر، وغرق قوم فرعون الطغاة، وليس ذلك فحسب، بل أرسل الله الطوفان والجراد والقمل والدم على قوم فرعون لأنهم أجرموا وفسدوا.

  • مواجهة سيدنا موسى عليه السلام لفرعون

لم يكن موسى مجرد طفل نشأ في بيت فرعون، بل كان عدوه الذي يكبر في بيته، إذ كان هو السبب في نجاة مصر من فرعون وطغيانه، ودعا موسى الناس لعبادة الله الواحد القهار، وحارب فرعون رغم قوته وفساده وخوف الناس منه، بإذن الله الواحد القهار.

  • مواجهة سيدنا موسى للسحرة

في هذا العصر انتشر السحر والسحرة كانوا يدمرون ويخربون ويعملون الفساد، واستعان فرعون بهم للتخلص من معجزات موسى وكشفه على الناس بأنه دجال وكذاب وساحر فقط، ولكن الله تعالى أفشل سحرهم وخبثهم وعاقبهم، حتى أمن السحرة برب موسى بعدما شاهدوا المعجزات بأم أعينهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى