خصائص المدرسة الرومانسية في الأدب العربي
ملامح المدرسة الرومانسية
قد حملت المدرسة الرومانسية بعض الملامح والخصائص التي ظهرت في أعمال الشعراء، والتي تشابهت في بعض الأمور مع شعر الحب والغزل في الشعر العربي القديم. ومن خصائص المدرسة الرومانسية في الأدب العربي
- يتميز الأدب الشعري بتمجيد العواطف والخيال، حيث نلاحظ وجود الشكوى والألم والحنين والحزن والحرمان في الأعمال الشعرية.
- الابتكار والتجديد في أسلوب الشعر الغزل، والرومانسية، واستخدام الألفاظ المنتقاة، ومحاربة التقليد، والتركيز على الموهبة، والتعبير بصدق.
- يتميز الكلام بتنوع القافية وتعدد الأساليب البلاغية في القصيدة، بما في ذلك التشبيه والمجاز وغيرها.
- يتميز التعبير بالزلزال والإيحاء، ويجمع بين وحدةالأفكار والعواطف والموسيقى.
- الإنجذاب للطبيعة والهروب إليها، مع الاهتمام بتصويرها بشكل كامل وجزئي، ويمكن العثور على أمثلة على ذلك في شعر الغزل الفصيح في الأدب العربي.
- يقترب اللغة الشعرية من لغة الحياة اليومية، وتتميز بسهولة الألفاظ، ويتحول الشعر إلى وسيلة للتعبير لأنه لغة القلب.
- تبرز شخصية الشاعر في عمله، حيث تعبر عن ذاته ونوازعه.
- قلة تفسير المعاني المجردة والتأكيد على أن الأدب يتميز بالإبداع.
- كسر القيود الكلاسيكية في الجانب الفني، وإنشاء القصيدة التي تعتبر الركن الأساسي لجميع أنواع الشعر، مثل الغزل في العصر الأندلسي .
- تتميز الأشعار الرومانسية بالاهتمام بالخيال والحزن الدائم.
تعريف المدرسة الرومانسية
: “توجد عدة تعريفات للمدرسة الرومانسية في الأدب العربي والعربي بشكل عام، على الرغم من أن تعريف الغزل هو ركن من رومانسية الشعر. ومع ذلك، يمكن تصنيفها إلى المصطلحات التالية
من الناحية الأدبية والفلسفية، تعتبر الرومانسية وجهة نظر تركز على وضع الفرد في مركز الحياة والتجربة، مما يمثل تحولًا من الموضوعية إلى الذاتية، وقد ساهمت الرومانسية في تأسيس عالم حديث يدافع عن درجات منالديمقراطية.
يعتبر الرومانسية تيارا أدبيا نشأ في إنجلترا وألمانيا في القرن الثامن عشر الميلادي، ويتميز بطلب الحرية، والغوص في الغنائية، وإعطاء الأولوية للخيال على العقل، والانصراف بالفردية، والحزن، والتشاؤم، والقلق، والتمزق، والشعور بالجبرية، والإصابة بداء العصر، وانتقاد الكلاسيكية، وهذا كان أحد الأسباب التي أدت إلى ظهور الرومانسية في الشعر العربي.
المذهب الرومانسي والمذاهب الأدبية
ظهرت العديد من المذاهب الأدبية ردًا على المذهب الرومانسي، ومن بين أبرز هذه المذاهب: البرناسية والرمزية والواقعية والسريالية.
الرومانسية والبرناسية
إذا كان العقل والعاطفة هما الفارق بين المدرسة الكلاسيكية والرومانسية، فإن البرناسية تتمثل فقط في تناقضها مع الرومانسية في كل شيء، حيث يرون البرناسيون الفن كغاية في ذاته، ولا يقومون بأي عمل أدبي إلا من أجل الفن وليس لأي غرض آخر.
كما قام رواد البرناسة بتصوير جمال الطبيعة بطريقة مجردة عن أي غاية اجتماعية أو سياسية أو حتى تعبير عن الذات أو المشاعر الوجدانية، وهذا عكس ما يفعله الرومانسيون.
تم استمداد المذهب البرناسي بعض مبادئه من الفلسفة الجمالية المثالية والبعض الآخر من الفلسفة الواقعية التجريبية، مما جعل الحكم الجمالي عند البرناسيين يتميز بعدة خصائص، أهمها أن المتعة الفنية لا تتحقق بأهمية الموضوع بدون اللذة.
الرومانسية والرمزية
لقد جاءت المدرسة الرمزية نافية المدرسة البرناسية ، والرومانسية ، إلا أنها تعتبر في حد ذاتها ابنة المدرسة الرومانسية ، حيث يرى الرمزيون أن الفن يحقق لهم عالما مثاليا من الجمال ، لذلك قاموا بالابتعاد عن الواقعية في الفن ، والتصوير ، والجمال ، فالقصيدة عندهم مثل القطعة الموسيقية ، تعتمد على نغم الكلمات ، وايقاعها.
هناك تواصل بين الرومانسيين والرمزيين في العمق والجوهر، إلا أنهما يختلفان في الغاية الحقيقية والكثير من الخصائص الفنية التي فرضها التطور الأدبي، وانحراف الرومانسيين نحو ذاتية مدقعة من جهة أخرى.
ما يميز المدرسة الرمزية هو أن الكلمة ذاتها لها قيمة خاصة إضافةً إلى قيمة الرمز، وكذلك كان الشاعر يجهد نفسه في المنافسة مع الموسيقى بفنه الاستحضاري.
نجد اهتمام الشاعر الرمزي بالمحتوى الصوتي للكلمات، حيث لا يمكن إنشاء الموسيقى الصافية بمفردها عن طريق تلاعب الشاعر بالكلمات، ولكن بسبب وجود علاقة بين القيمة الصوتية للكلمة ومختلف نظم العواطف والأفكار.
الرومانسية والواقعية
الرومانسية تعتبر مرحلة سابقة للواقعية، حيث تشجع النظريات الرومانسية إدخال العواطف في الفن. لم يكن للشعر الغنائي الخوف من إشارة إلى أشياء مألوفة وتسميتها بأسمائها، وقد يتشابه ذلك مع إحدى أنواع الغزل.
تعد الواقعية النقدية نتيجة للاحتجاج الرومانسي على المجتمع الذي يطغى على حقوق الفرد، لذلك فإن الواقعية تعد ابنة الرومانسية، حيث أن جوهر الأدب لا يتغير في أساسه، وإنما يتغير أسلوب المعالجة والتناول عندما يصبح أكثر موضوعية وأقل ذاتية.
على الرغم من أن الواقعية تستمد موادها من الحياة الواقعية وتخالف الرومانسية، إلا أنها في النهاية فن والفن يتم اختياره.
يتم تعريف الواقعية كاتجاه فني يتم تحديده من خلال اختيار الكاتب لمضمون عمله، ثم بالنظرة التي ينظر بها الكاتب إلى هذا المضمون.
الرومانسية والسريالية
يمثل المذهب السريالي حركة ذاتية ونفسية صافية، يهدف إلى التعبير عن العمل الواقعي للفكرة بأي طريقة من الشفاهية أو الكتابة أو أي طريقة أخرى، ويتم إلهام هذه الفكرة في غياب أي مراقبة يمارسها العقل، بعيدًا عن أي انشغال جمالي أو أخلاقي.
تهدف الثورة السريالية إلى كشف الفكرة للفكرة نفسها، كما تستخدم طرقًا جديدة للمعرفة التي تهدف في هذا السياق الخاص إلى التحرر من العادات المتغيرة والمفروضة على الفرد من ضروريات الحياة الاجتماعية.