خسوف القمر الكلي و القمر العملاق في ليلة واحدة
ينتظر محبو الظواهر الفلكية ومراكز الأرصاد الجوية الفضائية بفارغ الصبر مشاهدة ظاهرة فلكية نادرة، وهي حدوث خسوف كلي للقمر وظاهرة القمر العملاق في نفس الليلة، وهذه الظاهرة الفلكية النادرة لم تحدث منذ ثلاثين سنة.
يمكن للمراقبين مشاهدة هذه الظاهرة الفريدة من نوعها بالعين المجردة، حيث سيتم رؤيتها ليلة الأحد الموافق 27 سبتمبر الجاري بين الساعة 12 و 1 منتصف الليل بالتوقيت العالمي غرينتش، وهي ظاهرة نادرة.
تعني ظاهرة القمر العملاق أن القمر يبدو أكبر بنسبة 14% من حجمه العادي، ويزداد إشراقه بنسبة 30% ويبدو شكله أكمل من العادة. تحدث هذه الظاهرة عندما يكون القمر في أقرب نقطة ممكنة من الأرضه.
وأفاد `نوا بترو` نائب مدير مشروع استطلاع المسبار القمري في مركز جودارد للرحلات الفضائية التابع لناسا في ولاية ماريلاند أن عدم انتظام دوران القمر يجعله في بعض الأيام قريبا جدا من الأرض وفي أيام أخرى بعيدا عنها، وأنه سيتم مشاهدة القمر الأقرب إلينا في يوم 27 سبتمبر هذا العام، وفقا لبيان صحفي لناسا.
يتقدر العلماء المسافة بين أقرب نقطة للقمر من الأرض وأبعدها بنحو 50 ألف كيلومتر.
من المتوقع أن يبدأ كوكب الأرض في التنقل بين الشمس والقمر ليلة مرور مشهد القمر العملاق، وهذا يؤدي إلى حدوث ظاهرة أخرى تسمى `الخسوف الكلي`.
من المتوقع أن يبدأ الخسوف الكلي للقمر في نفس الليلة على الساعة الثانية بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش من صباح يوم الاثنين، وينتهي في الساعة الثالثة والثلاث وعشرين دقيقة في نفس اليوم. ومع ذلك، لن تتزامن هاتان الظاهرتان مرة أخرى إلا في عام 2033 وفقًا للعلماء.
أنواع الخسوف
الخسوف الكلي: يحدث الخسوف الكلي للقمر عند دخول القمر بأكمله في ظل الأرض، حيث ينخفض قرص القمر تمامًا، مما يؤدي إلى اختفاء الإضاءة والرؤية تمامًا بعد منتصف الليل، خاصة في الأراضي الصحراوية.
الخسوف الجزئي: يحدث الخسوف الجزئي عندما يدخل جزء من القمر في ظل الأرض ويختفي جزء من قرص القمر.
خسوف شبه الظل: يحدث خسوف القمر عندما يدخل القمر منطقة شبه الظل للأرض، مما يجعل ضوءه باهتًا ولكنه لا ينخفض.
لا يمكن تصنيف الخسوف شبه الظل كخسوف شرعي، لأن المراقب الذي يشاهد الشمس من على سطح القمر يراها منكسفة جزئيًا، ومنطقة شبه الظل هي المنطقة التي يتم تغطية جزء من أشعة الشمس على كوكب القمر.
ولذلك، يتطلب حدوث الخسوف الكلي حدوث الخسوفين الآخرين، ويتميز لون القمر باللون الأحمر في بداية الخسوف الكلي بسبب امتصاص الأشعة الحمراء من الغلاف الجوي العلوي للأرض.
سبب حدوث ظاهرة الخسوف
يحدث خسوف القمر في منتصف الشهر القمري عندما يحجب كوكب الأرض أو بعض من ضوئها عن القمر، ويحدث هذا الظاهرة مرتين في العام.
لماذا لا تحدث ظاهرتي الخسوف والكسوف كل شهر
يحدث الخسوف والكسوف عندما يتوسط القمر بين الأرض والشمس في بداية أو نهاية الشهر القمري، وإذا كان مستوى دوران القمر حول الشمس مائلا بزاوية حوالي خمس درجات، فلن يحدث الخسوف أو الكسوف إلا عندما تمر الشمس في نقطة التقاء المستويين، المعروفين بـ”العقدتين”، وتمر الشمس مرتين كل عام في هذه النقطتين، ولذلك تحدث الظاهرة بمتوسط مرتين كل عام كظاهرة خسوف القمر.
وتسمى الفترة التي تظل فيها الشمس في العقدتين أو المستويين بفترة الخسوف والكسوف، حيث تبقى في كل عقدة لأكثر من شهر، وهذا يعني أن كل كسوف للشمس يصاحبه على الأقل خسوف قمري، إما قبله أو بعده بنصف شهر، والعكس صحيح أيضا. كما يستغرق الشمس 346.62 يوما للعودة إلى نفس العقدة، وتسمى هذه الفترة السنة الكسوفية، وبعد هذه الفترة أو نصفها من المتوقع حدوث خسوف وكسوف على سطح الأرض.