خريطة مفاهيم أركان الصلاة
أركان الصلاة
يقول الله تعالى: {فأقيموا الصلاة، إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}. الصلاة هي عماد الدين، والفرق بين المسلم والغير مسلم في أداء الصلاة، إذ تعتبر الصلاة وسيلة للتواصل بين العبد وربه، يناجيه ويدعوه ويتقرب منه في وقت الصلاة.
تتكون أركان الصلاة من العناصر التي تشكل العبادة ولا يمكن أداء الصلاة بشكل صحيح بدونها. ولم يحدد الكتاب والسنة تقسيمًا للعبادة إلى أركان وواجبات وسنن، وإنما استخلص العلماء هذا التقسيم من الكتب والأحاديث النبوية نظرًا لوجوب قبول الصلاة.
شرح خريطة مفاهيم أركان الصلاة
تعتبر أركان الصلاة أربعة عشر ركنا أساسيا، وعلى المصلي أن يعرف الفروق بين جميع أركان الصلاة لتكون صلاته صحيحة
أولاً: القيام
القيام هو ركن من أركان الصلاة ويعد فرضًا أيضًا، ويدل ذلك على:
- قوله تعالى: ﴿ وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238].
- يروى عن عمران بن حصين قوله: `صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب`، وهذا الحديث مروي في صحيح البخاري.
- قال ابن هبيرة في الإفصاح 1 /122: اتفقوا على أن الصلاة المفروضة فرض على المطيع لله، وإذا كان قادرًا على الصلاة وتركها، فإن صلاته لا تصح.
وبالتالي، فإنه ليس من الضرورة القيام بالفرض المذكور بعد ذلك تماما
- الغير مستور: وهو من لم يستر عورته.
- المريض: وهو من أهل الأعذار.
- العاجز عن القيام لوجود خوف أو حبس .
- المأموم: وإذا كان خلف الإمام عاجزا عن القيام
- من صلى الليل طويلاً قاعدا: أي شخص متعب بسبب كثرة صلاة الليل
ثانياً: تكبيرة الإحرام
يجب عند بدء الصلاة القيام بتكبيرة الإحرام، فلها أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى أنها من فروض الصلاة وهذا هو الدليل على ذلك
- حديث أبي هريرة مرفوعاً: إذا قمت للصلاة فاستقبل القبلة فكبر” متفق عليه.
- حديث علي مرفوعاً: روى أبو داود والترمذي: “مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم.
ثالثاً: قراءة الفاتحة:
تُعَدُ قراءة سورة الفاتحة من أركان الصلاة في الإسلام، لما لها من فضل عظيم، ويوجد دليل على ذلك
- ويدل على ذلك: حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: `لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب`، متفق عليه.
رابعاً: الركوع
الركوع هو فرض في الصلاة، ويعتبر الركوع تعظيمًا وتسبيحًا لله، كما يدل على ذلك قول الله
- قوله تعالى: اركعوا يا أيها الذين آمنوا” [الحج: 77]
- حديث أبي هريرة مرفوعاً: عندما تتوجه إلى الصلاة، توجه نحو القبلة… ثم اركع حتى تشعر بالاطمئنان وأنت راكع.” (متفق عليه).
خامساً: الاعتدال من الركوع (ويشمل الارتفاع منه)
ففي حديث أبي مرفوعاً في المسئ صلاته وفيه:ثم اركع حتى تشعر بالاستقرار وأنت راكع، ثم ارفع حتى تستقيم وأنت قائم.” هذا متفق عليه، وأما لابن ماجة فقد قال “حتى تشعر بالاستقرار وأنت قائم” وقد قال ابن حجر: “وإسناده على شرط مسلم.
وحديث أبي مسعود الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه: “لا تجزئ الصلاة إذا لم يقم الرجل بصلبه في الركوع والسجو.
وحديث أبي قتادة مرفوعاً: روى أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أشر الناس سارق الذي يسرق من صلاته”، فقالوا: يا رسول الله، وكيف يسرق من صلاته؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها، أو قال: لا يقيم صلبه في الركوع والسجود.
سادساً: السجود
ويدل على ذلك قوله تعالى: يأمر الله المؤمنين في القرآن الكريم بالركوع والسجود، ويحكي حديث أبي هريرة عن الشخص الذي يسيء في صلاته، ويأمره بالسجود حتى يشعر بالراحة والاطمئنان.
يجب علينا السجود على الأعضاء السبعة، ومن يتخلف في ذلك فإنه لا يؤدي الركن بالشكل الصحيح، وقد ذكر ابن عباس في حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالسجود على سبعة أعضاء وهي الجبهة وأشار بيده إلى الأنف والكفين والركبتين وأطراف القدمين، وهذا الحديث متفق عليه.
سابعاً: الاعتدال من السجود (أي الرفع منه)
يمكن أن يشعر الشخص بالدوار عند الجلوس بين السجدتين، ويتطلب الجلوس بين السجدتين رفع الجسم من السجود، وفي هذا الصدد، المذهب الراجح هو ضرورة الاعتدال في السجود والجلوس بين السجدتين.
ويدل على ذلك:
- حديث أبي هريرة في المسئ في صلاته وفيه:- يتفق الجميع على حديث “ثم ارفع..يعني من السجود حتى تطمئن جالساً”، وهذا يدل على أنه يجب الجلوس بعد السجود
- حديث عائشة: ذكر مسلم في روايته أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما يرفع رأسه من السجود لا يسجد حتى يستوي جالساً.
ثامناً: الجلوس بين السجدتين
يجب على المُصلِّي أن يجلس بين السجدتين في الصلاة الفرض والنافلة؛ لأن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: “إن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما يرفع رأسه من السجدة، فإنه لا يسجد حتى يستوي جالسًا.
تاسعا: الهدوء في جميع الزوايا والحضور بالنية ضروري
يشير ذلك إلى حديث أبي هريرة عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة المسيء، كان يقول له في كل ركعة “حتى تطمئن” باتفاق العلماء.
وفي حديث حذيفة: روى البخاري أن حذيفة رأى رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما انتهى من صلاته دعاه، وقال له حذيفة: `لم تصل ولومت، لقد مات على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمد صلى الله عليه وسلم`، والطمأنينة هي السكون إلى روح الله، وهدوء الأعصاب
عاشراً: التشهد الأخير
القول بأن الركن هو القول الراجح ويمثل رأي المذهب، والله أعلم، ويدل على ذلك:
- حديث ابن مسعود قال: كنا نقول سابقا قبل أن يفرض علينا التشهد: السلام على الله من عباده، السلام على جبرائيل وميكائيل… ” وقد رواه الدارقطني والبيهقي وصححاه.
- حديث ابن مسعود ا مرفوعاً: متفق عليه أنه إذا جلس أحدكم للصلاة، فيجب أن يبدأ بقول التحيات لله.
الحادي عشر: الجلوس للتشهد الأخير
هناك بعض المفسرين الذين يجمعون بين التشهد الأخير والجلسة الأخيرة لتصبح ركنًا واحدًا، فإذا قرأ المصلي التشهد الأخير وكان قائمًا، فإن ذلك لا يجوز تجزئته، لأنه بذلك يعتبر تركًا لأحد الأركان وهو الجلوس.
الثاني عشر: قرار بصلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير
الصلاة على النبي، عليه الصلاة والسلام، في نهاية الصلاة هي ركن أساسي وسنة متبعة وليست بواجب مشروط على المسلمين، والدليل على ذلك هو: .
” أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟… ثم قال: يدل حديث مسلم “اللهم صل على محمد” على أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم الناس كيفية الصلاة وأرشدهم، ولم يأمرهم بذلك من البداية.
وقد استنتج بعض العلماء أن صلوا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي سنة، حيث لم يرد ذكرها في حديث أبي هريرة المرفوع الذي يقول: `عندما ينتهي أحدكم من التشهد الأخير، فعليه أن يستعيذ بالله من عذاب النار…` وهذا الحديث نقله مسلم.
الثالث عشر: الترتيب
تتبع ترتيب الصلاة كما يلي: القيام، ثم الركوع، ثم الانتقال من الركوع إلى السجود، ثم السجود، ثم القعود، ثم السجود مرة أخرى.
- قوله تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ﴾ [الحج: 77] فبدأ بالركوع ثم السجود.
- ذكر الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة عن المسيء صلاته، حيث علمه النبي صلى الله عليه وسلم بأركان الصلاة بالترتيب ثم ختمه بالتصديق على صحته.
- مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الترتيب وقد قال: رواه البخاري: `صلوا كما رأيتموني أصلي`.
الرابع عشر: التسليم
وهو قول: يتم تحية السلام على يمين الشخص وعلى يساره مع التحية بكلمات `السلام عليكم ورحمة الله`. كما أن التسليم في نهاية الصلاة بعد التشهد فرض وهذا مدعوم بالدليل
- حديث جابر بن سمرة مرفوعاً: رواه مسلم: “إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه يسلم على أخيه من على يمينه وشماله”، واستخدامه لعبارة “إنما يكفي” يدل على أن ما دون ذلك لا يكفي.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتزم بالتسليمتين في الصلاة، سواء في السفر أو الحضر، وقال: `صلوا كما رأيتموني أصلي`، ورواه البخاري.
- حديث عائشة قالت: عندما كان رسول الله يصلي التراويح بتسع ركعات، كان لا يقعد إلا بعد الركعة الثامنة، ويسلم تسليمتها، ومن ثم يرفع صوته في التسليمة الأخيرة. وهذا ما رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم وأحمد