العالمخرائط

خريطة فلسطين قبل 1967

كانت الأراضي الفلسطينية أرض مأهولة بالشعب الفلسطيني العربي التابع للدولة الفلسطينية التابعة للإمبراطورية العثمانية، وكان الفلسطينيين منذ زمن بعيد متنوعين دينياً، ولكن كانت الأغلبية للسكان المسلمين وكان مسلمين فلسطين يعيشون بود وسلام مع باقي إخوانهم الفلسطينيين من الديانات الأخرى من اليهود والمسيحيين والدروز .

ففلسطين تحتضن كافة الطوائف كأبناء سواسية في المواطنة وفي الحق في الدولة الفلسطينية، إلى مطلع القرن العشرين، حيث ظهرت ما يسمى بالصهيونية التي تدعو إلى إقامة وطن خاص باليهود في فلسطين، ومن هنا هاجر عدد كبير من اليهود الأوروبيين إلي فلسطين، ثم آتي اليهود من كل أنحاء العالم لتصبح نسبتهم في فلسطين هي 35% من السكان.

جذور فلسطين المبكرة

يعتقد علماء التاريخ أن اسم فلسطين مشتق من كلمة `Philistia`، وهي تشير إلى الفلسطينيين الذين استوطنوا هذه المنطقة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

على مر التاريخ، حكمت فلسطين مجموعة من المجموعات المختلفة والمتعددة، حيث كانت تخضع لسيطرة الآشوريين والبابليين والفرس والإغريق والرومان، ومن ثم تحت حكم العرب المسلمين، والفاطميين، والسلاجقة الأتراك، والصليبيين، والمصريين، والمماليك، ولكن ليس الكنعانيون هم السكان الأصليون بل العرب المسلمون .

من حوالي سنة 1517 إلي 1917 كانت دولة فلسطين تحكم من قبل الإمبراطورية العثمانية هى والمناطق المجاورة لها، ولكن بعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى سنة 1918، سيطر الإنجليز على فلسطين، وقامت عصبة الأمم التي تم تشكيلها بعد الحرب بتفويض بريطانيا بوثيقة تم منحها لها لإقامة وطن قومي لليهود على الأراضي الفلسطينية، وهذا القرار دخل حيز التنفيذ سنة 1923.

تقسيم فلسطين

في عام 1947، اقترحت الأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين، دولة عربية مستقلة ودولة يهودية مستقلة، مع الأخذ في الاعتبار أن القدس ستكون منطقة دولية. وافق زعماء اليهود على هذه الخطة، ولكن العرب والفلسطينيين رفضوا هذه الخطة بشدة. وجادل العرب بسبب أنهم يشكلون غالبية السكان في عدة مناطق ويحتاجون إلى المزيد من الأراضي. وبدأ اليهود بتشكيل جيش وعصابات يهودية تم تمويلها وتسليحها من قبل زعماء اليهود والدول الغربية، وتم نشرها في جميع أنحاء فلسطين لتحقيق أهدافهم.

في مايو سنة 1948، بعد أقل من عام من بدء تنفيذ خطة تقسيم الأراضي الفلسطينية، انسحبت بريطانيا من فلسطين وأصبحت إسرائيل دولة مستقرة. وتشير التقارير الغربية إلى أنه تم إجبار ما بين 700 ألف و900 ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم أو قتلهم للاستيلاء على أراضيهم وضمها إلى دولة الاحتلال. واستطاعت الاحتلال السيطرة على 78% من الأراضي الفلسطينية، وهذه النسبة كانت تزداد بشكل كبير.

قام الاحتلال بتنفيذ هذا العمل من خلال القيام بالعديد من المذابح التي نفذتها العصابات اليهودية ضد الفلسطينيين وضد المقاومة الفلسطينية، والقيام بتدمير القرى والمدن العربية بشكل ظالم، حتى أن موشيه ديان قال (قد تم بناء القرى اليهودية على أنقاض القرى العربية، والآن لا يمكنك التعرف على أسماء هذه القرى العربية القديمة، وأنا لا ألومك لأن الكتب الجغرافية لم تعد متاحة، وليس فقط الكتب التي اختفت، بل أيضا القرى العربية لم تعد موجودة) وذلك لأن الاحتلال قام بإقامة المستوطنات بدلا من تلك القرى.

المستوطنات هي مدن يقوم الاحتلال الإسرائيلي ببنائها وتوطين المستوطنين اليهود فيها، وكان الاحتلال الصهيوني يسلح المستوطنين الصهاينة الموجودين في هذه المستوطنات لحمايتهم، بالإضافة إلى الجيش الصهيوني، ومن خلال هذه المجازر والتهجير تم هدم وتهجير أكثر من 400 قرية عربية فلسطينية.

وعلي الفور قامت الحرب بين العرب واليهود في هذه المنطقة، وقد شملت الحرب من الجانب العربي خمس دول هي الأردن والعراق ومصر وسوريا ولبنان، ضد الكيان الصهيوني من الجانب الأخر مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية ، ومن هنا بدأ أطول أنواع الصراعات الحديثة وأعنفها في المنطقة بين العرب والإسرائيليين.

فلسطين قبل 1967

لا يتوقف زعماء ورؤساء العرب منذ عقود عن التحدث عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وأن تكون عاصمتها القدس، ولكن على الرغم من أننا نسمع الكثيرين يطالبون بهذا، إلا أننا لا نعرف تفاصيلها ومعانيها.

حدود 67

هذه الحدود هي عبارة عن تلك الحدود العربية الخاصة بالدولة الفلسطينية المتبقية من الفيروس الإسرائيلي الذي كان ينهش في جسد الأرض ويقطع جزء جزء منها ليضمها إلى دولته الباغية، إلا أنه في الفجر في اليوم الخامس من يونيو سنة 1967، قام الجيش الإسرائيلي بالهجوم على الدول المحيطة بفلسطين حتى يقوم باحتلال مساحات شاسعة منها.

بعد احتلال هذه الأراضي، لم تعد تنتمي حتى الآن إلى هذه الدول العربية. تم إصدار قرار من مجلس الأمن رقم 242 الذي أكد أن الحدود الجديدة هي أرض محتلة. تغيرت الوضعية في صباح الخامس من يونيو سنة 1976، وتلك الحدود تشمل شبه جزيرة سيناء التي تم احتلالها بالكامل من قبل القوات الإسرائيلية. ومع ذلك، تم استعادة تلك الأراضي بعد حرب أكتوبر سنة 197 في حرب مصرية إسرائيلية.

بعد عملية السلام بين إسرائيل ومصر، تم إعادة كل الأراضي المحتلة من شبه الجزيرة سيناء إلى مصر، باستثناء جزء صغير على الحدود بين مصر وإسرائيل، وتم احتلال جزء من سوريا وهو هضبة الجولان.

في هذا السياق، تعني حدود ٦٧ الحدود التي كانت موجودة قبل يوم ٤ يونيو ١٩٦٧، والتي تغيرت في اليوم التالي عندما سيطرت إسرائيل على الأراضي العربية. احتلت إسرائيل الضفة الغربية التي كانت تحت إدارة المملكة الأردنية، وأدى ذلك إلى احتلال القدس وإقامة المستوطنات فيها، مما أدى إلى تغيير خريطة القدس. كما احتلت غزة التي كانت تحت إدارة الجمهورية المصرية، واحتلت هضبة الجولان التي كانت جزءا من سوريا، بالإضافة إلى شبه جزيرة سيناء، وهي الأرض الوحيدة التي تمت إعادتها.

للأسف، لا تزال هضبة الجولان تحت الاحتلال، وفي الضفة الغربية، رغم وجود السلطات الفلسطينية، إلا أنها تحت الحصار الصهيوني، وفي قطاع غزة الذي يتبع للسلطة الفلسطينية وتحت سيطرة حركة المقاومة حماس، يتعرض للحصار التام من القوات الصهيونية .

ولا يوجد سوى الجانب المصري على حدود غزة ومصر والبحر الذي تحاصره أيضاً القوات البحرية الإسرائيلية ولا تسمح إسرائيل إلا بجزء صغير من هذه المياه للفلسطينيين والصيادين للصيد فيه ولكنه لا يمكنهم الوصول إلى أماكن أبعد، حتى يتمكنوا من الحصول على ما يكفي من موارد العيش من البحر، فالقوات الإسرائيلية دائماً ما تعترض المساندات والبعثات التي تأتي من الخارج عبر البحر إلى غزة.

ما تطالب السلطة الفلسطينية به الآن

تطالب القيادة الفلسطينية الآن المجتمع الدولي بإقامة دولة فلسطينية، على حدودها العربية السابقة للخامس من يونيو 1967، وتشمل ذلك الضفة الغربية والتي تحتوي على القدس المحتلة والتي يسعى الاحتلال لجعلها عاصمة لإسرائيل، بالإضافة إلى قطاع غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى