الإقليم الذي يرتبط وجوده بالمناطق الرطبة الغزيرة الأمطار
هو الإقليم الذي تسقط فيه حوالي ثلثي الأمطار على طول خط الاستواء أو بالقرب منه، وعادة ما تشهد البلدان الموجودة في هذه الخطوط العرض عدة أشهر من الأمطار تقريبا اليومية تليها أشهر من الجفاف، حيث يتحرك شريط المطر شمالا وجنوبا .
تجلب الرياح الموسمية الآسيوية الأمطار إلى الصين وجنوب شرق آسيا والهند بين أبريل وسبتمبر، بينما تمر أمريكا الجنوبية بموسم ممطر من أكتوبر إلى مايو، ولكن بعض أجزاء غابات الأمازون المطيرة تمر بها بضعة أشهر كل عام دون هطول أمطار غزيرة .
خريطة توزيع الأمطار في العالم
خريطة توزيع الأمطار على مستوى العالم توضح أن المطر هو المصدر الرئيسي للمياه العذبة للنباتات والحيوانات. يعتبر هطول الأمطار ضروريا للحياة في النظم البيئية على سطح الأرض، وكذلك لنقل كميات كبيرة من المياه عبر الغلاف الجوي للأرض.
تنقل السحب التي تحمل المطر أيضًا كميات كبيرة من الطاقة، وعندما يتبخر الماء من السطح ويصعد كبخار في الغلاف الجوي، يحمل معه الحرارة من السطح الدافئ للشمس .
عندما يتكاثف بخار الماء ليشكل قطرات السحب ويتساقط المطر، يتم إطلاق الحرارة في الغلاف الجوي، وهذه التدفئة تمثل جزءًا كبيرًا من ميزانية طاقة الأرض والمناخ .
تعرض خرائط الأمطار إجمالي كمية الهطول الشهري بالمليمترات التي تم تسجيلها عن طريق القمر الصناعي التابع لناسا لقياس هطول الأمطار الاستوائية، وهي مهمة مشتركة بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء اليابانية، وتتميز المناطق التي يكون بها هطول الأمطار الغزيرة باللون الأزرق الداكن، بينما تكون المناطق التي يكون بها هطول الأمطار الخفيفة باللون الأبيض، وترمز إلى المناطق التي لا يوجد بها هطول للأمطار باللون الرمادي .
المدن والدول والأمطار
تظهر خريطة توزيع الأمطار في العالم أن المدن عادة ما تكون غير قادرة على استيعاب الأمطار الغزيرة بسبب عدم وجود تربة تمتصها، ويمكن أن تتحول المياه الزائدة إلى سيول وتغرق الشوارع، مما يؤدي إلى تعطيل الحياة اليومية.
توضح خريطة بيانات البنك الدولي أن أكثر البلدان أمطارًا في العالم تتركز حول خط الاستواء بشكل واضح، بالإضافة إلى مناطق وسط وغرب إفريقيا وأعلى أمريكا الجنوبية وجزر جنوب شرق آسيا .
في حين سجلت أعلى معدلات هطول للأمطار في الأماكن النائية ، حيث يعيش فيها عدد قليل من الناس بالنظر إلى آسيا هناك مدينتان صغيرتان في شمال شرق الهند يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي في جزيرة ماوسينرام إلى حوالي 11871 ملم أكثر من 10 أضعاف المعدل الوطني الهندي البالغ 1083 ملم .
تعرف مدينة مونروفيا في ليبيريا باسم العاصمة الأكثر رطوبة، حيث يتساقط الأمطار الغزيرة في وسطها .
يتجاوز متوسط هطول الأمطار السنوي في مدينة مومباي الهندية 2، 386 ملم، في حين يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي في مدينة سنغافورة 2378 ملم، وهذه المدن هي بذلك من أكثر مناطق العالم هطولا للأمطار، بينما تستقبل العاصمة الفلبينية مانيلا 2047 ملم من الأمطار سنويا، وتحصل العاصمة الإندونيسية جاكرتا على 1855 ملم من الأمطار .
في إفريقيا يمكن أن يتجاوز هطول الأمطار السنوي في عاصمة ليبيريا مونروفيا 500 ملم وتُعرف باسم العاصمة الأكثر رطوبة من قبل السكان ، ولا شك أن رطوبتها يرجع إلى موقعها على شبه جزيرة بارزة في المحيط الأطلسي. المدينة الساحلية التي يسكنها ما يزيد قليلاً عن مليون شخص حصلت على متوسط 996 ملم في يوليو وحده ، ويمكن أن يتسبب موسم الأمطار في حدوث فوضى حيث تمتلئ الحفر بالمياه وتتحول الطرق إلى الأنهار .
هيلو هي إحدى أكبر مدن هاواي، وتعتبر الأكثر أمطارًا في الولايات المتحدة بمعدل 3459 ملم سنوياً، حيث تفصل جبال الجزيرة الكبيرة بالولاية بدقة بين منطقة الشمال الشرقي الممطرة والجهة الجنوب الغربي الجافة، وتتعرض إحدى الجهتين للطقس الرطب في حين تبقى الأخرى محمية .
أهمية مياه الأمطار
عند النظر إلى خريطة توزيع الأمطار في العالم، نجد أنّ حوالي 85% من السكان يشربون مياهًا مجمعة في حاويات على أسطح منازلهم. ويمكن لأولئكم الذين يملكون المال شراء زجاجات المياه، ولكن معظم السكان فقراء لذا فهم يجمعون مياه الأمطار ثم يغلونها، إذ يعد جمع المياه جزءًا أساسيًا من الحياة .
أكثر المدن الأمريكية أمطارا
وجدت خريطة توزيع الأمطار في العالم لعام 2014 أن كارديف هي في الواقع أكثر المدن الممطرة في المملكة المتحدة بمتوسط 1،152 ملم من الأمطار سنويًا، تليها غلاسكو عن كثب، وجاءت مانشستر في المركز الثامن فقط بـ867 ملم .
تبين أنَّ معدَّل هطول الأمطار في سياتل يبلغ 950 ملم سنويًا، وأن حوالي 45٪ من الولايات المتحدة أكثر رطوبةً من سياتل، ويتم ذلك عن طريق حساب الأمطار والثلوج المنصهرة.
عوامل تؤثر في سقوط الأمطار
تختلف أنماط هطول الأمطار في جميع أنحاء العالم وتعتمد على عدة عوامل، وهي كالتالي
- تعمل تضاريس الأرض .
- والقرب من المسطحات المائية .
- وخط العرض .
- ودرجات الحرارة السائدة .
- وأنماط الرياح .
ما هي أكثر الأماكن رطوبة في العالم
أكثر الأماكن رطوبة في العالم هي ماوسينرام المدينة الواقعة في ولاية ميغالايا في الهند فهي أكثر الأماكن رطوبة في العالم ، ويصل معدل هطول الأمطار السنوي إلى 11871 ملم حيث تجبر التضاريس الجبلية للأراضي المحيطة الرياح الموسمية الدافئة ، والرطبة المتجهة شمالًا من خليج البنغال على الالتقاء فوق ماوسينرام .
تقع تلال كاشي حيث يقع ماوسينرام مباشرة في مسار تدفق الهواء هذا ويؤدي الارتفاع فوق هذه التلال بفعل الرياح القوية التي تهب في المنطقة إلى تبريد السحب الحاملة للبخار باستمرار ، والتي تسقط بعد ذلك على شكل مطر. يجعل هطول الأمطار الغزيرة المنطقة بها العديد من الأنهار والشلالات .
يتأقلم سكان ماوسينرام مع الظروف الرطبة ولا يخرجون من منازلهم بدون مظلات، كما يصنعون أغطية من القصب تشبه السلال لحماية أنفسهم من المطر عند العمل في الحقول، وتكون شهري ديسمبر ويناير هما الأشهر الأكثر جفافاً في ماوسينرام حيث قد تتساقط كميات قليلة من الأمطار وصولاإلى حوالي 60 ملم.
توتونيندو في كولومبيا هي بلدية في كولومبيا بأمريكا الجنوبية، حيث يتساقط هناك أمطار غزيرة للغاية، وهي ثالث أكثر الأماكن رطوبة في العالم. تشكل السحب والأمطار المستمرة مناخ هذا المكان، ويكون الخريف هو أكثر فصل في السنة رطوبة في توتونيندو. خلال الأشهر الأكثر جفافا في العام، فبراير ومارس، لا يزال هناك هطول للأمطار لمدة حوالي 20 يوما في الشهر، وطوال العام تظل السماء غائمة، مع وجود ثلاث إلى أربع ساعات فقط من أشعة الشمس يوميا .
نهر كروب في نيوزيلندا هو نهر يتدفق لمسافة 9 كيلومترات في نيوزيلندا قبل أن يصب في نهر ويتكومب ، حيث سجلت منطقة نهر كروب 1049 ملم من الأمطار في الفترة من 12 إلى 13 ديسمبر 1995 ، وهو أعلى معدل تم تسجيله على الإطلاق في نيوزيلندا خلال 48 ساعة ، وهو إنه خامس مكان ممطر على وجه الأرض .
أما المناطق الأخرى الرطبة في العالم، فهي سان أنطونيو دي يوريكا وجزيرة بيوكو في غينيا الاستوائية التي تتلقى 10450 ملم من الأمطار سنويًا، ومقاطعة سيتشوان في الصين التي يصل معدل الأمطار فيها إلى حوالي 8169 ملم .