بعد الحرب العالمية الأولى، تغيرت خريطة المانيا وشغلت الملكية الدولة الحرب، لأن الجمهورية لم تكن قادرة على إقامة نظام سياسي. وظهرت العديد من النزاعات على الأقاليم الحدودية مع دول أخرى، ومن تلك الدول كانت مملكة الصرب والكروات، حيث تم تقسيم الحدود بشكل تعسفي غير مراعيا العرق والسلامة الوطنية .
تغيرات إقليمية في دولة ألمانيا
وبموجب معاهدة فرساي وشروطها، اضطرت ألمانيا للتنازل عن العديد من الأقاليم، بغض النظر عن المساحات الكبيرة، وتم عزل دولة بروسيا عنها، وفقدت ألمانيا حوالي ستة ملايين من سكانها، وتم التنازل عن منطقة دنجاج ومنطقة اللورين لصالح فرنسا .
تم التنازل عن منطقة هالة لتشيكوسلوفاكيا، وتم تقسيم الأمم إلى عدة مناطق، بما في ذلك سيليزيا العليا، وشمال شليسفيغ، وأوبين، وشرق وغرب بروسيا، وسارلاند، ومالميدي. تم تحديد الهوية الوطنية عن طريق الاستفتاء، وتم تفكيك الإمبراطورية المجرية النمساوية، وتأسيس دول جديدة للمجر والنمسا وتشيكوسلوفاكيا داخل الأراضي السابقة لمملكة هابسبورغ.
واستمرت الأحداث على نفس النسق حتى عام 1936، عندما احتلت ألمانيا راينلاند المسلحة، وتم التوصل إلى اتفاقية لوكارنو والتي أدت إلى تغييرات في العديد من الدول الأوروبية، عندما اقترح وزير الخارجية الألماني غوستاف ستريمان ضمان الأمان الإقليمي، وتمت غزو بلدان أخرى مثل النمسا وتشيكوسلوفاكيا بعد مؤتمر ميونخ في عام 1939، وحدثت العديد من الحروب بسبب الغزو الألماني، وأثرت هذه الحروب على الخريطة العالمية بشكل كبير .
سقوط الرايخ وتقسيم المانيا
حيث تفكك الرايخ الثالث عام 1945 م وقد قامت جيوش الحلفاء المشكلة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وفرنسا والمملكة المتحدة ، وعدد من الدول المشاركة معهم وتم تقسيم ألمانيا لأربع مناطق يتواجد به الإحتلال ، ومن بعد ذلك لدولتين وهما ألمانيا الغربية وجمهورية ألمانيا الديمقراطية ألمانيا الشرقية .
وقد ظلت مفصولة لعدد من السنوات الطويلة وصلت لما يقارب 40 عام وأستمرت تلك الحدود حتى سقوط الحكومة الشيوعية ، في عام 1989 م كما تميزت بالدفاعات الكبيرة التي تمنع الهروب ، وكانت تمتد من 480 كيلو متر مربع من الجزيرة وبالمثل قد تم حلق غرب برلين لحزام مماثل من أعوام 1961 م لعام 1989 م لجدار برلين الذي يمر بالمدينة .
تم تشكيل سياج محصن مكثف من الشبك في العديد من المناطق المجاورة في ريف ألمانيا الشرقية، وكانت برلين مكانا لاندلاع الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن المدينة فقدت أهميتها الوطنية بالنسبة له في عام 1989 م إلى عام 1990 م، مع انتفاضة الشعب والإطاحة بحكومة ألمانيا الشرقية، وتم استعادة برلين لأنها كانت عاصمة ألمانيا الموحدة .
جهود المانيا بعد الحرب العالمية الثانية
ومنذ قيام تلك الحرب قامت الدولة الألمانية بجهود عظيمة لإحياء ذكرى الضحايا، وعلاج جرائم المحرقة وتوفير الدعم المادي والسياسي للدولة الإسرائيلية والقضاء على معظم سياسات الكراهية ونبذ العنف ونشر ثقافة النازيين الجديدة ، وأن ظل الأخير مسببا للمشاكل مع ظهور مجموعة حليقي الرؤوس التي تناهض جميع المهاجرين لألمانيا .
قامت ألمانيا بدور جديد عندما حافظت على التوازن بين المصالح الوطنية وكذلك المصالح الأخرى للاجئين الاقتصاديين والسياسيين من مناطق بعيدة، وكان معظمهم من تركيا وشمال أفريقيا والجنوب الآسيوي الذين تدفقوا بعد سلسلة من التوترات العرقية وتصاعد عدد الأحزاب السياسية .
وكانت البطالة متزايدة بعدد كبير للغاية في منطقة الشرق الألماني ، وكانت بأضعاف العدد الموجود في الغرب وكانت مصدر لعدد من التوترات الشديدة في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ، وقد دخل الكثير فيما يصل لمليون مهاجر في ألمانيا عقب الحروب الأهلية في سوريا وثورات الربيع العربي .
دستور المانيا الغربية 1949 م
تم إنشاء هذا الدستور بعد جهود كبيرة من دولة ألمانيا الغربية، لتأسيس نظام فيدرالي يمنح الناخبين سلطات كبيرة، وكانت ألمانيا مقسمة إلى حوالي 11 قسمًا، بما في ذلك برلين الغربية، ولكنها لم تحصل على حق التصويت بسبب وضعها الخاص .
انضمت ألمانيا الشرقية، التي تتألف من حوالي 16 ولاية، إلى جمهورية ألمانيا الموحدة، وكانت ولاية بايرن أو بافاريا هي الأكبر من بينها، ولكن ولاية بادن فورتمبيرغ كانت الأغنى، وتزاحم السكان في الراين الشمالي وستفاليا .
نظرًا لوجود عدد من المسائل الهامة التي تتعلق بالوطن، مثل الدفاع، وعدد كبير من الشؤون الخارجية، فقد بقيت هذه المسائل محفوظة للحكومة الفيدرالية، ومع ذلك، سادت الديمقراطية البرلمانية على المستوى الفيدرالي والولايات الأخرى، وكانت الجمهورية الاتحاديةعضوًا في حلف الناتو الشمال الأطلسي عام 1955 .
ولعبت دورا مميزا في الجماعة الاقتصادية الأوروبية ومع العقود الأربعة للتقسيم قامت الجمهورية الفيدرالية لعدد من الاتفاقيات مع ألمانيا الشرقية والاتحاد السوفيتي ، وقد قامت بتقديم يد العون له في بعض المسائل الاقتصادية وقابل ذلك عدد من الامتيازات المرتبطة بالحقوق الإنسانية وصولا ببرلين مرحلة الإنتعاش الإقتصادي .
وصلت كل تلك الأمور بفضل عدد من المعجزات الاقتصادية، جعلتها في موقع القيادة بين جميع قوى الاقتصاد العالمي، واستمرت في الحفاظ على هذه المواقف .
النجاح الالماني بعد الحرب العالمية الثانية
يعود الجزء الأكبر من نجاح ألمانيا إلى تضحيات الشعب الألماني العظيمة، ويُعد ذلك خير مثال على ذلك ما جاء في حديث الروائي الحائز على جائزة نوبل في الأدب غونتر غراس، حيث قال إن “ألمانيا جعلت من الأمور المستحيلة ممكنة .
وقد قامت الدولة في ذلك عددا من الأمور الهامة من توجيه جميع الأشياء نحو النمو وعدم الرضا إلا بالأحلام البعيدة ، وما كان مرسوم على الورق فيجب تحويله لحقيقة وحتى الأحلام التي كانوا يرونها في منامهم فقد قاموا بالإنتاج ، مما يؤكد على عظمة التحول في تلك الدولة نحو الرقي والتقدم .
يظهر التفاني الكبير في العمل مهما كان صعباً وشاقاً، ويتميز بعدد كبير من السلوكيات العامة الحازمة والصارمة. ويعطي ذلك صورة رائعة عن الشعب الألماني كونه متقدماً للغاية وصعب الوصول إليه، ولكن مع الاجتهاد لا يوجد شيء مستحيل .
وساعد في كل ذلك تقدير الألمان لجميع جيرانها وزوارها كما تم إعطاء قيمة عالية للغاية عن الثقافة والترفيه وقد تم الوصول للديمقراطية الليبرالية ، وترتب عن ذلك بأنها أكثر اندماجا مع جميع الدول المتواجدة في داخل أوربا الموحدة ، والتي أصبح التواصل فيما بينهم كأنهم دولة واحدة وليس قارة مترامية .
الطبيعة في الدولة الألمانية
تعتبر ألمانيا واحدة من أكبر دول أوروبا، وتشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة، بما في ذلك الجبال العالية في المنطقة الجنوبية، وسهولرملية متدحرجة، وتلال حرجية في الغرب المتحضر، وسهول زراعية في المناطق الشرقية .
كما يوجد في برلين طائر الفينيق الذي يرمز لرماد الحرب العالمية الثانية ،كما يوجد بها نهر الراين الممتد شمالا من الدولة السويسرية ، ويتم الإحتفال به في عدد من الآداب والفنون البصرية والموسيقية ، كما يمتد على روافدها وضفافها كما يوجد به عدد من القلاع الكبيرة والكنائس وقرى خلابة وأسواق كبيرة .