خرافات متعلقة بالتخدير في العمليات الجراحية
هناك العديد من القصص المختلفة المتعلقة بالتخدير يرويها بعض الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية، حيث يقول بعضهم إنهم شعروا بالألم، ويدعي البعض الآخر أنه استفاق خلال العملية. وهناك اختلاف في آراء الناس بشأن صحة هذه الادعاءات، حيث يؤمن الكثيرون بها ويعتبرونها حقائق علمية، بينما لا تتجاوز كونها مجرد خرافات انتشرت بين الأشخاص دون وجود أدلة دقيقة تدعم صحتها .
معلومات هامة عن التخدير :
تم البدء في الاستعانة بالتخدير خلال عام 1846م و ذلك عندما قام طبيب الأسنان ” ويليام مورتون ” بحقن أحد مرضاه ب المخدر ، و قد عمل هذا الأمر على مساعدة المريض لتحمل الكثير من العمليات الجراحية المؤلمة و المعقدة بسهولة و يسر ، و منذ ذلك الوقت أصبح الأطباء يستعينون بالمخدر في العمليات الجراحية .
تشير العلامة الرئيسية لنجاح التخدير إلى عدم قدرة المريض على تذكر ما حدث أثناء العملية، وعندما يستيقظ بعد ذلك يجد نفسه لا يعرف بالضبط ما حدث، وتتداول بعض الشائعات التي تزعم أن هناك أشخاصا استيقظوا خلال العملية الجراحية وشعروا بالألم أو أن بعضهم أصيب بالشلل بعد العملية .
غالبا ما تنتشر هذه القصص الغريبة بسبب قلة المعرفة والجهل بأمور التخدير وانخفاض المستوى التعليمي لبعض الأشخاص. تسبب هذه الأساطير في إحداث قلق شديد بين الأشخاص الذين لم يخضعوا لعمليات جراحية من قبل. ولكن الكثير من الناس لا يعلمون أنه أثناء العملية الجراحية يكون هناك شخص مختص فقط بالتخدير لضمان سلامة العملية بدقة تامة .
التخدير ما بين الخرافة و الواقع :
– الخرافة الأولى :
يمكن لتأثير التخدير أن ينتهي خلال الجراحة، مما يؤدي إلى استيقاظ المريض، ولكنه في نفس الوقت سيظل غير قادر على الصراخ أو طلب المساعدة لتخفيف الألم .
– الحقيقة :
يكون الشخص فاقداً للوعي بشكل كلي عند إجراء العملية الجراحية له ، و إدراك الشخص لما يحدث حوله من الأمور النادرة جداً و التي لا يُمكن حدوثها ، حيث يقوم أخصائي التخدير بالبقاء مع طاقم العملية الجراحية و توجيه عدة أسئلة للمريض قبل إجراء العملية حتى يتأكد من أن التخدير لا يشكل أي خطر عليه و كذلك لكي يعلم إذا ما كان لديه أي أمراض قد تؤثر على مدى جودة التخدير مثل القصور الكبدي ، مما يقلل احتماليات وجود أي مشاكل عند إجراء العملية .
– الخرافة الثانية :
بعد الانتهاء من العملية الجراحية، قد يستيقظ المريض ويجد نفسه مشلولًا غير قادر على الحركة .
– الحقيقة :
تتم بعض العمليات الجراحية باستخدام التخدير الموضعي وليس التخدير الكلي، ويتم فيه تخدير جزء من الجسم مثل الذراع أو القدمين حسب نوع العملية. يعمل التخدير الموضعي على فقدان الإحساس في المنطقة المطلوبة وترك باقي الجسد بحالته الطبيعية. ويسبب ذلك ظهور بعض الآثار المؤقتة بعد انتهاء العملية والتي ستزول في النهاية. وهذا هو سبب عدم الشعور ببعض أجزاء الجسم أو الشعور بالضعف فيها. يتم توجيه عدة نصائح للمريض قبل مغادرته المستشفى لمساعدته على استعادة قوته الجسدية .
– الخرافة الثالثة :
يشعر المريض بالألم طوال فترة إجراء العملية الجراحية .
– الحقيقة :
يتولى أخصائي التخدير مهمة ضمان عدم حدوث هذا الحدث بأي حال من الأحوال، حيث يحرص على إعطاء المريض جرعة مناسبة من المخدر التي تناسب العملية دون أن يستفيق. ولكن في حالة شعور المريض بأي نوع من الألم بعد العملية، يجب عليه إبلاغ الطبيب فورا ليساعده في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف الألم .
– الخرافة الرابعة :
قد لا يتمكن الشخص من الاستيقاظ بعد انتهاء العملية الجراحية .
– الحقيقة :
إن عملية التخدير الكامل تقوم بإدخال الشخص في نوم عميق جداً ، و لكن ليس نوم لا نهاية له فبالتأكيد بعد أن يزول مفعول المخدر فإنه على الفور يبدأ بالاستيقاظ ، و إذا لم يستيقظ الشخص فإن ذلك إشارة لوجود أمر خطير مثل إصابته ب السكتة الدماغية أو الجلطات الدموية و هي حالات نادرة ، فدائماً ما يحرص الأطباء على صحة المرضى كما أنهم يقدمون إليهم جميع الإسعافات اللازمة في حالة حدوث أي مضاعفات .