” خالد بامشموس” موهبة متفردة للكوميديا بمدينة جدة
لقد سمعنا عن أنماط جديدة من الفنون التي بدأت تظهر الآن بسبب التفتح الكبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومن بين هذه الفنون، فإن هناك فن يعرف بـ (ستاند أب كوميدي) الذي بدأ يظهر بشكل جديد ومميز في المملكة منذ عام 2012، وذلك بفضل اهتمام أمانة منطقة الرياض بتنظيم أول عروض ستاند أب كوميدي بالتعاون مع نخبة كبيرة من الشباب الموهوبين الذين اشتهروا الآن في برامج اليوتيوب وحتى التلفزيون. وتعود شهرة هذا الفن إلى العديد من الأسباب، ومن أبرزها برامج اليوتيوب التي أصبحت جزءا كبيرا من حياتنا، حتى أنها أصبحت من أكثر البرامج مشاهدة بين الشباب الكثير. ففي هذه البرامج، يمارس مجموعة من الشباب فنهم بخفة ويقدمون أهدافا تستهدف الشباب بطريقة فكاهية. وبالحقيقة، لا يمكن أن نتجاهل تأثير هذه البرامج على الشباب؛ فهي شديدة الثناء واللوم في نفس الوقت. وقد بدأت هذه البرامج بظهور مجموعة من الشباب القادرين على إبداع أنفسهم وجعلوا من أنفسهم علامة مميزة في عالم الكوميديا. وقد أسفر ذلك عن تأسيس أول ناد للكوميديا في المملكة، وهو نادي “جدة للكوميديا” الذي أدى إلى ظهور عدد كبير من الشباب الموهوب، بمن فيهم “خالد بامشموس
نادي ” جدة للكوميديا”
بدأت ظاهرة الكوميديا الساخرة في الانتشار في مجتمعنا، وإذا كنت من سكان جدة، فمن المؤكد أنك سمعت عن نادي جدة للكوميديا. تم إنشاء هذا النادي بالتعاون بين مجموعة من الشباب في مدينة جدة وجمعية الثقافة والفنون، ويعتبر أول ناد للكوميديا في المملكة. تم تسجيله رسميا كمنصة للمواهب المحلية لعرض مواهبهم الكوميدية. يسعى النادي أيضا إلى صقل وتنمية المواهب الناشئة، ويقدم بشكل دوري مجموعة من العروض والاحتفالات التي تهدف إلى الضحك والكوميديا، مع التركيز على قضايا المجتمع الحديثة لمناقشتها أو سخريتها بطريقة هادفة. نتيجة هذا العمل، ظهر عدد من الشباب الموهوبين الذين يقدمون الكوميديا الساخرة لإضحاك الجمهور .
أسس ياسر بكر، فنانكوميدي ومدوّن سعودي، نادي جدة للكوميديا بالتعاون مع كوميديين آخرين، وتتميز عروض نادي جدة للكوميديا بشعبيتها حيث تنفد جميع تذاكرها في غضون يومين أو ثلاثة من طرحها للبيع.
ظهر أيضا فن الستاند أب كوميدي، وهو عرض فردي على المسرح يمزج بين الكوميديا المباشرة والتفاعلية، حيث يقف الفنان على المسرح ويتحدث بشكل طبيعي ومن دون سيناريو محدد. يستخدم الفنانون في هذا الفن العديد من العناصر المهمة بالإضافة إلى موهبتهم، مثل الصوت ولغة الجسد واختيار مواضيع مثيرة للاهتمام ومعالجتها بشكل ساخر لجذب انتباه الجمهور. في غضون عشر دقائق فقط، يمكن للفنان أن يضحك الجمهور ويسلط الضوء على قضية معينة، حتى إذا كانت مبنية على الطرافة. بهذه الطريقة، يمكن كسر الروتين والتعبير عن القضايا الاجتماعية بشكل مختلف.
يُعتبر “خالد بامشموس” موهبة فريدة في مجال الكوميديا بمدينة جدة
أصبح اسم خالد بامشموس مرادفا للكوميديا بشكل عام، حيث يتخصص في إدخال الابتسامة على وجوه الجماهير بقوة. تصدر بسرعة النادي الكوميدي، حيث تحقق نجاحا كبيرا في بيع التذاكر. وقد كان واحدا من أوائل نجوم الكوميديا في عالم الستاند أب كوميدي. على الرغم من انشغاله بوظيفته الإدارية في إحدى المؤسسات الكبرى، نجح في إظهار موهبته والعمل عليها وتنميتها بشكل ممتاز ليثبت أنه كان موهوبا قبل أي شيء.
فهو كمان يقول عن نفسه ” سببا للضحك بين زملائي في المدرسة” فكان الشخص المحبوب المعروف أنه يساهم في تلطيف الأجواء المشحونة من خلال استعراضه للمواقف الطريفة والتعليقات الكوميدية، فكان من أوائل المشاركين في الأنشطة الصيفية والمسرحية في المدرسة والجامعة، كما كان عضوا نشطا بمسرح النادي الأهلي بجدة والذي قد شارك في الكثير من الأنشطة المسرحية على مستوى الأندية.
خطوات نجاح ” خالد بامشموس “
لم يكن خالد بامشموس الشخصية التواكلية بل استطاع أن يظهر موهبته من البداية ليتربع على عرش الساحة الكوميدية خطوة خطوة، فعلى مدار 15 عاما من التمثيل على المسرح والتليفزيون استطاع أن يقدم عدد كبير من البرامج التليفزيونية والفعاليات وعلى الرغم من ذلك يقول عن نفسه ” كوميدي غلبان”
واحد من أسرار نجاحه هو أنه لم يهتم بالنقد المدمر الذي يصوره على أنه مجرد مهرج غير مؤهل للمسؤولية. فالكوميديا ليست مجرد هراء وفوضى، بل لها أهداف. لذلك، قرر بامشموس التعبير عن رأيه في الكوميديا، وأكد أن هناك الكثير من الكوميديين العرب الناجحين مثل محمد صبحي وعبد المنعم مدبولي، بعضهم هم أساتذة جامعيون وموظفون في أماكن مهمة. وأضاف أن هذا النوع من النظرة يعرقل الكثير من الطاقات التي يملكها الكوميدي في مجالات أخرى. وشدد على أن هناك دراسات تثبت أن الإقناع والتأثير عن طريق الضحك والنكتة أفضل بكثير من الجدية الزائدة
ولا ينفي بامشموس وجود فريق من الناقمين لأسلوبه، مشيراً إلى أن الناس أذواق والكوميديا سلاح ذو حدين، وأضاف “أنه اعتمد على كوميديا الموقف، بعيداً عن الكوميديا المشبّعة بالتهريج التي يقوم بها البعض لتعويض الضعف على مستوى الفكاهة، مؤكداً أن مشاهدة عروض الاستاند اب على المسرح تختلف كثيراً عن مشاهدتها في اليوتيوب، لأن الاستاند أساساً مسرح وجمهور، وهناك اختلاف كبير في الشعور والتفاعل، وبالتالي التقييم من خلال المشاهدة عبر يوتيوب ليس دقيقا.
ختم بامشموس حديثه معبرا عن رأيه في الكوميديا، بالتأكيد على أن تجربة النادي الكوميدي في جدة ستكون لها مستقبل واعد في المملكة العربية السعودية. وذلك بسبب أسسها العلمية والاحترافية، فهي ليست مجرد ظاهرة، بل هي حالة ثقافية مستقلة لها معطياتها ونتائجها. وأشار إلى أن الضغوط التي يعاني منها الشخص العربي حاليا تستدعي وجود سوق للكوميديا، خاصة وأن جلسة واحدة أمام نشرة الأخبار قادرة على تخفيف هذه الضغوطة، ولذلك يحتاج الأفراد إلى مساحة للاسترخاء والتسلية
وأخيرا لابد العمل على تنمية مواهبك المدفونة طالما أنها متزينة بالأخلاق والمبادئ، فحب الموهبة والتطوير منها يخلق جوا من النجاح لن تشعر به إلا وأن أقدمت على هذه الخطوة، بدون النظر إلى الآراء الهدامة التي تؤدي إلى الإحباط، فالنجاح يأتي من الإصرار والمثابرة، فاجعل التميز عنوانك.