حُفرة دارفازا الغازيّة ” حفرة جهنم ” في تُركمانستان
حفرة بوابة جهنم في تركمانستان
قبل أكثر من أربعة عقود، حصلت حفرة نارية في صحراء شمال تركمانستان ويعتقد أنها نتيجة حادث حفر، وتعرف بـ `حفرة دارفازا` أو المشهورة بـ `باب الجحيم`. لا تزال الحفرة تحترق حتى اليوم وتعتبر ميزة سريالية في المناظر الطبيعية القاحلة. وعلى الرغم من ذلك، هناك تفاصيل حول أصل هذه الحفرة المشتعلة، ولكن القصة تقول أن العلماء السوفييتيين أشعلوا فيها النار لحرق الغازات الضارة بعد تهيئة منصة الحفر. قد يكون العلماء قللوا من كمية الوقود، مما أدى إلى ظهور هذه الحفرة. وقد حدث ذلك في تركمانستان، التي تحتل المرتبة السادسة في احتياطي الغاز الطبيعي في العالم .
في نوفمبر 2013، بدأ المستكشف ومطارد العواصف “جورج كورونيس” رحلة ممولة جزئيا من قبل ناشيونال جيوغرافيك وبدعم من شركة السفر “كنسينغتون تورز”، ليصبح أول شخص يحفر في أعماق الحفرة التي يبلغ عرضها 225 قدما (69 مترا) وعمقها 99 قدما (30 مترا)، وتم جمع عينات من التربة من أسفل الحفرة، على أمل معرفة ما إذا كانت الحياة قادرة على البقاء في مثل هذه الظروف القاسية، وربما لإلقاء الضوء على إمكانية بقاء الكائنات الحية في ظروف مماثلة في أماكن أخرى من الكون.
تم إنشاء حفرة بوابات الجحيم في عام 1971 عندما ضربت منصة حفر سوفياتية بطريق الخطأ كهفا ضخما للغاز الطبيعي تحت الأرض مما تسبب في انهيار الأرض وسقوط منصة الحفر بأكملها وبعد ثقب جيب من الغاز بدأت الأبخرة السامة تتسرب بمعدل ينذر بالخطر، وتجنبًا لكارثة بيئية محتملة أشعل السوفييت النار في الحفرة معتقدين أنها ستتوقف عن الاحتراق في غضون أسابيع قليلة و مرت عقود والحفرة النارية لا تزال مستمرة فى الاحتراق بشكل قوي، ويعتقد أن منصة الحفر السوفيتية لا تزال هناك في مكان ما على الجانب الآخر من “بوابات الجحيم”.
ومن المثير للدهشة انه على الرغم من اسم فوهة البركان المخيف واللهب الذي لا يزال مشتعلًا اكثر من أي وقت مضى فالناس لا يزالون يذهبون فى رحلة في الصحراء لمشاهدة الموقع في كل مجده الحارق وتأمل حكومة البلاد أن تصبح هذه الحفرة موقعًا سياحيًا وقد أصبحت الصحراء المجاورة بالفعل مكانًا شهيرًا للتخييم البري.
أسباب حفرة جهنم
تعتبر هذه الحفرة فرضية كلاسيكية لفيلم رعب، حيث يبحث بعض العلماء عن احتياطيات النفط في صحراء كبيرة. يقوم الرجال بحفر الأرض ويكتشفون شيئا لا يفهمونه بسبب خطأ في الحسابات، مما يؤدي إلى تشققات في الأرض وانهيار منصة الحفر في كهف واسع، وتصبح بوابة الجحيم مفتوحة. تقع حفرة الغاز `دارفازا` في صحراء `كاراكوم` في `تركمانستان`، وهي حفرة مشتعلة كبيرة بعمق 30 مترا (98 قدما) وطول 70 مترا (230 قدما). اكتشفتها السوفييت واشتعلت لعقود، ويعرفها السكان المحليون بـ `باب الجحيم`، فإذا كنت جريئا وشجاعا بما يكفي، يمكنك زيارتها.
باب الجحيم
تغطي صحراء `كاراكوم` ما يقرب من ثلاثة أرباع `تركمانستان` في آسيا الوسطى، وهي تعبر مرة واحدة عبر طريق الحرير الشهير، الذي يحتوي بشكل كبير على رواسب النفط والغاز الطبيعي. في عام 1971، جاء المهندسون السوفيت للبحث عن النفط، ولكنهم بدلا من ذلك اكتشفوا بئرا من الغاز الطبيعي، وعندما انهارت البئر والمنصة الحفر، تشكلت فوهة غازية تسمى `دارفازا`، وبدأ الميثان على الفور في الانتشار. ولمنع انتشار أي غازات سامة إلى البلدات المجاورة، أشعل المهندسون الغاز، وما زال يحترق حتى الآن.
أسطورة باب الجحيم
تدور الأساطير حول أصول الحفرة ويزعم بعض الجيولوجيين أن الحفرة لم تكن مضاءة حتى الثمانينيات، ولكن مهما كانت الحقيقة فإنها تحترق الآن وتبدو وكأنها أكبر موقد غاز في العالم في وضح النهار ومثل هوة من النار والدمار في الليل، تشتعل النيران حول أرضية الحفرة وحافتها وتوجد العشرات من النيران الصغيرة المحيطة بحرائق أكبر مثل الأرواح الشيطانية التي تتجمع في الظلام، وبينما تتمتع “حقرة دارفاز” بشهرة معينة لا يأتي العديد من الزوار إلى هناك بالفعل، ويمكنك بحرص أن تزحف نحو الحافة المتداعية من الحفرة للنظر إلى الحرائق الغريبةالموجودة فيها.
معالم سياحية أخرى فى تركمانستان
قد تكون حفرة دارفازا أشهر معلم في تركمانستان، ولكن لم يتم الإعلان عنها لسنوات عديدة حيث كان ينظر إليها على أنها علامة على الفشل وليس ظاهرة كبرى، لذلك لن تشاهد الكثير من التركيز على فوهة البركان كما يحدث مع طريق الحرير في ميرف القديمة، وهي بلدة تحتوي على العديد من المتاحف والمآذن ومجموعة متنوعة من الأنقاض.
العاصمة عشق آباد مليئة بأموال النفط فقد تم تحويل الدخل من الموارد الطبيعية في تركمانستان إلى المعالم الأثرية والحدائق والقصور، وفي مكان آخر يعد وادي يانغكالا البعيد مشهدًا ملحميًا من الصخور ذات اللون الوردي بينما يمكنك استكشاف مدن الواحات وطرق الحياة التقليدية في أجزاء أخرى من صحراء “كاراكوم”.
زيارة باب الجحيم
على الرغم من أن فقط فوهة واحدة مضاءة، إلا أن هناك ثلاثة حفر فعليًا، والحفرتين الأخيرتين ممتلئتان بالطين والماء. وتوجد منطقة محمية للمخيم خلف تل صغير، بالإضافة إلىعدد قليل من الأكواخ والعديد من اليورت السياحية. وتتفاوت المرافق الأساسية بسبب نوعية هذه الوجهة النائية،
تقع قرية دارفازا على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من فوهة البركان ولديها بعض أماكن الإقامة المحدودة. تقع عشق آباد (عاصمة تركمانستان) على بعد حوالي ثلاث ساعات بالسيارة إلى الجنوب، ويقع “داشوغوز” بالقرب من الحدود مع أوزبكستان ويستغرق الوصول إليه حوالي خمس ساعات إلى الشمال الشرقي.
وبناء على ذلك، يذهب معظم الناس للزيارة والجولة، على الرغم من إمكانية القيام بزيارة مستقلة. تتوقف الحافلات بين عشق آباد وداشوغوز في قرية دارفازا، ويمكن الوصول إليها بسهولة باستخدام وسائل النقل المحلية. ومن الممكن المشي من القرية إلى الحفر، ولكن التضاريس الصحراوية وخطر الضياع في الصحراء في طريق العودة (عندما لا يكون لديك أضواء الحفرة لإرشادك) يجعل ذلك غير مستحسن.
متى ستتوقف حفرة دارفازا عن الاحتراق
تم إنشاء بوابات الجحيم عن طريق الخطأ في عام 1971 عندما قام الحفر السوفيتي بضرب كهف غاز طبيعي ضخم تحت الأرض عن طريق الخطأ ونتج عن ذلك انهيار الأرض وسقوط منصة الحفر بأكملها. لا تزال بإمكانك رؤية الأنابيب المعدنية القديمة تخرج من الأرض في الحفرة، وبعد إنشاء الحفرة، أضرم الجيولوجيون النار فيها عمدا لمنع انتشار غاز الميثان الذي كان يتسرب من الحفرة، وكانت هذه الطريقة الوحيدة لوقف كارثة بيئية محتملة.
يعتقد الجيولوجيون أن الحفرة ستحترق لبضعة أسابيع فقط، ولكنها ما تزال تحترق دون توقف منذ عام 1971، أي لمدة تقرب من 50 عامًا، وليس لدى الجيولوجيين أي فكرة عن متى ستستمر في الاحتراق. فقد ينطفئ الحريق غدًا أو قد يستمر لمدة 100 سنة أخرى.
مستقبل باب الجحيم
فوهة غاز دارفازا هشة أكثر من معظم المعالم السياحية، حيث ينهار بعض حوافها ولا أحد يعرف متى ستتوقف حرائقها، فقد تستمر لخمسين عاما أخرى أو تهدأ غدا. وما يعقد الأمور أكثر هو رغبة حكومة تركمانستان في استغلال النفط والغاز في المنطقة، حيث يوجد بالفعل محطة ضخ صغيرة بالقرب من فوهة البركان، ويمكن أن يؤدي التوسع المستقبلي إما إلى تجفيف الحفرة أو ملئها.
حُفرة دارفازا الغازيّة بالصور