حياة جوتاما بوذا و تأثيره على الهند فكريا
الجميع يعرف ديانة البوذية التي يعتنقها بعض الهنود، ولكن لا أحد يعرف من هو بوذا وما هو سبب تقديسه حتى أصبح إلهًا، وهل طلب الألوهية بالفعل أم أنها نسبت إليه .
الهند قديما
– عرفت الهند منذ أقدم العصور بالأهمية الفكرية من بين دول آسيا ، تلك الأهمية التي اكتسبتها على يد المعلم جوتاما بوذا ، ذلك الرجل الذي كان رجل يتنبأ به اليهود و يحكي عنه الكثيرين ، و قد عاش ابان القرن السادس قبل الميلاد ، و حاول نشر تعاليم العلم و الحديث مع عقول الأشخاص ، و قد كان هذا الأمر جرأة جديدية تجذب البشر لعالم مختلف عن تلك الحياة السطحية التي عاشوها .
الشعب الهندي من بين الشعوب الأكثر غموضًا، إذ يتحدثون باللغة الآرية، ويتميزون بلون بشرتهم الأسمر وحضارتهم القديمة، وكذلك بكثرة مخالطتهم للفرس والأغريق .
كانت المجتمع الهندي مقسمًا إلى العديد من الطبقات، وكانت هذه الطبقات تلعب دورًا حاسمًا في جميع جوانب الحياة والتعاملات الاجتماعية .
بوذا
– كان بوذا أحد الأبناء لإحدى العائلات الأرستقراطية الحاكمة في الهمالايا ، و قد تزوج في التاسعة عشر من عمره ، و كان يعشق التجول و الصيد و اللهو و ينعم بحياته ، و لكن كان يخالطه دائما شعور بالتعاسة بأن هذه الحياة التي يحياها ليست الحياة الحقة .
– و هنا بدأ عقل بوذا يتسلل له الشعور بالمرض و الفناء ، و أن أشكال السعادة الموجودة في الدنيا غير مأمونة ، و هنا بدأ التعرف على الزهاد المتجولين الذين يعيشون عيشة قاسية و يعتمد وقتهم على التأمل و الحوار الديني ، و كانوا يبحثون في أعماق الحياة و أصل الوجود فبدأ يحذو حذوهم .
– في هذا الوقت، كان قد أنجب أول أبنائه، وعاد إلى قريته وسط الفرح والابتهاج، وبعدما كان نائما استفاق على وجه السرعة وذهب إلى غرفة زوجته ليطلع على طفله وزوجته، ثم خرج من المنزل متوجها إلى تلك الصوفية .
تحول الاعتقاد عند بوذا
– عندما خرج بوذا من منزله اتجه للزهاد ، الذين كانوا يعتقدون بأن القوة و المعرفة لا سبيل للوصول إليها إلا بالزهد المفرط ، فكانوا يعتادوا على الصيام لأيام و الأرق الليلي و تعذيب النفس و غيرها ، في حين بوذا كان على اقتناع بأن الصحة الجسدية هي المسعى الأول للوصول للحكمة ، و كان هذا الأمر غريب جدا بالنسبة له ، و لذلك هجره التلاميذ و بدأ هو في طريقة للوحدة .
قابلَتْه العديدُ من المشاكل وحققَ مكاسبَ قليلة، كما كان يتميز بالجلوسِ المتكررِ عند الأنهارِ لمشاهدةِ الحياةِ النقيةِ والتفكيرِ العميقِ .
كانت النقطة الأولى في تعليمه هي محاولة فهم النفس البشرية ولماذا لا نشعر بالسعادة الكاملة .
توجه بوذا بحثه لمعرفة شرور الحياة، ورأى أن أهمها هي حب الشهوات والشراهة، ثانيا الأنانية والرغبة في الخلود، وثالثا الشح وحب الدنيا، وأدرك أنه يجب عليه التخلص من هذه الصفات ليصل إلى براءة النفس .
مذهب بوذا
مذهب بوذا يعتبر مذهبا خفيا ميتافيزيقيا يشبه الفلسفة الأغريقية القديمة، وقد وصلت تعاليمه إلى أمور تشبه الديانة اليهودية في ذلك الوقت. وكان يدرك أن الإله الذي يعبد في الهند ليس هو الأقوى، بل يوجد إله أقوى منه. كان ذلك الفيلسوف، الذي تخطى خيال معظم الأشخاص ودوافعهم، يحاول التوصل إلى الحقائق ونسجت حوله الأساطير التي تحتوي على القليل من الحقيقة. تلك الأساطير التي كانت نتيجة لعبادة الفيلسوف الباحث عن الحياة والمحب للاستقامة الذهنية. فقد كان هذا العالم يعرف بأنه يسعى لما يعرف بـ `الطريق الآري` والعيش الشري .