تعد رواية (البعث) واحدة من أهم الروايات في تاريخ الأدب الروسي، التي نشرها الكاتب الروسي ليو تولستوي في عام 1899، وهي آخر رواية نشرها قبل وفاته. تتناول الرواية الصورة النفسية للأفراد والتحولات التي يمكن أن تحدث لهم نتيجة لانخراطهم في مجتمعات طبقية مثلما حدث في روسيا خلال الحرب العالمية .
نبذة عن رواية البعث
تدور الرواية حول الحياة في المجتمع الروسي وصراع الطبقات الاجتماعية. يستعرض تولستوي أحداث الرواية من خلال شخصياتها الرئيسية، ديمتري إيفان نيكليندوف، الشاب النبيل في منتصف عمره، وكاترين ماسلوفا، الفتاة التي يربطها به علاقة حب وهي من الطبقة المتواضعة للغاية. يصف الكاتب التحولات التي تعرض لها حياة الشاب ديمتري إيفان نيكليندوف، حيث يصف حياته في بداية الرواية بأنها كانت هادئة ومليئة بالخير والنفع للآخرين، على عكس أفراد الطبقة الأخرى .
وكان الشاب لا يهتم في حياته إلا بمساعدة الأخرين أو تحصيل العلم وهذه فقط هي المجالات التي ينفق بها أمواله ، وبسبب اختلاطه بهذه الطبقة لم يشعر احد انه من النبلاء أو يتعامل مع الأخرين بطبقية أو ما شبه ذلك ، بل أنه وقع في حب فتاة بسيطة من هذا المجتمع الفقير وهو ابن الصفوة .
تغيرت حياة نيكليندوف بشكل كامل بمجرد انضمامه للخدمة العسكرية، ووصف الكاتب الحياة العسكرية في ذلك الوقت بأنها مدعاة للشر
تغيرت طباعه تمامًا وتحولت إلى مائة وثمانين درجة، حيث بدأ كل طباع أبناء طبقته في التعالي والتصرف بطريقة سيئة تجاه الطبقات الأقل، وعدم مساعدة الآخرين، وأصبحت كاترين ماسلوفا هي المجني عليها بسبب هذه التغييرات.
كاترينا ماسلوفا هي الشخصية الثانية التي يروي عنها الكاتب الروسي في الرواية. ولدت الفتاة في أسرة فقيرة في الريف الروسي، وتوفي والدها ووالدتها وهي صغيرة، ثم انتقلت للعيش مع خالتها. تشكلت علاقة حب بينها وبين نيكولاي نيكولايتش قبل أن يلتحق بالحياة العسكرية. كانت الفتاة ترى في الشاب النبيل مثالا حقيقيا للرجل الرائع الذي يساعد الآخرين طوال الوقت، حتى إن كان على حساب نفسها .
تتغير الرواية تمامًا بعد لقاء بنيكليندوف وكاترين بعد فترة غياب، حيث تتعرض الفتاة لاعتداء جسدي من قِبله، ويترك لها مبلغًا قليلًا من المال كتعويض عن ما فقدته، وهذا يسبب صدمة كبيرة لكاترين ولمن حولها، فيصبحون يراقبونها كشخصية ضائعة ترتكب كل أشكال الأعمال غير الأدبية .
وتمر الأعوام ويقرر بنيكليندوف ترك الحياة العسكرية بعد أن يندم عن كل أفعاله ويعمل في القضاء ، وبعد فترة من الزمن يتفاجأ بكاترين تدخل عليه قاعة المحكمة هي وشخصين اخرين بعد أن تم اتهامهم في جريمة قتل ، ولكن بنيكليندوف يحاول بكل الطرق أن يبرئ كاترين من التهمة الموجهة لها بسبب شعوره بالذنب وأن فعلته القديمة هي التي دمرت حياتها ، وبالفعل ينجح في تبرئتها ويتزوجها في نهاية الرواية .
نبذة عن الكاتب الروسي ليو تولستوي
يعتبر الأدباء الروسيين ليو تولستوي وأحد من أهم الأدباء وبمثابة أب للأدب الروسي بأكمله ، ورغم أنه ولد في عائلة من النبلاء إلا أن كتابته تميزت بالدفاع عن الطبقات الفقيرة في المجتمع الروسي ، وولد تولستوي في عام 1828 ورغم أن والدته توفت وهو في عمر العامين ، إلا انه عاش طفولة سعيدة بعد ان أخذته احد أقاربه واعتنت بنشأته ، ودرس الكاتب اللغات الشرقية (العربية ،والتركية) في جامعة كازان وعمل بعد تخرجه من الجامعة في السلك الدبلوماسي .
كان له الكثير من الأعمال حيث انشاء مدرسة لتعلم أبناء المزارعين ، كما أنشاء مجلة تربوية أطلق عليها اسم ( ياسنايا بوليانا) وكانت توزع بالمجان وكان الهدف منها تعليم الاهلي التنشئة الصحيحة للأطفال ، وكان تولستوي مهتم بشدة في إعادة إدماج الأشخاص الذين تسربوا من التعليم في المدارس وأيضاً الاهتمام بحل مشكلات المزارعين في روسيا .
أبرز أعمال ليو تولستوي
1- كتاب الحرب والسلام.
2- رواية أنا كارنينا.
3- كتاب ما الفن؟
4- موت إيفان إيلييتش.
5- مسرحية قوة الظلام.
6- رواية الشيطان.
7- رواية كريوتزسوناتا
توفي تولستوي في 20 نوفمبر 1910 عن عمر يناهز 82 عامًا بسبب الإصابة بالتهاب رئوي، وذلك بعدما قرر الهروب من حياة الرفاهية والعيش في الحقول مع المزارعين. ودُفِن في حديقة ياسنايا بعيدًا عن مقابر النبلاء التابعة لعائلته .