حوار بين شخصين عن طموح الشباب
الطموح هو سلوك يتفاوت تعريفه ومعانيه، حيث يشير في بعض الأحيان إلى إشارات إيجابية وفي بعض الأحيان يحمل إشارات سلبية. إنه هدف داخلي يمنح الشخص الطاقة لتحقيق أهدافه. يمكن للشخص أن يشعر بالاستياء من الوضع الحالي ويدفعه لتحقيق أشياء أكبر. الجانب السلبي للطموح هو تحفيز الفرد على التصرف العدواني والأناني الذي يؤدي إلى التفاخر بالذات. في نفس الوقت، يعتبر حافزا لتفوق الشخص على الآخرين وتحقيق المال والنجاح.
حوار بين شخصين عن الطموح
خالد : مرحبًا بك يا مصطفى، كيف حالك اليوم؟ هل ما زلت تعاني من اليأس والإحباط وتفتقد الهدف والطموح في حياتك؟
مصطفى : مرحباً بك يا خالد، لا توجد أي تغييرات في حالتي، فما هو الطموح الذي سيدفعني لتغيير وضعي؟
خالد : الطموح هو سلوك يختلف تعريفه وفق التقاليد الشرقية والتقاليد الغربية، فينظر إليه وفق التقاليد الشرقية بأنه شر يربط الإنسان بالدنيا والسعي إليها ويمنعه من أن يعيش حياة ورحانية فيها الحكمة والفضيلة والهدوء، ولكنه في التقاليد الغربية، يُعد شرطًا من شروط النجاح ويكون دافعًا له.
مصطفى : كيف يمكننا زيادة الطموح داخلنا؟ وهل يجب أن يبدأ منذ الطفولة
خالد : الطموح يتواجد في داخل كل واحد منا، ويمكننا تنميته لدى الأطفال عن طريق استخدام الإشادة بدلاً من الانتقاد لتحفيزهم على تحقيق طموحاتهم، ويجب اختيار الكلمات التي نستخدمها مع الأطفال، واستبدال الكلمات المحبطة بالكلمات التحفيزية بدلاً من العبارات التي تقضي على الطموح.
مصطفى : هل الطموح نوع واحد فقط أم له أنواع كثيرة؟
خالد : هناك العديد من أنواع الطموح وتختلف حسب الأفراد وتفاصيلهم، ومن بين هذه الأنواع:
ـ الطموح الاجتماعي، فتلاحظه عندما يختلف الطموح بين الشعوب الفقيرة والطموح في الدول المتقدمة، فالشعوب الفقيرة تطمح إلى تحقيق مستوى معين من المعيشة، ولا ترغب في الكثير، أما الشعوب المتقدمة فتسعى إلى مستويات عالية من الطموح والوصول إلى حالة من التقدم والرفاهية والثراء، ويختلف الطموح أيضا من زمن لآخر ومن شخص لآخر داخل المجتمع.
ـ الطموح الفردي، وهو الطموح الذي يخص شخصًا واحدًا سواء كان الطموح الذي يرغب فيه في المجال المهني أو العلمي أو السياسي أو الرياضي، فكل شخص يملك الحق الكامل في تبني مستويات الطموح التي تتناسب مع بيئته وقدراته وإمكانياته، فالبعض يطمح في تحقيق نجاح دراسي، والبعض الوصول إلى عمل مستقر، وآخرين يطمحون في تحقيق حياة سعيدة.
الطموح الطبيعي هو الطموح الذي يستند إلى قدرات الفرد وإمكانياته، ويمكنه على تحقيق طموحه، وإذا واجه الفرد أي تحديات أو عوائق فسيكون قادرًا على تجاوزها لأن إمكانياته تسمح له بذلك.
مصطفى : هل يؤثر الجنس على طموحات الفرد؟
خالد : يلعب الجنس دورًا مهمًا في تحديد مستوى الطموح للفرد، حيث يختلف طموح الذكور عن الإناث، كما تؤثر التربية الاجتماعية على مدى تأثير الجنس في تحديد طموحه.
مصطفى : هل يلعب الذكاء دورًا في ذلك؟ إذا كان الشخص أكثر ذكاءً، فإنه قد يكون أكثر قدرة لتحقيق طموحاته، والعكس صحيح
خالد : بالطبع هذا شيء صحيح، فالقدرات العقلية لدى الفرد تؤثر بشكل كبير في مدى طموحه، فالأفراد الذين يملكون مستوى ذكاء مرتفع يكون إدراكهم للأهداف والطموحات أعلى وأكثر واقعية، لأنهم يجدون دائمًا الطريق الأقصر نحو تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، ولكن أصحاب الذكاء المنخفض فأنهم يضعون طموحات وأهداف مبالغ بها وغير مناسبة لإمكانياتهم.
مصطفى : شكرًا لك يا خالد، لقد استفدت كثيرًا منك اليوم.