حوار بين شخصين عن الصدقة

التسدق في اللغة هو كل ما يعطى للفقراء وغيرهم من المحتاجين من أموال وملابس وطعام، بهدف الاقتراب من الله تعالى، والتسدق بالمفهوم الشرعي هو العطية التي ترجى منها الأجر والثواب من الله تعالى، وتستخدم لإنفاق المال للتقرب من الله عز وجل، وترفع صاحبها إلى أعلى المنازل، لأنه بذلك يساهم في تخفيف معاناة الآخرين ومساعدتهم، ويحب لأخيه ما يحبه لنفسه، ولذلك يتصدق ويكرم الآخرين دون الالتفات إلى مصروف المال، طالما أن هذا الشخص ينفق المال في سبيل الله.

حوار بين شخصين عن الصدقة

تعد الصدقة من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم لله سبحانه وتعالى، حيث يتصدق بها على المحتاجين والفقراء، وتعد إخراج الصدقة دليلا على قوة إيمان العبد بالله سبحانه وتعالى وصحته، حيث يؤمن بأن الله تعالى هو الرازق. حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الصدقة ورغب فيها لدى جميع المسلمين، بما في ذلك النساء، ونظرا لأهميتها، سنقدم حوارا بين شخصين حول الصدقة.

هاجر : السلام عليكم مها، كيف حالك اليوم؟

مها : “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا بخير، هاجر. كيف حالك أنت؟

هاجر : الحمد لله، أنا بخير أيضًا، وأريد الحديث معك اليوم عن الصدقة في الإسلام، وما إذا كانت فرضًا أم أنه يمكن للمسلم عدم القيام بها؟

مها : فعلا، الصدقة من أهم المسائل التي يجب على الجميع فهمها، حيث حث عليها الإسلام، ونعرف جميعا فضلها، وتنقسم إلى نوعين

ـ الصدقة الواجبة، وهي المقصود بها الزكاة، وهي الصدقة التي حددها الله سبحانه وتعالى لعدد من الفئات التي يتم توجيهها إليهم وهم ” الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فرضية من الله والله عليم حكيم.

الصدقة المستحبة هي الصدقة التي يُمكن دفعها لجميع الأفراد في جميع جوانب الحياة ، طالما أنها تدفع في الخير، ولا يشترط أن تدفع للفئات المحددة التي تخضع لزكاة الأموال.

هاجر : هل هناك أنواع كثيرة من الصدقة أم أنها نوع واحد فقط يجب على الجميع اتباعه؟

مها : الصدقة لها أنواع عديدة، فالكثير مما يفعله الإنسان هو صدقة، فالتبسم في وجه الآخرين صدقة، ومن بين أنواع الصدقة:

يشمل الإنفاق على الأهل والأقارب والإحسان إليهم جميعاً.

التواصل الفعال والابتسامة في وجوه الآخرين.

الإنفاق في سبيل الله لحماية الأعراض من الأشرار.

الإماطة هي إزالة جميع أنواع الأذى الموجودة على الطريق.

ـ عيادة المريض وزيارته.

ـ إفشاء ونشر السلام بين الجميع.

ـ إعانة المحتاجين.

هاجر : هل يمكن أن يتم إعطاء الصدقة وفقًا لشروط محددة لتكون مقبولة عند الله سبحانه وتعالى؟

مها : أمر الله سبحانه وتعالى بأن نقدم الصدقات بنية خالصة لوجهه الكريم، وينبغي على المسلم أن يتجنب إرفاق الأذى والمنافع بالصدقة التي يقدمها، ويجب عليه أن يحرص دائمًا على أن تكون صدقته خالية من الشوائب والعيوب، وأن لا يستخف بها بأي حالٍ من الأحوال.

هاجر : هل هناك في السنة النبوية ما يوضح أهمية الصدقة وفوائدها للفرد في الدنيا والآخرة؟

مها : بالتأكيد هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى أهمية الصدقة، ومن أهم هذه الأحاديث:

ـ قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: يأتي كل يوم يصبح فيه العباد، ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: `اللهم أعطِ مُنفِقاً خلفاً`، ويقول الآخر: `اللهم أعطِ مُمسِكاً تلفاً`.

ـ قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: قال صلى الله عليه وسلم: `من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا طيب، فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل`.

ـ قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: (الرجل يبقى صادقا في صدقته حتى يقضي بين الناس).

قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: (قال الله: أنفق يا ابن آدم، ستُنفق عليك).

ـ قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال).

ـ قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: (يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ… فَلَمَّا صَارَ إلى مَنْزِلِهِ، جَاءَتْ زَيْنَبُ، امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، تَسْتَأْذِنُ عليه، فقِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هذِه زَيْنَبُ، فَقَالَ: أيُّ الزَّيَانِبِ؟ فقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَعَمْ، ائْذَنُوا لَهَا فَأُذِنَ لَهَا، قَالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّكَ أمَرْتَ اليومَ بالصَّدَقَةِ، وكانَ عِندِي حُلِيٌّ لِي، فأرَدْتُ أنْ أتَصَدَّقَ به، فَزَعَمَ ابنُ مَسْعُودٍ: أنَّه ووَلَدَهُ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتُ به عليهم، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَدَقَ ابنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ ووَلَدُكِ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتِ به عليهم).

هاجر : أحسنت يا مها، فهذه الأحاديث الشريفة الرائعة تشير حقًا إلى فضل وأهمية وقيمة الصدقة، ولكن ما هي الآيات القرآنية التي تشير إلى فضل الصدقة؟

مها : ومن الآيات القرآنية التي تشير إلى أهمية الصدقة، ما يلي:

ـ قال تعالى: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل بذرة نبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء وهو الواسع العليم.

ـ قال تعالى: إن الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوه من نفع ولا ضر لهم أجرهم عند ربهم ولا يخشون ولا يحزنون.

ـ قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا، لا تُبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى، كالذي ينفق ماله رياء الناس.

ـ قال تعالى: من الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيعيده له بأضعاف كثيرة.