حوار بين الليل والنهار
تعد تعاقب الليل والنهار من بين الظواهر الكونية التي بدأت منذ خلق الله عز وجل للأرض، وبعد خلق الإنسان لاحظت تلك الظاهرة وتكيف الإنسان معها، حيث ينشط في الصباح وينام خلال ساعات الليل. وقد ذكر الليل والنهار في العديد من المواقع في القرآن الكريم، ويتعاقبان نتيجة طبيعية لدوران الكرة الأرضية حول نفسها، مما يؤدي إلى تعرض جانب من الأرض مرة إلى الشمس ومرة أخرى إلى الظل.
حوار الليل والنهار
إذا تخيلنا أن جميع الأشياء من حولنا تتحدث، فسوف يحدث حوار بين كل شيء ونقيضه. ومن بين الظواهر التي نراها يوميا هو تعاقب الليل والنهار، وهما متناقضان أيضا. إذا كان هناك حوار بينهما، فماذا سيتحدث كل منهما مع الآخر؟ وقد تخيل البعض هذا الحوار بينهما على النحو التالي.
يبدأ الليل بالحديث إلى النهار، متباهياً بنفسه كيف يتمكن النهار من منافسته، وقد فضله الله عز وجل وذكره في القرآن الكريم 72 مرة، فيما ذُكر النهار 57 مرة فقط.
يجيب الذكر الحكيم على النهار بآية، ويؤكد الله عز وجل أنه محى الليل بالنهار، وأن هناك العديد من السور التي تم تسميتها باسم النهار، مثل سورة الضحى وسورة العصر وسورة الفجر، وهذا يذكر شبابالنهار بأن الله موجود ويحثهم على الاستمرار في العمل والعطاء، ولا يمكن لأحد أن يضاهيه في عظمته.
سخر فرد الليل من النهار وأخبره أن يصمت، لأنه لا يوجد في سمائه نجم أو قمر، وكيف يجرؤ النهار على الحديث معه، وقد كرم الله الليل باليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهي التي نزل الله فيها القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله نورا منه في هذا الشهر الكريم على من يجتهد للحصول عليه، وكيف يجرؤ النهار على الإساءة لمن ينزل الله إلى السماء الدنيا في الليل ويبحث عن التائبين ليغفر لهم، وهل يوجد شخص يسأل فيحصل على الإجابة.
رد عليه النهار بصوت عال، فقد خدعت نفسك في الحديث معي وعن ما يميزني به الله عز وجل، وأنت تتباهى بليلة القدر وشمس نهار يوم عرفة، أحد أفضل الأيام التي تشرق فيها الشمس. وماذا عن المجاهدين في سبيل الله عز وجل في النهار؟ وقد ذكرت له ما ورد في القرآن الكريم عن الله عز وجل والمغيرات صبحا، وهي الخيول التي تركض في الأرض مع المجاهدين في سبيل الله عز وجل.
هذا ما كان سيدور بين الليل والنهار في الزمن البعيد وقبل أن نرى كل تلك الأشياء، وهل إن دار حديث اليوم بين الليل والنهار هل سيكون عن شمس يوم عرفة وليلة القدر أم أنه سيكون هناك حديث من نوع آخر والذي يتحدث كل منهم عن ما يدور به من أشياء جميعها تدل على نهاية الزمان اليوم وعن توقع الحديث بين الليل والنهار في زمننا الحالي فمن الممكن أن يكون على النحو التالي.
يرد الليل أيضا صائحا مالك تتباهي عن ما يحدث في النهار وعن أي نور تتغنى ويوجد بك الكثير من المظالم للطغاة الأمر الذي يطفئ في النهار ألف من الشمس وأدى إلى ضياع العدل بين مخلوقات الله عز وجل، وتساءل على ماذا تشرق شمس النهار وأكد له أن الشمس تشرق على ما يثير الحفائظ في النفوس.
وأكد له أن جميع الذل والإهانة للبشر يحدث فقط في النهار، مستشهدا بكبار السن أمام مكاتب الحكومة عندما يتسولون قليلا من المال الشهري، وهل رأيت يوما هؤلاء الذين يقفون على المقالب لجمع القمامة من أجل المنافسة مع الحيوانات للحصول على الطعام؟ فالغلاء في تكاليف المعيشة أصبح سمة العصر في جميع البلاد، وأصبح ليس لدى الفقراء خيار سوى البحث عن طعامهم اليومي بين القمامة.
رد عليه النهار بتواضع تام وأخفض رأسه يا ليل. هناك الكثير من الأمور التي ذكرتها وأكثر، بما في ذلك الأشخاص الذين يقتحمون منازل الناس في الليل لسرقتهم، فيتركون الأمهات والأطفال وحدهم على يد أعداء الله عز وجل. أرجوك، لا تتحدث أكثر من ذلك. ما يحدث في النهار هو أسوأ ما يحدث في الكون بأكمله، لذا دعنا نظل صامتين وننتظر أمر الله عز وجل.