حوار بين اربعة اشخاص عن قضايا الشباب
اهم قضايا الشباب
تعتبر قضايا الشباب المعاصرة من بين القضايا التي يجب الحديث عنها ورفع الوعي بها، خاصة بين أفراد فئة الشباب في المجتمع، للإشارة إلى ضرورة الوقوف عليها والعمل على حلها بالموارد المتاحة لبناء مجتمع قوي ومتماسك يبنيه شباب مثقف ومطلّع وواعي بعيد عن أهواء النفوس ورغباته.
التغيرات الكبيرة في ثقافة المجتمع، اختلاف أنماط الحياة والتغيرات السريعة، ضعف المعتقدات الدينية، انحلال العلاقات الأسرية، زيادة الضغوط النفسية والاجتماعية، البيئة السيئة، الرغبة في التقليد وضعف أداء المؤسسات أدت إلى تفاقم مشاكل الشباب، وانتشار الانحراف الذي ظهر في انتشار السرقة والاعتداء والفتنة، بالإضافة إلى انتشار التدخين بين الشباب، وهذا بوابة لتعاطي المخدرات لدى بعض الشباب، وكل هذا يتطلب التصدي لقضايا الشباب ومواجهتها، وإليكم حوار عن قضايا الشباب بين أربعة أشخاص.
حوار عن اهم قضايا الشباب المعاصرة
محمد: السلام عليكم كيف حالكم اخواني
أحمد: بخير الحمد لله، كيف حالك أنت
علي: بخير نحمد الله، كيف حالك
مصطفى: بخير الحمد لله
محمد: ما هو رأيكم في وضع الشباب وحالتهم في هذا الوقت؟.
علي: من وجهة نظري، أرى أنهاتجربة مؤلمة بالنسبة للشباب اليوم، حيث يتعرضون لتيارات فكرية وأنواع مختلفة من الانفعالات العاطفية المتعارضة التي تسير في اتجاهات مختلفة.
أحمد: أعتقد أن وضعهم قاسي وصعب، ولكن هل تعتقدون أن الشباب المتدينين بعيدون عن هذه الأمور؟.
محمد: في الواقع، يتعرض الشباب المتدينون أيضًا للانحيازات السياسية والتعصب، ويربطون الدين بدوافع أخرى، ويرجع ذلك لسوء فهم الدين من بعضهم.
أحمد: أنت على حق، غالبًا ما نشهد ارتباكًا في الأمور، لكن هل لا تعتقد أن الشباب يستغلون وقتهم لتحقيق شيء ما؟.
مصطفى: لا، أنا لا أرى ذلك على الإطلاق، بل أرى الكثير منهم يغرقون في أحلامهم الوردية عندما يتركون العمل ويسمحون لأنفسهم بتشتيت انتباههم بأشياء غير مهمة ولا معنى لها.
محمد: نعم، ولهذا نرى أن الكثيرين يفضلون الجلوس عن العمل، في حين يعملون في أماكن لا يرغبون فيها، على الرغم من أن تطلعاتهم لا تتناسب مع قدراتهم الحالية ولا يحاولون حتى تنميتها.
علي: وبالأسف، يؤثر هذا الأمر في النهاية على الشاب وأخلاقه، ولذلك نرى أن مستوى العنف في الجامعات وبين الشباب بشكل عام يتزايد يومًا بعد يوم.
تراجع المستوى الثقافي
أحمد: ولكن هل تعتقدون، يا إخوتي، أن تراجع المستوى الثقافي للشباب هو عامل رئيسي في نشر المشاكل وأنها تعتبر قضية من قضايا الشباب؟
محمد: بالتأكيد، يتمركز تركيز الشباب اليوم على الأمور الفارغة وغير المجدية.
مصطفى: ما هي أهم قضايا الشباب فيما يتعلق بالثقافة اليوم؟.
أحمد: أرى أن هناك عدة قضايا تتعلق بالثقافة، مثل تعريف المرجعية والمنهجية في دراسة العلوم واستيعاب الثقافة، بالإضافة إلى الواقعية والشمولية وأخيراً الالتزام، وجميع هذه الجوانب تعاني من بعض النواقص.
علي: لكن ما هو السبب وراء هذا الاختلال الرهيب في المستوى الثقافي لدى الشباب؟.
أحمد: أعتقد أن هذا يرتبط بشكل مباشر بالوسائط الإعلامية التي تركز أساسًا على الأشياء السطحية وتترك الوعي والثقافة بين الشباب.
محمد: كيف يمكن رفع مستوى الشباب في الوقت الحالي؟
مصطفى: إذا كنت تريد إجابة موجزة فقد يمكننا القول بأن الشباب ينهض من خلال التعليم وتوفير بيئة مناسبة لهم.
أحمد: فكيف يمكننا توجيه شبابنا وحمايتهم من الانحراف وتوظيف طاقاتهم لصالحهم ولصالح الوطن الحالي؟.
علي: في الواقع، هناك العديد من الاقتراحات، منها: دراسة المشكلات والقضايا ذات الصلة بالشباب والعمل على إيجاد أفضل الحلول لها، والبحث في مشكلات اجتماعية وأسبابها وحلولها، وعقد سلسلة من اللقاءات العلمية والثقافية لمناقشة مشاكل الأسر والشباب من الجهات ذات العلاقة.
البطالة
محمد: ما هي رؤيتكم لأهم قضايا الشباب في المجتمع حاليًا؟.
علي: أرى أن البطالة هي واحدة من أهم القضايا التي يجب أن نتعامل معها.
مصطفى: بالرغم من انتشار العديد من المشاكل المتعلقة بالتدخين، مثل الإساءة والإدمان الإنترنت وغيرها، إلا أنني أعتقد أن البطالة ستجد فرصة لتفاقم هذه المشاكل وتساهم في انتشارها.
أحمد: لكن ما هي أسباب البطالة برأيكم؟
محمد: أرى أن عدم استثمار رجال الأعمال عندما لا يتحقق الربح المرجو يؤدي إلى تقليص عدد العمال وتسريحهم، وتعتبر البطالة واحدة من المخاطر التي تؤثر على استقرار وتماسك بيئة العمل.
علي: ولكن كيف يمكن حل هذه المشاكل؟
مصطفى: تخفيض الضرائب وتشجيع الاستثمار والقضاء على ثقافة العار والعمل على نشر الوعي بين الشباب وأصحاب رؤوس الأموال.
أحمد: أنا معك، وأعتقد أن توفير فرص عمل آمنة للشباب أمر مهم.
علي: يتمنى المتحدث أن تقوم الجهات المعنية بوضع برامج توظيف تتيح توزيع الوظائف بدون معاملة تفضيلية لأي فئة من المتقدمين.
محمد: نعم، الإهدار والتحيز هما أساس البطالة وتدهور سوق العمل.
أحمد: أشعر أن شباب الأمة في حالة تدهور مباشر، هل تشعرون بالمثل يا أصدقائي؟.
محمد: صحيح يا أحمد، يبدو أن الشباب اليوم مشغولون بحثهم عن أفراحهم الشخصية وأحلامهم، وغائبون عن الطموح والعمل الجاد.
علي: أتمنى ألا نكون هكذا في المستقبل.
مصطفى: هذا غير كافٍ يا علي، ألم تسمع قول الشاعر بأن المطالبات النبيلة لا تأتي بالتمني.
محمد: من الآن فصاعدًا، يجب علينا أن نتحرك ونتصرف بشكل صحيح، ونتجنب مشاكل المجتمع، ونعمل على حل مشاكل الشباب بأنفسنا، وذلك حتى نصبح أعضاء فعالين في المجتمع، كما صرح مصطفى.
انتشار مواقع التواصل الاجتماعي
أحمد: ولكن برأيك ما هي أهم المشاكل التي يواجهها الشباب اليوم؟
محمد: إلى جانب البطالة والتدهور الثقافي، هناك مشكلة الإدمان والغرق في الأحلام الكاذبة والأوهام والابتعاد عن الواقعية عن طريق التدخين والمخدرات وأشياء أخرى كثيرة.
أحمد: أعتقد أن كل ما ذكرته يتعلق في المقام الأول بالشباب، حيث يتمتع الشباب بطاقات فكرية ومشاعر عاطفية قوية، بالإضافة إلى القوة الجسدية التي تمكنهم من القيام بأي شيء، ولا أستطيع القول إلا أنني سأبذل جهدي لتحقيق ذلك غدًا.
علي: هل تعتقد أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في تفاقم المشكلة؟.
مصطفى: بالتأكيد، هذه الوسائل بالتأكيد تسهل مسار انحراف الشباب، حيث يقوم الشباب في الوقت الحاضر بنقل أفعالهم المنحرفة إلى الآخرين بدون أي خجل، وبطبيعة الحال، يقوم الشباب بتقليد أنفسهم بشكل أعمى حتى تنتشر العادات السيئة وتصبح شيئًا طبيعيًا في المجتمع.
محمد: أجل يا مصطفى، أنت على حق تمامًا، أنا متفق معك بالكامل، ولكن أود إضافة أنَّ اهتمام وسائل الإعلام وبعض الحكومات برياضة مثل كرة القدم يفوق بكثير اهتمامها بنشر الوعي والثقافة، وفي الحقيقة، هناك الكثير من الألعاب التي تشتت انتباه الشباب الراغبين في تحقيق أهدافهم.
علي: بالفعل، تحظى الرياضة حاليًا بأكبر قدر من الاهتمام الإعلامي والدعم المالي، ولا يوجد تفوق لأي منهما.
أحمد: يجب علينا كشباب الالتزام بتحسين أنفسنا لنكون قدوا للآخرين كنموذج وقدوة، وإذا قمنا بتحسين شيء ما في حالة هذه الأمة، فسنكون قادرين على تحفيز الشباب الآخرين على القيام بالتحسين نفسه.
محمد: نعم كلنا نؤيدك أحمد ونتفق معك.