السياحةالعالم

حمامات الطين في موغلا لاستعادة الشباب

تحظى تركيا بمكانة بارزة بين الدول الكبرى بفضل وجود العديد من منتجعات المياه الساخنة والمنتجعات العلاجية العالمية، وهذا ما يميزها عن غيرها من الدول. تحتوي تركيا على تجمع فريد من الأماكن التي تستخدم للعلاج، والتي يقصدها عدد كبير من السياح للتمتع بالعلاج الصحي. من بين هذه الأماكن، تقع الحمامات الطينية في محافظة موغلا في جنوب تركيا، وتمتد على ساحل بحر إيجه. تتبع هذه المحافظة المدن السياحية الشهيرة مثل بودروم ومارماريس وفتحية، وتتميز بقربها من مطار دلمان وجوار بحيرة كيوزيجيز. توجد بهذه المنطقة ينابيع ساخنة وطين مشع، حيث يتوافد عدد كبير من المرضى والسياح للاستفادة من فوائد هذا الطين في علاج العديد من الأمراض مثل الأمراض الجلدية والأمراض البولية والأمراض النسائية وأمراض الأعصاب والإجهاد العضلي والروماتيزم .

تستقطب تلك الينابيع سنويا عددا هائلا من الباحثين عن الشباب والسياح الذين يرغبون في الحصول على شباب دائم، وتشير الوثائق التاريخية إلى أن تلك الينابيع، التي تسمى ينابيع سلطانية، تم استخدامها منذ الميلاد، وتقع في منطقة كوجغير بمحافظة موغلا على شاطئ بحيرة كوجغير، ويمكن الوصول إليها عبر القوارب من بعض المناطق السياحية المجاورة مثل مرمريس وبودروم وأنطاليا، ويزورها أكثر من 150 ألف زائر سنويا، ويزداد عدد الزوار بشكل كبير خلال فصل الصيف، حيث يصل العدد إلى ثلاثة آلاف زائر يوميا من الداخل والخارج.

درجة حرارة الحمامات الطينية هذه من 39-40 درجة مئوية طوال العام يتجه الزائر إلى الحمام الطيني ثم إلى الاستحمام للتخلص من آثار الطين يوجد المنطقة منازل مكونة من طابق واحد تستقل السياح حوالي 100 سائح بالمنزل يعد الحمام هو الأعلى في العالم من حيث كثافة تركيز المعادن فهو يحتوي على المواد المشعة وكبريتات الكالسيوم وكبريتيد الكالسيوم والبروميد والرادون وكلوريد الكالسيوم والهيدروجين وكلوريد الصوديوم والسلفات وغيرها من المعادن وتتميز الخصائص المشعة بوجود ما يعادل 3.775 من البيكوكيور في اللتر الواحد يذكر أن المنتجع يعود للعهد الروماني قبل المسيحية يسمى بطين الجمال يعمل على شد الجلد وعلاج التجاعيد يدهن السياح اجسامهم بالطين ثم يستلقون تحت أشعة الشمس لكي يجف ثم يستحمون بعد ذلك قبل النزول إلى الينابيع الساخنة الحارة .

كان الموقع في السابق يحتوي على مستشفى في القرن الثاني الميلادي وكان الأتراك في العهد الروماني يفضلون تلك الينابيع للشفاء من الأمراض، ويعتبر مسؤولو الحمامات اليوم أن الأجانب يفضلون حمامات الطين، بينما يفضل العرب والأتراك الينابيع الساخنة .

تكسر أيضا مدينة موغلا أرقاما قياسية في حجم زيارة السياح لها. تقع المدينة في منطقة إيجة على سهل بلان وترتفع بمقدار 670 مترا عن سطح البحر. شهرتها وعراقتها تعود إلى الآثار والمعالم الجميلة فيها. تتميز بشوارعها الحجرية وكثرة الأسواق. وأحد أشهر مناطقها هو منطقة سابورهان التي تقع في الجزء الشرقي للمدينة. إنها لوحة فنية تحتوي على أكثر من 400 منزل بنيت على الطراز التركي واليوناني لمدة تزيد عن مائة عام. لا تنسى أن تأخذ قسطا من الراحة في أحد المقاهي المظللة عندما تتجول في موغلا. سترى المطاحن ودور الخياطة التي بناها اليونانيون. فهي حقا أماكن تستحق الزيارة؛ فهي تشبه متحفا تاريخيا طبيعيا مفتوحا. توجد العديد من القرى التي يعود تاريخها لأكثر من 9 ملايين عام. بالطبع ستستمتع وتتجول وترى آثار الحيوانات المنقرضة والطبيعة الجميلة. وبالطبع، هناك الينابيع الساخنة التي تجذب العديد من الزوار، والأسواق القديمة الفريدة التي تبيع المنتجات اليدوية التقليدية، بما في ذلك الأقمشة الفاخرة والحرائر الطبيعية المصنوعة بطرق تقليدية. وبالنسبة للطعام، لا تنسى تجربة طبق سترميك، وهو أشهر حلوى في موغلا، بالإضافة إلى حساء الترخانة واللحم المحشي وسمك البروري والكباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى