صحة

حلول عملية للتغلب على مشكلة رفض الطفل للطعام

إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه الآباء والأمهات هي رفض أطفالهم للطعام، فتجد الأم طفلها يلعب طوال فترة النهار دون أن يطلب أي شيء يأكله. وإذا لم تعرض الأم الطعام على طفلها، فهو بدوره لن يطلب شيئا. وتستخدم الأم في معظم الأوقات جميع الأساليب لإقناع صغارها بأهمية الطعام وفوائده الصحية، مثل بناء الجسم وغيرها من الفوائد الصحية. وأحيانا تبدي الأم إعجابها بطفلها حتى وإن أكل ملعقتين بالكاد، لتشجيعه على تناول الطعام المتبقي. وعندما تفقد الأم جميع الحيل المشروعة، تلجأ إلى الحيل الغير مشروعة، مثل إخبار طفلها بأنها ستشتري له الحلوى التي يحبها مقابل تناوله الطعام. فتقوم الأم بالتبادل التجاري لإقناع طفلها بتناول المزيد من الطعام .

توجد عدة أسباب تدفع الآباء إلى حث أطفالهم على تناول المزيد من الطعام
1- تجنب إهدار الطعام:
في بعض الأحيان، يدفع الأهل أبناءهم لتناول المزيد من الطعام خوفاً من إهداره، ولا يوجد شك في أنه لا توجد أسرة تحب أن تهدر طعامها أو تلقي به في النفايات، ولكن الهدر الحقيقي يتعلق بصحة الأبناء، إذا تم إرغامهم على تناول كميات أكبر من اللازم .

التأكد من حصول الأطفال على كمية كافية من الطعام يقلق الآباء أحيانا، حيث تخاف الأمهات أن يحتاج أطفالهن للمزيد من الطعام بسبب مرحلة نموهم وبنائهم

3- للتأكد من أن الطفل لن يطلب الطعام مجدداَ: في بعض الأحيان، تضطر الأم لإجبار طفلها على تناول الطعام حتى لو لم يشعر بالجوع، ظنا منها أنه سيشعر بالجوع قريبا، وذلك لكي لا تضطر لتجهيز طعام جديد .

الضرر الناجم عن تحفيز الطفل أو إجباره على تناول المزيد من الطعام
إذا شعر الطفل بالشبع والارتواء من الطعام الذي تناوله، فلا يجب على الأم أن تشجعه على تناول المزيد من الطعام؛ حيث إن ذلك يمكن أن يسبب ضررا على الطفل، من خلال زيادة الأكل بشكل زائد وغير صحيح
1- يساعد هذا  الأسلوب الأطفال على إكتساب الوزن الزائد ” السمنة المفرطة “.

2- يعوق الطفل عن تطوير عاداته الغذائية، حيث يدفعه لاستهلاك طاقة أكبر من طاقته بشكل دائم .

بالإضافة إلى ذلك ، يجعل الطفل يفقد الاتصال بجسده بحيث لا يستطيع فهم الإشارات التي يرسلها الجسم عندما يشعر بالجوع أو الشبع .

في مرحلة النمو، لا يشعر الطفل بهذه النقطة لأن معدل الحرق والهضم الغذائي يكون مرتفعا نسبيا، ولكن مع التقدم في العمر وانخفاض معدلات الحرق يبدأ الجسم في اكتساب الوزن .

ستصبح من الصعب تغيير هذه العادات الغذائية الخاطئة في المستقبل .

أسباب رفض الأطفال للطعام
1- إستخدام الطعام كوسيلة للثواب والعقاب:
إذا جعلت الأم أطفالها يتناولون الطعام الصحي كالخضروات والفواكه كعقاب، فقد يؤدي ذلك إلى تشكيل رابط خاطئ بين الطعام الصحي والعقاب، مما يجعل الطفل يكره الخضروات والفواكه ويشعر بأنها عقوبة دائمة .

عندما تخبر الأم أبنائها أنها ستحضر لهم نوعًا معينًا من الحلوى الجاهزة كمكافأة عندما ينهون تناول أطباقهم، يرتبط هذا الموقف بالحلوى الجاهزة كمكافأة في نظر الطفل بسبب تكرار الموقف .

2- الخوف من تجربة طعام جديد : تشير الأبحاث العلمية إلى أن الأطفال قد يحتاجون إلى تجربة نوع معين من الطعام من 15 إلى 20 مرة حتى يتعودوا عليه، وقد يرفض الطفل تناول طعام جديد ويعاني من ما يسمى بـ “فوبيا الطعام الجديد”، وفي هذه الحالة، فإن إجبار الطفل على تناول الطعام الجديد يعد قرارا سيئا، حيث أظهرت الأبحاث أن 73٪ من الأشخاص الذين تم إجبارهم على تناول نوع معين من الطعام رفضوا تناوله في المستقبل .

حلول عملية لمواجهة رفض الطفل الطعام
1- تقديم الحلويات بجانب الطعام: يساعد هذا الحل في إقناع الطفل بأن الحلوى ليست مجرد مكافأة، ولكنها نوع من أنواع الطعام المختلفة. في البداية، قد يرغب الطفل في تناول الحلوى، ولكن مع الوقت، سيتعلم أن يأكل أنواعًا مختلفة من الطعام .

2– عدم الضغط على الطفل لتجربة نوع جديد من الطعام : عند تقديم نوع جديد من الطعام يجب تقديمه بصورة جيدة يتحفز الطفل على تناوله. إذا رفض الطفل تناوله، يجب احترام رغبته، ولكن بعد تجربة سياسة التذوق، يجب على الأم طلب من طفلها تذوق كمية صغيرة من الطعام، لأنه قد يعجبه. أما إذا استمر الطفل في الرفض، فيجب على الأم احترام رغبة طفلها في هذا الوقت وتحاول معه في وقت لاحق .

3- إعطاء الطفل الصلاحية لإختيار طعامه: لتجنب إهدار الطعام، ينبغي على الأم أن تطلب من طفلها تحديد الكمية التي يرغب في تناولها بنفسه، وذلك يشمل جميع أنواع الطعام المعدة. وسيكون هذا كافيا للطفل وسيشجعه على تناول الطعام الذي يحدده بنفسه .

4- الإسترخاء و الهدوء: يجب على الأم أن تستمتع ببعض الهدوء والاسترخاء، فالطفل لن يسمح لشعور الجوع أن يسيطر عليه. عندما يشعر الأطفال بالجوع، فإنهم يطلبون الطعام بكل الوسائل .

5- تنظيم جدول لمواعيد الطعام: إذا كانت الأم تخشى أن يحتاج أطفالها إلى الطعام في وقت لاحق، ينبغي لها تنظيم جدول مواعيد الوجبات والوجبات المتاحة، ويجب على الجميع الالتزام به. وعليها أن تدرك أن الأطفال يحتاجون إلى ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين صغيرتين “سناك” خلال اليوم. ويجب على الأم أن تكون على اطلاع على شهية أطفالها وتنظم الجدول استنادا إلى ملاحظاتها حول عاداتهم الغذائية.

الابتعاد عن تناول الوجبات الفرعية أو الوجبات الخفيفة في أوقات قريبة من الوجبات الرئيسية، لتجنب فقدان الشهية لدى الأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى