حكم قص الشعر للنساء
حكم قص الشعر للنساء كرهه بعض العلماء، وحرَّمه بعض العلماء، وأباحه بعض العلماء لذلك كان من اللازم استبيان الحالات التي يجوز فيها للمرأة قص شعرها، والحالات التي لا يجوز لها فعل ذلك، وحكم قص الشعر وصبغه بدون إذن الزوج، وما هو الضابط في قص شعر المرأة حتى لا تصير متشبهة بالرجل.
حكم قص الشعر للنساء:
يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد في حكم قص الشعر للنساء: إذا كانت نية المرأة خلف تجميل نفسها لزوجها والتقرب منه أو إذا كانت نية المرأة تخفيف تكلفة العناية بشعرها الطويل والتعب المصاحب لذلك، أو لأي غرض معقول ومباح آخر؛ فلا يوجد أي عائق عليها في ذلك وفقا للقول الصحيح من قول العلماء، لأن الأصل في الأعمال والتقاليد هو الإباحة حتى يثبت تحريمها بنص، وليست هناك دليل شرعي يمنع قص شعر المرأة، بل هناك أدلة تشير إلى جواز ذلك، ومنها حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن – رحمه الله – الذي قال: `كانت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقص شعورهن حتى يكون كاللوفرة` [رواه مسلم]. وتعني اللوفرة الشعر الذي يزيد قليلا عن الكتفين، وقيل إنه يصل إلى شحمة الأذنين، وقال الإمام النووي – رحمه الله -: في ذلك دليل على جواز تخفيف شعر النساء.
وبإجماع العلماء يحرم قص شعر المرأة في الحالات الآتية:
1. إذا كانت تتبرج به للأجانب .
2. إذا كانت قصتها تهدف إلى التشبه بالكافرات أو الفاسقات .
إذا تم قصه بالشكل الذي يشبه شكل الشعر الذي يفضله الرجال .
4. إذا قام رجل أجنبي بقص شعره، كما يحدث في صالونات الخطيئة .
5. إذا كان بغير إذن الزوج .
يرى فضيلة الشيخ بن عثيمين رحمه الله في هذا الحكم الشرعي أن قص شعر المرأة، أي قص شعر رأسها، محرَّم بناءً على رأي بعض العلماء وكرهه بناءً على رأي آخرين، وأباحه بناءً على رأي ثالث .
وما دام الأمر مختلفا فيه فالرجوع إلى الكتاب والسنة، ولا أعلم إلى ساعتي هذه ما يدل على تحريم قص المرأة شعر رأسها، وعلى هذا : فيكون الأصل فيه الإباحة ، وأن يتبع فيه العادة ، ففيما سبق كانت النساء ترغب طول الرأس وتفتخر بطول الرأس ، ولا تقصه إلا عند الحاجة الشرعية أو الحسية، وتغيرت الأحوال الآن، فالقول بالتحريم ضعيف ولا وجه له، والقول بالكراهة يحتاج إلى تأمل ونظر، والقول بالإباحة أقرب إلى القواعد والأصول، وقد روى مسلم في صحيحه: «أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته كن يقصصن رؤوسهن حتى تكون كالوفرة» لكن إذا قصته المرأة قصا بالغا حتى يكون كرأس الرجل فهذا حرام لا إشكال فيه ؛ لأن النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم لعن المتشبهات من النساء بالرجال، وكذلك لو قصته قصا يماثل رؤوس الكافرات والعاهرات فإن من تشبه بقوم فهو منهم، أما إذا قصته قصا خفيفا لا يصل إلى حد يشبه شعور الرجال، ولا يكون مشابها لرؤوس العاهرات والكافرات فلا بأس به.
ضابط قص الشعر:
يرى فضيلة الشيخ ناصر بن سليمان العمر أن ضابط القص الذي يشابه به شعر المرأة شعر الرجل: هو القص الذي يجعل من رآها لا يفرق بينها وبين الرجل، أما كونه إلى الكتف أو إلى الأذنين فلا أعرف فيه سوى ما ورد عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم – أمهات المؤمنين، بأنهن كن يأخذن من شعرهن بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، كما في حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها: «وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة» [أخرجه مسلم في صحيحه] وأرى أن الأمر فيه سعة، ما لم يكن فيه تشبه بالرجال أو النساء الكافرات، أي في التسريحات والموضة الخاصة بالكافرات، والله أعلم.
هل يسمح للمرأة بقص وصبغ شعرها بدون إذن زوجها؟
يرى جمهور العلماء أن المرأة مأمورة بطاعة زوجها لما له من حق القوامة عليها قال الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:34]، لذلك لا يجوز للمرأة قص شعرها ولا صبغه بدون إذن زوجها لما له من حق الطاعة عليها.