حكم قراءة الأبراج
يرتاد الكثير من الشباب في السنوات الأخيرة قراءة الأبراج والتعلق بها، ولكن ما هي الأسباب التي تدفع الشباب للانجذاب إلى قراءة الأبراج اليومية؟ وما هو حكم ذلك؟ سنوضح لك عزيزي القارئ حكم قراءة الأبراج في السطور التالية من هذه المقالة .
أولا، ما هي الأسباب التي تدفع بعض الناس لقراءة الأبراج؟ عادة، تعود قراءة الأبراج اليومية على الكثير من الناس، وهناك مجموعة من الأسباب تدفع الناس لقراءة الأبراج، ومن أبرز هذه الأسباب الرغبة في الحصول على إجابة للسؤال الذي يشغل بالهم، وهو ما سيحدث في مستقبلهم وكيف سيكون. فقراءة الأبراج تعطيهم نبذة عن ذلك. ومن ناحية أخرى، يشعر بعضهم بالراحة عند قراءة الأبراج، خاصة إذا كانت الأخبار التي وردت في حظهم اليوم إيجابية أو تحمل أحداثا سارة. وهناك أيضا من يستعين بقراءة الأبراج ليبرر فشله ويوهم نفسه بأنه فشل بسبب عدم حظه. والسبب الجوهري وراء تعلق الناس بقراءة الأبراج هو الخوف من المجهول، وكأن قراءة الأبراج ستجعله يأخذ الحذر ليكون آمنا من مواجهة مشكلة أو حادث أو غير ذلك. ومن هنا نتوصل إلى أن الأبراج في كثير من الأحيان تمنح القارئ الشعور بالأمل وبأن المستقبل أفضل، وتعتبر أيضا وسيلة لحماية الناس من الكثير من المصائب .
ثانياً، حكم التعلق بالنجوم وبقراءة الأبراج.. قبل أن نبدأ حديثنا، نتذكر قول الله سبحانه وتعالى “قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ”، صدق الله العظيم. وفيما يتعلق بالتعلق بعلم النجوم والأبراج، وغير ذلك، كان موقع الإمام ابن باز رحمه الله قد أوضح أن العلم الذي يسمى “علم النجوم، والحظ، والطالع” تعتبر من الأعمال التي سادت في العصر الجاهلي قبل أن يأتي الإسلام، وأن الإسلام قد جاء لكي يبطل مثل هذه الأعمال الغير مستحبة، ولكي يوضح لنا جميعًا أنها تعتبر من الشرك بالمولى عز وجل، والسبب الرئيسي في ذلك هو أنه يوجد بها تعلق بغير المولى سبحانه وتعالى. وأكد ذلك بهذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: “من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي حديث آخر قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم “من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. والجدير بالذكر أن مثل هذه العلوم تدعونا إلى أن نصدق الكهنة والسحرة، وكل من يدعون بأنهم يعلمون الغيب، وذلك لا يجوز لأن الغيب لا يعلمه سوى المولى عز وجل، وبالطبع الزام هذه العادات تفتح الباب أمامهم الكهنة والسحرة لكي يقوموا بأبتزاز بعض الناس. ومن خطورة التعلق بما يقوله العرافين أو الكهنة أنها تحرم الإنسان من عون المولى سبحانه وتعالى، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما”. وكذلك هناك ضرر كبير يقع على من يصدق ما يصدر عن الكهنة والسحرة من توقعات وتنبؤات، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: “من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما جاء إلينا عن طريق أهل العلم يؤكد لنا أن كافة الأعمال التي تشتمل على قراءة الكف، والفنجان، والحظ (جميعها من العلوم المنكرة التي سادت وانتشرت في الجاهلية) فالغيب لا يعلمه إلا المولى سبحانه وتعالى .
ثالثا، كيفية التخلص من تلك العادات؟ يوضح موقع الإمام ابن باز مجموعة من النصائح للأشخاص الذين يعانون من مثل تلك العادات الغير مستحبة، مثل قراءة الحظ وشرب الفنجان وغيرها. ومن أهم هذه النصائح ..
التوبة والعزم على عدم العودة إلى الخطأ مرة أخرى، مع الاستمرار في الاستغفار .
ينبغي على الفرد أن يثق بالله سبحانه وتعالى ويستعين به في كافة شؤونه، مع الأخذ بالأسباب .
يجبُ التأكدُ من الابتعادِ عن هذه الأمورِ طاعةً للمولى عزَّ وجلَّ ولرسولِهِ الكريمِ .