حكم تحية المسجد
صلاة تحية المسجد هي إحدى النوافل التي شرعت للمسلم لأسباب معينة، وهي الصلاة التي تصلى عند الدخول إلى المسجد .
معنى تحية المسجد
المسجد هو المكان الذي يتجمع فيه المسلمون للصلاة، وتعرف تحية المسجد بأنها صلاة ركعتين غير مقرونة بصلاة الفريضة، يقوم بها المسلم إذا دخل المسجد مباشرة، ولكن يشترط ألا يكون قد جلس فيه قبل أداء هاتين الركعتين .
حكم أداء صلاة تحية المسجد
فقهاء أهل السنة قد أفتوا بأن صلاة تحية المسجد مستحبة شرعا، إذ أنها من النوافل، ويأخذ المسلم عليها الأجر والثواب، وقد استند أصحاب هذا القول إلى رواية أبو قتادة الأنصاري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إذا دخل أحدكم المسجد، فليركع ركعتين قبل أن يجلس”. ولم يشر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث إلى وجوب أداء هذه الصلاة، مما يجعلها مستحبة وليست فرضا .
يعتقد الشيخ داود الظاهري وابن حزم الظاهري أن صلاة تحية المسجد واجبة على كل من دخل المسجد في وقت الصلاة أو غيره، ويستند هذا الرأي إلى نفس الحديث السابق عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتبرونه أمرا وليس مجرد استحباب، ويتم تفسير هذا الأمر كوجوب، ولا يتم تغيير ذلك إلا إذا وجدت دلائل تؤيد الاستحباب بدلا من الوجوب، ولم يظهر ذلك حتى الآن .
عدد ركعات صلاة تحية المسجد
تعددت آراء الفقهاء حول عدد ركعات تحية المسجد، وتباينت وجهات نظرهم في ذلك الشأن وفق الآتي:
يرى فقهاء المذهبين الشافعي والحنبلي وعلماؤهم أن أدنى عدد لركعات صلاة تحية المسجد هو ركعتان، ويمكن للمصلي زيادة عدد الركعات إذا شاء. وعند دخول المسجد، يجب على المصلي أداء ركعتين كحد أدنى ونية أداء صلاة تحية المسجد، وإذا كان لديه وقت كاف، فمن الممكن أن يزيد عدد الركعات بأي عدد يريده، طالما أنه يتوفر لديه الوقت قبل أداء الصلاة الفريضة .
يعتقد علماء المذهب الحنفي أن أدنى عدد ركعات صلاة تحية المسجد هو ركعتان، وأن الحد الأعلى هو أربع ركعات مع تسليم وتشهد بين كل ركعتين، وبحسب آرائهم، لا يجوز للمصلي أن يؤدي أكثر من أربع ركعات في صلاة تحية المسجد .
وفقًا لفقهاء المذهب المالكي، يعتبر زيادة صلاة تحية المسجد بعد ركعتين غير جائزة، وهذا يستند إلى الحديث الصريح الذي نقله النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي تم الإشارة إليه سابقًا في النص .
شروط أداء صلاة تحية المسجد
هناك بعض الشروط التي يجب على كل مسلم الالتزام بها لضمان صحة صلاته، وتشمل هذه الشروط:
تتضمن شروط الصلاة ألا تتم الصلاة في الأوقات المكروهة، وهي صلاة النوافل كصلاة الشمس عند طلوعها وغروبها وبعد صلاة العصر، وتختلف الآراء بين الفقهاء في حكم صلاة تحية المسجد إذا كانت في وقت مكروه، فمنهم من يرون عدم وجوبها، وآخرون يرون أنه ليس لها سبب مشروع ولذلك فلا تكره .
يجب على المصلي أن يرغب في البقاء في المسجد وليس المجرد عبوره، ويجب أيضًا عليه أن يكون طاهرًا، فإذا دخل المسجد بدون تطهير، فيجب عليه التطهير .
3- يجب عدم دخول المصلي إلى المسجد في نفس وقت أداء فرض من الفروض أو بداية صلاة الجماعة، ويجب أيضا عدم دخوله عندما يخرج الإمام لإلقاء خطبة الجمعة أو العيدين أو غيرها، أو عند وجود الخطيب على المنبر لإلقاء خطبة يوم الجمعة. إذا صادف دخوله ذلك، فإنه لا يلزمه أداء صلاة تحية المسجد، بل يجلس مباشرة دون أداءها .