احكام اسلاميةاسلاميات

حكم تحديد النسل في الاسلام

نتحدث في هذا الموضوع عن تحديد النسل في الإسلام وحكمه، ونبدأ بالبسملة والتحية على النبي محمد وآله وصحابته .

ما هو حكم تحديد النسل في الإسلام؟
تحديد النسل أو ما يسمى بـ تنظيم النسل ، هو العمل على الحد من الإنجاب بين الزوجين . وتأتي مسألة تنظيم النسل بإعتبارها كلمة مجملة عن النسل ، والتي تحتمل أنواعاً متعددة من التفسير ، ونفهم منه أنه إذا كان الهدف من تنظيم النسل للعناية بالمرأة نظراً لتضررها من الحمل ولذلك تتناول بعض الأدوية لمنع الحمل في وقت ما فهذا يسمى تنظيم النسل بتعاطي الأدوية .

ومن الأسباب التي يتعين عليها السعي إلى تنظيم النسل ، في أن تكون الأم مريضة لا تتحمل الحمل ، أو بسبب وجود أسباب أخرى تقتضي عدم حملها بعد تقرير الأطباء أو بسبب الشقاء في تربية الأطفال والعناية بشؤونهم فتقوم بتناول أدوية من أجل مراعاة الأطفال ولتربيتهم التربية الصحيحة والعناية بشئونهم ، فهذا لا حرج فيه .

من يسعى لتحديد النسل عن طريق استخدام أدوية منع الحمل بعد الإنجاب بعد طفلين أو ثلاثة أو أربعة، فإن هذا لا يعتبر تنظيما، بل هو قطع للإنجاب وحرمان للزوجين من الإنجاب. وهذا الأمر غير مشروع شرعا، لأن الشريعة الإسلامية تشجع على تكاثر عباد الله الصالحين وتكثيف أعداد المعبودين والداعين إليه. في الحديث الصحيح، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: `تزوجوا الودود الولود، فإني مفاخر بكم في يوم القيامة`، وهذا مروي في `بلوغ المرام` وصححه ابن حبان، وأيضا في `السلسلة الصحيحة` (5/382) .

درس مجلس المجمع الفقهي الإسلامي هذا الموضوع بعناية، وبعد المناقشات وتبادل الآراء، توصلوا إلى بعض القرارات التي تم اتخاذها بالإجماع، وهي:
فقد أكدوا أن الشريعة الإسلامية تحض على التكثير من نسل المسلمين ، بإعتبار النسل هو نعمة كبرى ورزق ومنة عظيمة من الله جل وعلا ، وقد تضافرت بذلك النصوص الشرعية من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله ، وأكدت على تحديد النسل هو أمر مصادم للفطرة الإنسانية وللشريعة الإسلامية التي ارتضاها الله تعالى .
فقال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً} [سورة الإسراء: آية 31]

فيما يتعلق بتحديد أو منع الإنجاب بشكل عام ، فإنه من الناحية الشرعية ، غير مسموح به لعدة أسباب ، مثل انتشار الخطيئة ومنع الأمم من التكاثر. ومن بين الأهداف الرئيسية للإنجاب ، كما ذكر تعالى في القرآن الكريم (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) وقال (فالآن بشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم) ويشير العديد من المفسرين إلى أن السعي نحو تحقيق رضا الله يكمن في الإنجاب والتكاثر .

رأي العلماء في تحديد النسل

اختلف العلماء المسلمون في آرائهم حول وسائل تنظيم الأسرة، ولكن مع بقاء معظم العلماء محتفظين بالحذر فيما يتعلق بتحديد النسل في جميع الحالات. تقريبا جميع العلماء اكتفوا بالتوصية فقط في حالة تعب الأم وتأثير الحمل المتكرر على صحتها. أما بالنسبة لمعظم العلماء، فإنهم يسمحون ببعض أشكال تنظيم الأسرة بعد توافق بين الزوج والزوجة، مع إشارتهم إلى عدم التوصية في حالة استخدام وسائل منع الحمل من قبل أحد الزوجين دون علم الطرف الآخر .

أنواع وسائل منع الحمل

تنظيم الأسرة الطبيعي: تمارس هذه العادة خلال عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) عن طريق استخدام وسائل منع الحمل مثل الواقي الذكري، وقد تم تصميم هذه الوسائل لهذا الغرض وبالتالي فهي مقبولة من قبل معظم علماء المسلمين .
هناك أساليب هرمونية وغيرها من الأساليب مثل حبوب منع الحمل واللولب وغيرها، وتعمل هذه الأساليب عن طريق منع الإخصاب والتدخل في الزرع. وعلى الرغم من تحفظ العلماء حيال استخدام هذه الأساليب بدون إشراف طبي، إلا أن استخدامها يمكن أن يتسبب في إلحاق الأذى بالمرأة .
العملية الجراحية (قطع القناة الدافقة ، ربط الأنابيب ، واستئصال الرحم): يوافق العلماء على حرمة الإسلام لاستخدام عمليات الجراحة التي لا يمكن الرجوع عنها في الإنجاب، باستثناء الحالات الطبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى