حكم الصلاة على الشهيد
إن للشهيد منزلة عظيمة عند الله في يوم القيامة، وأعلى منازلهم عند الله، فما هو حكم الصلاة على الشهيد، وأنواع الشهداء، وما هو حكم غسل الشهيد ومراتبه وفضله عند الله، وليس الشهيد مقتصرا على من يقتل في المعركة فقط، بل هناك مواقف في الحياة يموت فيها الناس ويرزقهم الله منزلة الشهداء، كما نأتي لكم بشهداء الصحابة في غزوتي بدر وأحد، وهذا يشمل ابتلاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه وصحابته.
من هو الشهيد
في اللغة، الشهيد يعني الحاضر لشيء، أما في الفقه، فهو من مات من المسلمين في جهاد ضد الكفار وأعداء الدين، وقتل في المعركة، أو أصيب بسلاح المسلم خطأ، ولا يختلف في منزلته في الآخرة عند الله، فدمه الذي سال منه عند الله مثل المسك، وللشهيد أنواع مختلفة. [1]
مرتبة الشهيد عن الله
لا يتساوى جميع الشهداء في عين الله -سبحانه وتعالى-، بل تختلف مراتبهم حسب اختلاف درجة إخلاصهم وتضحياتهم لله تعالى، وصدقهم في تلك التضحية، ويمكن تمييز بين شهيد الدنيا وشهيد الآخرة، وشهيد الدنيا والآخرة
شهيد الدنيا
وهو من يُعامل في الدنيا معاملة الشهيد، ويجري عليه أحكام الشهداء، ولا يُغسّل ولا يُكفّن، لكن عند الله فهإنه ليس شهيدًا، ويرجع ذلك لسوء نيته التي يخفيها، فيظهر عند الناس بمثابة شهيد وهو ليس شهيدًا لسوء نيته، عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أبو هريرة فقال: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت. ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار». فكان بالفعل يُقاتل الكفار وأعداء الدين والوطن، ولكنه ينوي أن هذا رياءًا للناس، وليُقال عنه أنه محارب مغوار، وليس نيته خالصة لله تعالى، أو نيته تحقيق مصلحة في الدنيا.
شهيد الآخرة
هو الشخص الذي لا يتم معاملته في الدنيا كشهيد، لذلك لا يتم غسله وتكفينه وصلاته عليه، ولكن في يوم القيامة سيحصل على منزلة الشهادة وأجرهم، ويمكن ذلك لعدة أسباب
- الميت بداء البطن
- الميت بالغرق
- الميت بالطاعون
- المقتول ظلمًا
ويؤكد ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه أبو هريرة، حيث قال: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله».
شهيد الدنيا والآخرة معًا
المقتول في سبيل الله هو المقبل بوجهه، وليس فارًا أو هاربًا، وهو مقبل وليس مدبر، وهو يخلص نيته لله تعالى وليس لمصلحته في الدنيا، ويهبون أرواحهم لله ونصرة الإسلام والمسلمين، ولا يغسلون ولا يكفنون ولا يصلى عليهم، وفي يوم القيامة ينالون منزلة الشهيد عند الله تعالى.
حكم الصلاة على الشهيد
حكم الصلاة على الشهيد هو عدم صلاة الجنازة عليه، وهذا الحكم متفق عليه بين جمهور الأئمة والعلماء، وذلك بناءً على قول الإمام مالك والإمام الشافعي، ويستند ذلك إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يصلِ النبي على أي شهيد، وذلك لأن الشهيد لا يحتاج إلى جزاء حسن يأتي من الصلاة.
ونظرا لأن الصلاة على الأموات تهدف إلى تكفير السيئات وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: `لا يموت أي رجل مسلم إلا ويشيّع جنازته أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا، إذا شفع الله فيهم لصاحب الجنازة`، فإن الشهيد مغفور له عند الله ولا يحتاج إلى شفاعة. ومع ذلك، هذا لا يتوافق مع الدين، لذا يجب على الورثة أن يستوفوا حقوقه، ولا يسقط الشهادة وتظل التزاماتها على المتوفى
حكم غسل الشهيد
إن الله تعالى منح الشهداء بعض الأحكام الخاصة التي لا يشاركهم فيها أحد. كما ألغى الله تعالى واجب غسل الشهيد، فإنهم يكفنون في ثيابهم التي استشهدوا بها. ومن الممكن أن يتم وضع قطعة قماش إضافية فوق ثيابهم. هذا يستند إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم بشأن شهداء يوم أحد: `لا تغسلوهم، فإن كل قطرة من دم تفوح منها رائحة طيبة يوم القيامة`.
حكم دفن الشهيد
يفضل دفن الشهيد في المكان الذي استشهد فيه، ولكن هناك بعض القواعد التفصيلية التي تختلف حسب مكان استشهاد الشهيد ومرتبته،
- الشهيد الذي استشهد في المعركة: يجب دفنه بثوبه وبدون صلاة جنازة.
- يتم دفن الشهيد الذي استشهد دفاعًا عن ماله وعرضه في مقابر المسلمين، ويتم صلاته وغسله وكفنه.
- الشهيد الذي استشهد مبطونًا أو مطعونًا أو غريقًا: يدفن في مقابر المسلمين ويصلى عليه ويكفن. [4]
فضل الشهادة في سبيل الله
الشهداء لهم منزلة خاصة بين الأحكام الإسلامية، كما ظهر في حكم الغسل والصلاة عليهم، ولهم مكانة خاصة عند الله واختصهم بأمور كثيرة ليست متاحة للناس عمومًا، وهذا واضح في القرآن الكريم والحديث الشريف.
في كتابه العزيز في سورة النساء، أشار الله سبحانه وتعالى إلى أن من يقاتل في سبيله ويموت أو ينتصر، فسيحصل على أجر عظيم، وأشار الرسول إلى أن الشهداء يحظون بمغفرة ورحمة من الله سبحانه وتعالى
- يغفر الله للأشخاص جميع خطاياهم مع نزول أول قطرة دم تخرج منهم،
- في هذا الوقت، يرى مقعده في الجنة أمامه،
- يزوج ب 72 من الحور العين.
- يحلى بحلة من الإيمان.
- الله يؤمنه من عذاب القبر والخوف الأكبر.
- ويشفع فيسبعين شخصًا من أهل بيته عند الله.
وهذا تبعًا للحديث الشريف: عند الله، للشهيد سبع خصال: يغفر له في اللحظة الأولى من سفك دمه، ويظهر له مقعده في الجنة، ويكون متزينا بحلة الإيمان، ويزوجه سبعون زوجة من الحور العين، وينجيه من عذاب القبر، ويمنحه الأمان في الفزع الأكبر، ويرتدي على رأسه تاج الوقار. قيمة الياقوتة التي يحملها أفضل من الدنيا وما فيها، وسيكون له الشفاعة لسبعين شخصا من أهل بيته.
- تكون أرواح الشهداء في الجنة في أجواء الطيور الخضراء، ولها مصابيح معلقة على عرش الرحمن، وتذهب إلى الجنة وتمشي فيها.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :تصف العبارة الروح بأنها في جوف طائر خضر، يوجد فيه قناديل معلقة بالعرش، تتجول في الجنة حيث تشاء، ثم تعود إلى هذه القناديل.
شهداء من الصحابة
استشهد الصحابة والتابعون في الغزوات التي قادها الرسول وفي الحروب الأخرى. [5]
شهداء غزوة بدر
تعتبر غزوة بدر هي واحدة من أشهر وأول غزوات الإسلام، وقادها النبي في بداية الفتوحات الإسلامية، وقد سميت بدر نسبة لبئر بدر بين مكة والمدينة، ويعرف اليوم الذي حدثت فيه باسم يوم الفرقان لأنها فرقت بين الحق والباطل، ووافقت يوم السابع عشر من رمضان سنة 2 هجريا، وكان عدد المستشهدين في بدر 14 شهيدا، من بينهم
- سعد بن خيثمة.
- عمرو بن أبي وقاص، (أصغر الشهداء في معركة بدر عندما كان عمره 16 سنة).
- حارث بن سراقة.
شهداء غزوة أحد
في معركة أحد، اختبر المؤمنون اختبارا كبيرا، وتفاجأ العديد من المؤمنين والصحابة وأقارب الرسول في تلك المعركة. وقد نزلت عليهم قول رسول الله تعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون» (آل عمران: 169). [6]
- حمزة بن عبدالمطلب.
- مصعب بن عمير.
- حنظلة بن أبي عامر.
- سعد بن الربيع.
- أنس بن النضر.