حكم الحج بدون تصريح
الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو من العبادات التي أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأدائها، ويجمع الحج بين العبادة البدنية والعبادة المالية، حيث يؤدي المسلم الحج بجسده وينفق فيه أمواله، ويعد الحج شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام التي تهدف إلى التقرب إلى الله سبحانه وتعالى .
مُبطلات الحج :
اتفق الفقهاء على أن مبطلات الحج اثنين هم : الجماع، وترك ركن من أركان الحج .
– الجماع :
ورغم اتفاق الفقهاء على أن الجماع من مبطلات الحج، إلا أنهم اختلفوا في الوقت الذي يبطل فيه الجماع الحج .
حدد فقهاء المذهب المالكي الوقت الذي يمكن أن يجعل فيه الحج باطلا بسبب الجماع أو إنزال المني نتيجة المداعبة أو التقبيل. فإذا حدث الجماع قبل رمي جمرة العقبة، فإنه يصبح باطلا. أما إذا حدث الجماع بعد رمي جمرة العقبة، أو بعد طواف الإفاضة، أو بعد مضي يوم النحر، فإن الحج لا يصبح باطلا. أما فقهاء المذهب الحنفي، فيرون أن الجماع يبطل الحج إذا حدث قبل الوقوف بعرف .
فقهاء الشافعية وضعوا شروطًا لإبطال الحج بسبب الجماع، سواء كان الجماع تامًا أو ناقصًا، وتشمل هذه الشروط: القصد والمعرفة بأن الجماع من مبطلات الحج، وإذا حدث الجماع قبل التحلل الأول (الرمي، والحلق، والطواف)، وحدوث التحلل الأول عند الشافعية بعد ثلاثة من هذه الأفعال .
فقهاء الحنابلة قد فرقوا بين لفظتي “مفسد” و”مبطل” للحج، إذ يفسد الجماع الحج إذا كان قبل التحلل الأول، ولكنه لا يبطله. ويرى بعضهم أن ما يبطل الحج هو الارتداد عن الإسلام أثناء شعيرة الحج .
– ترك ركن من أركان الحج :
وهي عند جمهور العلماء أربعة أركان وهي :
1 – الإحرام : يقصد به الدخول في الحج والنية عليه .
2 – الوقوف بعرفة : يبدأ الوقوف بعرفة من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة، ويستمر حتى طلوع فجر يوم النحر .
3 – طواف الإفاضة : ويكون طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة بعد الوقوف في عرفات ومزدلفة .
4 – السعي بين الصفا والمروة : يختلف وقت السعي بالنسبة للحاج المتمتع بعد الوقوف بعرفات ومزدلفة وطواف الإفاضة عن وقته للحاج القارن الذي يقرن بين الحج والعمرة، والحاج المفرد الذي يؤدي الحج بمفرده، فوقت السعي للحاج المتمتع بعد طواف القدوم .
حكم الحج بدون تصريح :
فرضت السلطات في المملكة غرامات مالية على من يؤدي فريضة الحج دون الحصول على تصريح، والسؤال هو: ما هو حكم الحج بدون تصريح؟
نتيجة لتطور وسائل النقل وسهولتها، وزيادة أعداد المسلمين وزيادة الراغبين منهم في أداء مناسك الحج، فإنه كانت تحدث مشكلات خلال أيام الحج بسبب الزحام والأعداد الكبيرة للحجاج، مما اضطر السلطات السعودية إلى الحصول على تصريح لأداء الحج. وفيما يتعلق بأداء الحج الفريضة بدون تصريح، يرون علماء المسلمين أنه يجب التفريق بين حالتين، أحدهما هو حالة الحج الفريضة والأخرى هي الحج النافل .
– الحالة الأولى : عندما يرغب المسلم في أداء فريضة الحج وتكون هذه هي حجته الأولى، يكون لديه الإذن بأداء الحج دون تصريح حتى إذا كان غير قادر على الحصول على التصريح؛ لأن الحج واجب فوري على كل مسلم قادر وبالغ .
– الحالة الثّانية : إذا قام المسلم بأداء فريضة الحج سابقا ويرغب في أداء حج نافلة أو سنة ، فإنه يجب عليه الحصول على تصريح من ولي الأمر قبل الحج ، لأن الطاعة لولي الأمر واجبة وتستند إلى مصلحة المسلمين بشكل عام ، وبالتالي تكون أولى من الحج النافلة .
وافق العلماء على أن ترك الحج بقصد تخفيف الزحام عن الحجاج يعد أفضل من الذهاب إلى الحج بكثرة، وبالتالي يكون أجر المسلم أكبر عند ترك الحج النافلة .