احكام اسلاميةاسلاميات

حكم اقتناء الكلاب

حكم اقتناء الكلب

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : من يمتلك كلبا غير كلب الصيد أو كلب المشي أو كلب الرعاية، ينقص أجره يوميا غرامين، وهذا يعني أنه ينقص من أجره. وهذا الحديث دليل على تحريم امتلاك الكلب، وظاهريا يحظر الحديث امتلاكه إلا لأغراض الحماية أو الصيد كما هو معتاد في العرب، بناء على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك ينقص من أجر المؤمن غرامين يوميا، وهذا أمر عظيم يدل على كراهية الأمر .

حكم اقتناء الكلب عند المالكية

يختلف العلماء في حكم نجاسة الكلب ، ولكن الراجح لديهم أنه نجس على خلاف ذلك المالكية تذهب إلى أنه طاهر ، وهذا الرأي هو ما تبنته دار الإفتاء المصرية ، فيقولون أنه طاهر ومكانه طاهر ، وكل شيء فيه طاهر ، و يدللون على ذلك أنه كل حيوان حي يكون طاهر ماعدا الخنزير ، والحيوانات ذات الحوار ،  أو ذات النائب ، مثل الأسد والحمار ، أما الحصان فاختلف العلماء في حكمه .

وتشير دار الإفتاء إلى أن الشرع لم ينه عن تناول طعام معين لأنه نجس، بل لأسباب أخرى. وتعتبر المذهب المالكي واحدًا من أكثر المذاهب التي تسعى لتيسير الدين. وتشير دار الإفتاء إلى أن الكلب هو أي حيوان ينبح، ولكن إذا كان الحيوان يشبه الكلب ولكنه لا ينبح، فلا يُعتبر كلبًا .

حالات جواز اقتناء الكلب

حسب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجوز اقتناء الكلب في ثلاث حالات محددة، وهي كالتالي:

  • يعمل كلب الحراسة على حماية الماشية من السرقة، حيث يصدر صوتاً يوقظ أصحاب الماشية عندما يرى أي شخص يحاول سرقتها، مما يساعد في منع السرقة ويعود بالنفع على أصحاب الماشية، لذلك يمكن تدريب الكلب لهذه المهمة وتربيته خارج المنزل .
  • عند حراسة الكلب للزرع، يمكن أن يتسبب في إيذاء أي شخص يقترب من الزرع، لذلك لا يجرؤ أحد على سرقته .
  • بالنسبة لصيد الحيوانات، فلا يجوز اقتناء كلب لأغراض الصيد، وذلك بسبب انتقاص الأجر للمؤمن يوميا بمقدار قيراطين. ويعتبر الكلب نجسا بنجاسة ذاتية تستمر ولا تزول بالغسيل. قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، إذا ولغ الكلب في إناء يجب أن يغسل سبع مرات، وأحد هذه المرات بالتراب. فالمقصود هو أن الكلب نجس، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام أن تغسل إناء أحدكم سبع مرات إذا ولغ فيه الكلب، وأن تكون أول هذه المرات بالتراب. وهذا يدل على أن الكلب نجس، وأن هذا الماء إذا غسل سبع مرات يطهر الإناء.

بالنسبة للرد على من يستشهد بأهل الكهف ويزعم أن اقتناء الكلب جائز، فهذا غير صحيح، لأنهم كانوا يحتاجونه فقط للصيد وليس لشيء آخر، لذلك يجوز اقتناؤه لهذا الغرض فقط، وكما نعلم أنهم كانوا أشخاص مستقيمين وتقيين، فنحسب أنهم كانوا يستيقظون مرة واحدة كل ثلاثة أيام .

هل تربية الكلاب داخل المنزل بغرض الحراسة يمنع دخول الملائكة

ورد سؤال من إحدى المتابعين لدار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، في الفترة الأخيرة عن ما إذا كان تربية الكلب في المنزل بغرض الحراسة تمنع دخول الملائكة ، فقال فأجابت دار الإفتاء أنه لا حرج في اقتناء كلي بغرض الحراسة ، وإبقاء في المنزل لتربيته ، ويشترط أن لا يكون مسعورا ، أو مخيفا ، ولا يمنع الكلب الملائكة من الدخول إلى البيت كم يزعم البعض) ،  ما فيما يخص طهارة الكلب ، والمكان المقيم فيه فالمالكية نفوا ذلك ، وقالوا أن الكلب طاهر ، ولكن من الألم أن يجعل له صاحب لبيت مكان مخصص خارج البيت ، أو يبعدونه عن مكان الصلاة تماما .

دلائل عدم جواز تربية كلب إلا لحراسة أو صيد

  • ذكر أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطًا إِلا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ). ورواه البخاري في صحيحه رقم (2322) .
  • ورد في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن من اشترى كلبًا لا يستخدمه في الصيد أو التنقل أو الحراسة، فإنه يفقد قيراطين من أجره كل يوم .
  • ورد في صحيح ابن ماجه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو صورة)، وقد صححه الألباني في هذا الحديث .

جميع هذه الأحاديث تدل على تحريم اقتناء الكلب إلا لحراسة ، أو صيد ، ولم يستثنى رسول الله من الحراسة حراسة البيوت بل يجوز اقتناء لحراسة البيت قياسا على أنه أباح تربيتها لحراسة الماشية ، أو الزرع ، لأنه طالما أجاز الرسول اقتناءه لحراسة ماشية ، أو زرع فمن الأولى اقتناؤه لحراسة الأرواح والبيوت .

طهارة الإناء عندما يولع فيه الكلب

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم، فليغسل الإناء سبع مرات، واحدة منها بالتراب”، وهذا يشير إلى أن الإناء يعتبر طاهرًا مادام لم يمسه الكلب، ولكن يعتبر غير طاهر إذا تعرض لريق الكلب .

حكم بيع الكلب

تنوعت آراء العلماء فيما يتعلق بجواز بيع الكلب، حيث اتفق الشافعية والمالكية والحنابلة على أنه غير جائز بيعه، استنادا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن بيع الكلب. أما الحنفية، فقد اختلفوا ورأوا جواز بيعه، لأنه في العموم يعتبر مالا يمكن الاستفادة منه. وقد اختلف المالكية في هذه المسألة، حيث أجاز ابن كنانة وابن نافع بيع كلب الحراسة أو الصيد، استنادا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: `من اقتنى كلبا إلا لحراسة أو صيد، فإنه ليس بشراء وبيع`. والرأي الأكثر قبولا هو أنه غير جائز بيع الكلب، ولكن في حالات الضرورة يمكن للشخص أن يلتجأ إلى رأي معين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى