حكايات عالمية من قصص الشعوب
القصص تعتبر من الأشياء البارزة جدا والتي يحبها الأطفال ويرغبون في سماعها في جميع الأوقات، وخاصة القصص العالمية المشهورة بتنوعها وقصصها المذهلة، التي تحكي قصصا عن ثقافات وعادات شعوب أخرى لنا غالبا ما نكون غير معتادين على معرفتها.
قصة من قصص الشعوب
الجرة الساحرة
كان هناك رجل عجوز يعيش في الصين القديمة، وكان يسكن في بيت صغير بجوار النهر. كان الرجل العجوز يعمل طوال حياته في صيد الأسماك من النهر. قبل وفاته، ترك الرجل العجوز لأبنائه، داي – الابن الأكبر – وتام – الابن الأصغر – بعض المال وكذلك شبكة الصيد القديمة الخاصة به. بعد وفاته، أخذ داي – الابن الأكبر – كل النقود التي تركها والده وترك لأخيه الأصغر تام شبكة الصيد. مع مرور الوقت، تحسنت أوضاع داي كثيرا، حيث بدأ يعمل في التجارة بكل الأموال التي ورثها عن والده. أما تام، الفقير الصغير الذي عانى بعد وفاة والده من الفقر والحاجة، فكانت تلك الشبكة القديمة تصطاد سمكة واحدة فقط تكفيه للعيش.
حزن تام حزن كبيرا، وقد ظهر ذلك الحزن بشكل واضح على ملامح وجهه، وفي ليلة من الليالي المقمرة جلس تام على احدى ضفتي النهر وقد كان حزين في ذلك الوقت بشكل كبير، وقد كان يفكر فيما سيفعل وكيف سياتي بأموال وكيف يعيش حياة كريمة، في تلك اللحظة قاطع تفكيره صوت رجل عجوز له لحية بيضاء وفي يده الأخرى جرة، وقد كان صوت العجوز يأتي من بعيد وأصبح يقترب من تام شيء فشيء، وعند وصول العجوز الى تام ناوله الجرة ثم قال له، خذ هذه الجرة فهي تصنع الملح وستاتي عليك وعلى اهل قريتك بكل الخير، وعندما تريد ان تصنع الملح منها عليك فقط ان تقول لها، اصنعي الملح من فضلك، وان استكفيت واردت منها ان تتوقف فقل لها، شكرا لك يكفي.
تماما، شعر تام بالفرح الكبير وشكر العجوز على هذه اللفتة الكريمة، ثم ذهب مباشرة إلى القرية. وعندما وصل إلى المنزل، توجه تام إلى الجرة وطلب منها أن تصنع الملح تماما كما فعله عمه العجوز ذو اللحية البيضاء. وفي لحظات، صنعت الجرة الكثير من الملح لتام. فسارع تام ببيع هذا الملح لأهل القرية بأسعار منخفضة، وتحسنت أوضاعه بشكل كبير، وأحبه أهل القرية. وبمرور الوقت، أصبح تام رجلا ثريا جدا.
بعدما وصلته معلومات محددة حول صناعة الملح التي يقوم بها أخوه تام، شعر داي بالحسد تجاه أخيه، فقام بمراقبته بصمت، وسمعه يقول للجرة ما يتعلمه من العجوز، فقام داي بحفظ هذا القول بسرية تامة.
: في إحدى الليالي المظلمة التي اختفى فيها القمر عن الأرض، تسلل داي إلى منزل أخيه وسرق الجرة، وبسبب خوفه من الكشف عن عملية السرقة، قرر الهروب خارج البلاد واستأجر مركبا لنقله والجرة.
فور وصول المركب، ركب داي الفور، وابتعد عن الشاطئ على الفور، وبعد بعض الوقت في البحر وعلى متن المركب، توجه داي نحو الجرة وطلب منها أن تصنع الملح، وقال لها كما سمع من شقيقه تام، “أرجوكِ صنعي الملح.
في الحالة الفورية، بدأ الملح يتدفق بكميات كبيرة من الجرة، ومع هذا الاندفاع الهائل للملح خارج الجرة، شعر داي بالفرح والرقص، لكن هذه السعادة لم تدم طويلا وانقطعت على الفور عندما امتلأ الزورق بالملح ولم يتمكن من إيقاف الجرة. لقد استمع إلى كلمات شقيقه الذي حذره ولم يكن يعلم أن هناك المزيد من النصيحة التي لم يستمع إليها. في تلك اللحظة، اكتشف داي أن المركبة تغرق فعلا، وانقلبت المركبة على الفور وغرقت في النهر، وبدأ داي يصرخ بصوت عال، ليتني لم أسرق جرة أخي الصغير، وكرر صراخه مرارا وتكرارا ولكن لم يسمعه أحد.
هذه القصة الرائعة من بين قصص الشعوب العامية تعلمنا ألا نكون طامعين وألا نحسد وألا نسرق. عندما طمع داي في جميع الأموال، لم يهتم بحالة أخيه الفقير الذي يحتاج إلى المال، وأصبح أكثر جشعا. عندما علم أن أخوه الصغير يمتلك أموالا، غار منه وحسده على الرغم من أنه يمتلك الكثير من المال. ولكن الطمع والجشع أعماه وجعله يراقب ويحاول معرفة مصدر رزق أخيه الصغير لكي يستولي عليه. وفعلا، قام الأخ الكبير بسرقة شقيقه، ولكن العقاب كان مناسبا للجريمة. عندما سرقها ولم يستطع إيقافها، غرقت المال وغرق هو معها دون أن يسمع أي صوت ينذره.