حقيقة مشروع ” الجبل الجليدي ” في الامارات
ذكرت وسائل إعلام إقليمية وعالمية أن دولة الإمارات العربية المتحدة تخطط لنقل جبلين جليديين من القطب الجنوبي إلى سواحل إمارة الفجيرة، بهدف تحسين المناخ في الدولة وزيادة كمية الأمطار والمخزون المائي، وتقليل الإنفاق على شراء المياه المعدنية، بالإضافة إلى توفير نحو 20 مليار لتر من الماء العذب الصالح للشرب، والذي سيغطي احتياجات سكان الإمارات لمدة 5 سنوات.
الترويج لفكرة المشروع
فكرة المشروع التي يتبناها المهندس الإماراتي عبد الله الشحي تعتمد على نقل الجبلين الجليديين من القطب الجنوبي إلى سواحل إمارة الفجيرة. يهدف ذلك إلى تغيير المناخ في الإمارات بشكل جذري. إذ ستؤدي وجود هاتين الكتلتين الجليديتين في منطقة ذات رطوبة عالية قرب بحر العرب إلى زيادة تكثيف بخار الماء، مما يسبب تكوين انخفاض جوي يجذب الغيوم من البحر نحو المنطقة المركزية، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة على مدار العام.
تسارعت الأخبار وأكدت بعض الجرائد والمواقع الإخبارية الأنباء حول وجود اتفاق بين شركة إماراتية ودولة الإمارات، يتم بموجبه البدء في نقل تجريبي للجبال الجليدية من القطب الجنوبي في عام 2019، عبر طرق قصيرة إلى شواطئ جنوب أفريقيا أو أستراليا، ومن ثم إلى شواطئ إمارة الفجيرة.
وزيادة في التناول للموضوع نشرت إحدى الجرائد الإماراتية تقريرا مطولا عن المشروع، ذكرت خلاله التكلفة التقديرية للمشروع، والتي قدرت مبدئيا بمبلغ 50 مليون دولار، وسيقوم أحد رواد الأعمال الإماراتيين بتمويل المشروع رائد أعمال من الإمارات العربية المتحدة بتمويله من أمواله الخاصة.
الجبل الجليدي حلم قديم
قد تم تداول فكرة نقل جبال جليدية من مواقعها في القطبين إلى مواقع أخرى، ولكن تبين أن هذه الفكرة جاءت في ظل الحروب العالمية الأولى بسبب رغبة رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرشل في استخدام جبل جليدي لصنع حاملة طائرات، ولكن تم إيقاف تنفيذ هذه الفكرة بسبب العوائق التقنية واندلاع الحرب العالمية الثانية.
وعلى ما يبدو أن الحكومة السعودية في سبعينيات القرن الماضي، رفضت هذا المقترح الذي طرح على حكومة الإمارات المتحدة منذ شهور قليلة مضت، والمدهش أن المهندس الفرنسي الذي يتعاون مع إحدى الشركات الإماراتية الآن، هو نفسه الذي عرض هذا المشروع على الحكومة السعودية من قبل، وقام السعودية بدراسته عام 1977 مع جامعة آيوا الأمريكية، وبسبب عدم جدواه لم ينفذ.
حقائق عن مشروع الجبل الجليدي
أكدت هيئة البيئة أبوظبي، أن المشروع الذي اعلنت عنه شركة إماراتية بالتعاون مع شركة فرنسية، لا يزال مجرد مقترح، يحتاج إلى دراسات جدوي عديدة لدراسة امكانية التنفيذ الفعلية، والتكلفة المالية للمشروع، وأشارت الهيئة فيما يشبه الرفض إلى أن تأثير الجبل الجليدي في مناخ دولة الإمارات العربية المتحدة سيكون محدود وسيظهر تأثيره علي المنطقة المحيطة به فقط .
وحيث أن أكبر حجم للجليد الجبلي هو 2 كم، في حين تبلغ مساحة الشواطئ الإماراتية 470 كم، فإن تأثير وجود هذا الجليد الجبلي سيكون محدودا للغاية. وفي تصريحات لمستشار الموارد المائية في هيئة البيئة في أبوظبي، الدكتور محمد داود، أشار إلى أن أكبر كتلة من الجليد التي يمكن نقلها تبلغ طولها 2 كم وعرضها من 400 إلى 500 متر ويبلغ ارتفاعها بين 200 إلى 250 متر .
بسبب حجمها الضخم، لا يمكن لهذه الشركة تغيير مناخ دولة. بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى مثل شروط النقل ونسبة انصهار الجليد أثناء النقل والطاقة المستخدمة في النقل ومقارنتها بالبدائل الأخرى، وكل هذه الأسئلة تحتاج إلى دراسات متعمقة.