حقيقة اسطورة ” ام الدويس ” في قرية “المدام”
قصة أم الدويس كاملة
ربما سمع البعض عن قرية إماراتية تركها سكانها بظروف غامضة، ثم ابتلعتها رمال الصحراء، وتركت وراءها الكثير من القصص الغامضة والأساطير المخيفة التي نقلها سكانها المحليون.
وهي قرية “المدام” التي تبعد ستين كيلومترًا عن دبي، وتحاوطها الكثير من الأسرار الغامضة، ولا أحد يعلم بالتفصيل السبب وراء ترك أهلها لها حتى تلتهمها الصحراء، وتملأ منازلها من الأسفل إلى الأعلى بالرمال، وخاصةً أن هيئة المنازل والأثاث الموجود بالداخل توحي بأن أهلها قد تركوها على عجل، ومن المُحتمل أن اللغز وراء هجرها كان هو السبب في اندلاع الأساطير والقصص الخارقة حولها.
تم تداول أسطورة تتحدث عن وجود أشباح وأرواح تجبر الأهالي على ترك المنطقة، ومن بينها قصة الجنية الشريرة التي تطارد قرية المدام والمعروفة باسم أم الدويس، وهي روح أنثوية تتميز بعيني قطة ويدها منجل. يقال إن أم الدويس كانت امرأة جميلة من الجن تتمتع بجمال خلاب ورائحة عطرة، تطارد الرجال في الليل وتفتنهم بجمالها، ثم تقوم بقتلهم وأكلهم.
تتكون القرية من صفين من المنازل، وتنتهي بمسجد يقع في وسط الصفين تحديدًا. يمكن أن يكون اللغز الذي يحيط بها وجهة مثالية للمستكشفين وعاشقي المغامرة والتشويق الذين يحاولون استكشاف هذا اللغز.
ذكرت المدونة البريطانية فانيسا بول، التي رصدت بقايا القرية في عام 2019 بعد اكتشاف أصحابها القرية أثناء رحلتهم على الطرق الوعرة: `لم تعد قرية المدام سرية`.
يقول (بول) إن غالبية الأبواب فيها مفتوحة بشكل جزئي، في حين أن بعضها الآخر لا يوجد به أبواب على الإطلاق، وبعض المنازل بها تفاصيل فنية رائعة.
على الرغم من عدم وضوح السبب وراء ترك القرويين منازلهم ورحيلهم إلى مكان يسكنه الرمال والأساطير، فمن الممكن أن يكون التفسير المنطقي هو أن العواصف الرملية القوية والمستمرة هي التي جعلت العيش في القرية مستحيلاً ودفعتهم لتركها.
قصة أم الدويس للاطفال
ينشط الكثير من الأهالي في إخبار قصص الجن لصغارهم، حيث تكون التحذيرات دائما غامضة، وفي جميع التقاليد تتضمن قصص الأشباح شخصيات متنوعة ويمكن أن تكون إما جذابة أو مقززة، ولكن في التقاليد العربية غالبا ما تكون قصص الأشباح حول الجن
وتقول إحدى ساكني الإمارات: والدتي كانت تحكي لنا قصصًا، حيث كان والدها يحكي لها في الغالب قصصًا عن تاريخ الإمارات العربية المتحدة والتاريخ الحقيقي بدلاً من الحكايات الخرافية عن الجن وغيرها من القصص التي يتم سردها قبل النوم.
وبالتالي، كانت والدتها هي التي أخبرتها بأسطورة أم الدويس، حيث قالت لها:
أم الدويس حكاية شهيرة عن جنّي أنثى، “كانت جميلة للغاية تأتي في الحي، وبدأت تنظر إلى الرجال حتى تغويهم وتحاول جذبهم، وهي ترتدي ملابس جميلة ومجوهرات، والبعض من هؤلاء الرجال كانوا ينجذبون إليها ويتبعونها، وحينما يريدون أن يقتربوا منها تتغير حتى تصبح قبيحة جدًا، ثم تقوم بقتلهم”.
وأكملت الفتاة الإماراتية قائلة: حتى اليوم، يقوم العديد من الإماراتيين عند رؤية امرأة جميلة بتسميتها دائما بلقب `أم الدويس`. والمقصود من ذلك أنهم يرون تصرفها سلبيا حيث تستخدم الكثير من مستحضرات التجميل والمجوهرات بهدف جذب رجالهم. هذه مجرد قصة تذكر لتوضيح أن الرجال لا يجذبون إلى الغرباء الجميلات. وبالرغم من أنها تعتبر قصة مضحكة لبعض الإماراتيين، إلا أنها معروفة للكثيرين.
معلومات عن أم الدويس
- تنتشر أسطورة عن جنية أنثى جميلة في قرية إماراتية غامضة تبعد 60 كيلومترًا عن دبي، و50 كيلومترًا عن مدينة الشارقة، وتُعرف هذه الجنية باسم “المدام”، وتُقال أنها تقوم بإغواء الرجال وتقتلهم.
- الأسطورة وما تداوله الأجيال حول القرية إلى مكان غامض، فجعلت القرية مقصدًا سياحيًا للبحث عن الإثارة داخل رمال صحراء الإمارات، وما تزال بقايا المنازل القديمة تُرى فيما عدا بعض المنازل التي غرقت بالكامل في بحر من الرمال، إذ تدفقت خلال النوافذ، وقامت بغمر الساحات والأثاث، إلا أن المسجد مُحتفظًا بشكله حتى هذا اليوم.
- يقال إن أسطورة أم الدويس كانت سببا في ترك سكان القرية على عجل. هناك بعض الأدلة التي تشير إلى ذلك، مثل فتح أبواب المنازل بشكل واسع وتشتت الأشياء الشخصية وغيرها من الآثار التي أثارت العديد من الأساطير، ولكن لا يوجد معلومات محددة حول الأسباب التي دفعت السكان للتخلي عن القرية. وبالتالي، انتشرت الشائعات حول وجود قوى خارقة للطبيعة مثل أم الدوي.
معلومات عن قرية الغريفة
تعتبر (الغريفة) قرية شهيرة بسبب كثرة الحكايات عنها، والتي تم تداولها عبر الأجيال حتى أصبحت أسطورة نظرا للغموض المحيط بها، مما جعلها وجهة سياحية للبحث عن الإثارة، حيث إنها قرية مهجورة من السكان لأسباب غير معروفة بالضبط، وقال أحد سكانها: إنه شاهد فيها ما بث الرعب داخله، والكثير من الحكايات والشائعات.
تقع القرية بعيدا بحوالي اثنين كيلومتر جنوب غرب منطقة المدام، وبعيدة حوالي ٦٠ كيلومترا عن دبي، و ٥٠ كيلومترا عن الشارقة، وفي الوقت المتأخر يبدو مظهرها بدائيا في الجوانب المختلفة، حيث طمست الرمال غالبية معالمها، وكأنها لم تكن مأهولة بالبشر في السابق، على الرغم من قربها من المباني والأبراج العالية، ويجدر بالذكر أن عدد سكانها الحالي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
وإن تسميتها بالغريفة يرجع لاسم منطقة (المدام) في القدم، كما اُطلق عليها اسم (سيح الغريف)، ومن الجدير بالذكر أن أول من سكنها عائلة (الكتبي) واستقرت فيها من عام 1980 إلى 1994، ولكن بعد تعرضها إلى تيارات هوائية بصورة كبيرة مما أدى إلى تحرك الرمال عام 1995 ودخولها إلى المنازل مما دفع أهلها إلى تركها.
ومعظم سكان المنطقة الأصليين انتقلوا إلى منطقة جديدة تم تجهيزها بجميع وسائل الخدمات والترفيه، لكنهم تركوا خلفهم ذكريات جميلة يشتاقون إليها من حين لآخر. يجدر بالذكر أن المنطقة الجديدة تقع بالقرب من القرية الأصلية، ولكنها تتأثر بشدة أقل بالرياح من القرية الغريفة التي تعرضت منازلها لتسرب الرمال، حتى امتدت الرمال إلى سقوف المنازل وامتلأت الأثاث والحقائب، وتسربت من النوافذ.
تتألف المنازل في هذا المكان من صفين من البيوت المتطابقة التي بنيت بشكل جيد، ويوجد مسجد في نهاية الطريق. من المحتمل أن هذه المنازل بنيت في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات كجزء من مشروع الإسكان في هذه الفترة.