حقن الخلايا المناعية في المخ يشفي من اورام المخ

تمكن الأطباء الأمريكيون في انجاز علمي جديد من علاج مريض يعاني من أورام سرطانية في الدماغ ولم يكن يستجيب لأي طريقة علاج معروفة للأورام السرطانية في المخ. كانت الأورام السرطانية قد انتشرت في جميع أنحاء جسده حتى وصلت إلى الحبل الشوكي والعمود الفقري، وكان المريض مهددا بالموت في أي لحظة. ولكن توصل الجراحون إلى طريقة مبتكرة للقضاء على جميع الأورام التي انتشرت في دماغه ..

◄ تفاصيل التجربة : تعرضت الشخص المصاب البالغ من العمر 50 عاما لعلاج مناعي يستخدم لعلاج الأورام السرطانية التي تصيب الدم وتعرف باسم اللوكيميا. ومع ذلك، كانت الطريقة المستخدمة في إعطاء العلاج فريدة من نوعها وأشار الأطباء إلى أن هذه الطريقة يمكن استخدامها لعلاج سرطانات الثدي والرئة. يطلق على الطريقة المستخدمة اسم “التقطير الخلوي”، حيث تم تحويل خلايا المناعة إلى قطرات صغيرة تحقن ببطء في التجاويف المخية وخاصة في الأماكن التي يتولد فيها السائل الشوكي. وبالتالي، انزلقت الخلايا المناعية على نفس المسار الذي يسلكه الخلايا السرطانية وتمكنت من القضاء عليها. أكد الأطباء أن الشخص تم شفاؤه تماما وكانت النتائج ممتازة. أشار الأطباء إلى وجود أكثر من 20 ألف حالة سرطان في الدماغ في الولايات المتحدة، وجميعهم يتلقون العلاج الإشعاعي والكيميائي. تعرض الشخص لتلك الأنواع من العلاج ولم يستجب لأي منها، لذلك تم تطبيق العلاج المناعي حيث تم استخلاص وتعديل خلايا المناعة النوع “تي” الخاصة به لاستهداف خلايا السرطان والقضاء عليها، ثم تم حقنها مرة أخرى في التجاويف المخية لديه .

◄اختيار الطريقة المثلى : تم استخدام العلاج الخلوي المعروف باسم CAR-T في علاج سرطان الدم، ولكن استخدامه بهذه الطريقة في علاج أورام الدماغ لم يكن معروفا سابقا. إلا أن الأطباء كانوا يستخدمون دائما أدوية مماثلة وكانت النتائج غير مشجعة. ذكروا الأطباء الجراحون أنهم ليتوصلوا إلى هذه الطريقة، قاموا بعملية جراحية لاستئصال ثلاثة أورام كبيرة الحجم، ثم حقنوا الخلايا الخاصة بهذا العلاج في مناطق مختلفة ينتشر فيها الأورام. استجاب المريض للعلاج واختفت الأورام الموجودة، ولكن سرعان ما ظهرت أورام جديدة في أماكن مختلفة، حتى وصلت إلى العمود الفقري. لذلك قرر الأطباء اللجوء إلى العلاج النهائي، وهو إدخال أنبوبة إلى دماغه في الموقع الذي يضخ السائل الشوكي، وتحتوي هذه الأنبوبة على الخلايا المناعية، لتبدأ السائل في سحب الخلايا المناعية إلى أماكن مختلفة في الدماغ. بعد 3 جلسات علاجية بنفس الطريقة، بدأت الخلايا في الاختفاء من أماكنها المختلفة، واستطاع المريض أن يعود إلى عمله بشكل طبيعي. خضع للعلاج المناعي لمدة سبعة أشهر، وبعدها استطاع العيش لمدة سنة ونصف، وكان متوقعا له أن يعيش لفترة قصيرة جدا نظرا لحالته. أكد الأطباء أن العلاج بواسطة الخلايا المناعية بهذه الطريقة لا يزال في بدايته، ويحتاج إلى العديد من التجارب والتعديلات، ولكنه يؤكد أنه علاج آمن وفعال، ولا يوجد أي ضررار أو مخاوف تتعلق به على الإطلاق .