حقائق و خرافات عن المعالجين النفسيين
للأسف، لا يزال العلاج النفسي موضوعًا مكتظًا بالعديد من الخرافات، والتي بالطبع تمنع الأشخاص من طلب المساعدة والحصول على حياة أفضل، ولكن قام الأخصائي النفسي السريري ريان هاوس بكشف الحقائق وراء العديد من الخرافات حول العلاج النفسي والمعالجين النفسيين .
خرافات عن المعالجين النفسيين :
يمكن للمعالجين تقديم المساعدة فقط إذا كانوا قد واجهوا نفس المشاكل سابقًا
يعتقد كثيرون أنه يجب على المعالجين أن يمروا بنفس المشاكل التي يعاني منها الشخص الذي يعالجونه، حتى يستطيعوا فهمه وتقديم الحلول الناجحة له. ويقول هاوس إن رغبة الأشخاص في أن يكون المعالج الخاص بهم قد مر بنفس المشاكل تكون نابعة من رغبتهم في أن يفهمهم الشخص وخوض نفس الشعور الذي يخوضونه، ولكن في الواقع، ليس مشاركة التجارب المماثلة هي الحل الوحيد، بل يمكن للمعالج أن يستفيد من التدريب والخبرة والتجارب الشخصية لفهم الشخص ومساعدته .
يتم تقديم العلاج النفسي للأشخاص الذين يعانون من حالات خطيرة فقط
بعض الناس يعتقدون أنه يجب أن يتم تشخيص الفرد باضطراب نفسي أو أن يعاني معاناة شديدة من أجل البحث عن العلاج ، وقد أظهرت الأبحاث أن معظم الأزواج على سبيل المثال ينتظرون حوالي ست سنوات قبل الحصول على المساعدة ، وهذا الانتظار لا يؤدي إلا إلى تفاقم المشاكل ويجعلها أكثر صعوبة عند فكها وحلها ، كما أن هناك العديد من الحالات التي يحتاج الناس فيها إلى المعالجين .
ووفقا لاستطلاع للرأي الذي أجرته مؤسسة هاريس في عام 2004، تلقى 27% من البالغين العلاج في مجال الصحة العقلية خلال عامين من ذلك العام، ومن بينهم 30 مليون شخص طلبوا العلاج النفسي. يقول هويس أن الناس يذهبون إلى العلاج للتعامل مع الاضطرابات والعلاقات والإجهاد والحزن، لتعلم كيفية العيش بشكل أفضل. لذلك، يجب على الناس أن يدركوا أنه ليس هناك شيء مخزي في الرغبة في الحصول على حياة أفضل .
– جميع المعالجين النفسين مشجعين ومتعاطفين :
وفقا لهاوس فإن معظم المعالجين مشجعين ومتعاطفين ، وبعض المعالجين النفسيين يؤكدون على ضرورة الدعم الدافئ وفعاليته أكثر من كافة العلاجات الأخرى ، ولكن بالتأكيد ليس كل المعالجين يعملون بهذه الطريقة ، فمن واجب المعالجين أيضا تحدي وتثقيف المرضى .
– المعالجون النفسيون يفعلون كل شيء من أجل المال :
إذا قام المعالجون بهذا من أجل الحصول على المال، فيمكنهم اختيار مهن أخرى، وكما قال هاوس، إذا أراد المعالجون الحصول على المال، يمكنهم الالتحاق بكلية إدارة الأعمال أو كلية الحقوق بدلا من دراسة العلاج النفسي، وأضاف أن المعالجين الذين ينجحون في هذا العمل لديهم احترام كبير للإنسانية ولا يوجد لديهم مراقب إلا الله سبحانه وتعالى وليس المال .
– العلاج النفسي يعتمد على الحس السليم :
غالباً ما تسمع أن العلاج النفسي لا معنى له لأن جميع المعالجين يقومون بإعادة نشر المعرفة المشتركة ، ولكن وفقا لهاوس فإن الحس السليم هو الحكمة التي تنطبق على الجميع ، أما العلاج فهو يعطي البصيرة والتي تكون حكمة فريدة من نوعها بالنسبة لك ، فالمعالج يكون مدرب للعمل على فهم آرائك و توجيهك بشكل سليم للوصول إلى أهدافك .
– العلاج لا جدوى منه حين يمتلك المريض أصدقاء يمكنه الحديث معهم :
في ثقافتنا، يوجد اعتقاد شائع بأن دعم الأصدقاء الجيدين يمكن أن يحل محل العلاج، وبالطبع، الدعم الاجتماعي مهم للجميع، خاصة عندما يكون الشخص في محنة. يقول هاوس أن الأصدقاء يقدمون الحب والدعم والحكمة التي لا تقدر بثمن، ولكن العلاج يختلف كثيرا عن العلاقات مع الأصدقاء والعائلة. يمتلك المعالجون المهنيون المدربون تدريبا عاليا في تشخيص وعلاج المشكلات المعرفية والعاطفية والسلوكية .
كذلك إن الشخص يكون أكثر عرضة للرقابة على نفسه عندما يتحدث مع الأصدقاء ، فهو لن سيحاول أن لا يؤذيهم بمشاعره أو لن يصارحهم بكل ما يريد قوله عن تصوره عن نفسه أو الآخرين ، أما مع المعالج النفسي فإنه سيكون أكثر حرية ، بالإضافة إلى أن جلسة العلاج ستكون سرية تماماً ولن يقوم المعالج بإفشاء أسرار المرضى ابداً .
– الأشخاص الذين يخضعون للعلاج النفسي يكونون ضعفاء :
من المؤسف أن الناس ينظرون إلى من يعانون من مخاوف عاطفية أو معرفية على أنهم يعانون من خلل أخلاقي أو عيوب في الشخصية. يقول هاوس: هل الأشخاص الذين يذهبون إلى المدرسة هم في الواقع ضعفاء جدا لتعلمهم؟ أو الأشخاص الذين يذهبون إلى الأطباء هم ضعفاء لمعالجة أنفسهم؟ بالطبع لا، لذلك يجب عدم النظر إلى مشاكلنا الخاصة على أنها ضعف وعيب في الشخصية، بل في كثير من الأحيان يتطلب طلب المساعدة قوة أكبر من البقاء على قيد الحياة مع مشاكلنا .