منوعات

حقائق ومعلومات عن مشروع حبقوق

تعتبر الحرب العالمية الثانية من أكبر الأسباب التي دفعت قوات التحالف إلى اتخاذ التدابير اللازمة واتخاذ الحيطة والحذر لتجهيز نفسها بأفضل تجهيزاتها وقوتها للفوز في الحرب. بعد أن كانت القوات النازية تفوقت على قوات التحالف التي كانت مفاجأة لدخولها الحرب .

دفع هذا الأمر قوات التحالف إلى التحضير بكامل قوتها واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمساعدتها على الفوز في المعركة. كما عملت على تعزيز وتطوير الأسطول البحري والأسطول العسكري وتعزيز الدفاع الجوي، وقد استخدموا من بين المواد المتاحة الفولاذ، الذي يعد من المواد النادرة حاليا.

الاستعداد لمشروع حبقوق
من أكثر الامور التي اهتمت بها قوات التحالف هي العمل على اعداد اسطول بحري قوي قادر على المواجهة والصمود ، فخلال الحرب العالمية الثانية واجه الاسطول البريطاني معارك عديدة وكبيرة ضد غواصات U _ boats  الألمانية ، وكانت تلك المعارك تحديدا في شمال المحيط الأطلسي ، وخلال تلك المعارك كان كل سفن امدادات تمر من اجل قوات التحالف كان يتم اغراقها على يد الغواصة U-boats  .

نتيجة لتلك الهزيمة الكبيرة، شعرت قوات التحالف بالذعر والخوف، مما دفعهم للتحضير لحالة الطوارئ القصوى. وعملت قوات التحالف على البحث عن حلول لنقل الإمدادات إلى القوات، واقترحوا استخدام الطائرات لنقل الإمدادات إلى السفن. ولكن كان هناك صعوبة في تحليق الطائرات فوق المحيط دون استخدام حاملات الطائرات، وكان من الصعب توفير الحبال اللازمة للطائرات. فهو يتطلب كمية كبيرة من الفولاذ، وهذا أمر صعب التوفر.

كانت احتياجات قوات التحالف تتمثل في تزويد السفن بالمعدات والإمدادات باستخدام الطائرات، وذلك من خلال الهبوط ونقل الإمدادات والانطلاق مرة أخرى، مع الحفاظ على الموارد والإمدادات المتبقية. وظهر قائد يقدم فكرة جديدة لحل هذه الأزمة بسرعة .

طرح العالم البريطاني جوفري بايك، الذي كان في ذلك الوقت يشغل منصب قيادي في القوات البريطانية وكان القائد الأعلى للقوات في مركز العمليات المشتركة، فكرة مبتكرة قادرة على حل الأزمة بشكل كامل، وتتمثل هذه الفكرة في تصنيع حامل طائرات من الجليد.

تعتمد فكرة جوفري بايك على أن الجليد هو مادة صلبة لا تغرق، وأنه يمكن إصلاحه بسهولة عن طريق تجميده وتثبيته بالجليد الآخر الذي به ضرر، ومن هنا تنشأ التساؤلات حول مصدر الجليد، ولكن جوفري كان دائما يفضل الأفكار الغريبة والمفاجئة، ولذلك اقترح أن يتم الحصول على الجليد من جبل جليدي موجود في القارة المتجمدة الجنوبية، ويتم اقتطاعه وسحبه إلى المحي .

وبهذا، يمكن لقوات التحالف استخدام الجليد في نقل الإمدادات من الطائرة دون أن تتعرض الطائرات لأي ضرر. وكان بايك لديه قدرة على الإقناع، حيث عمل على إقناع القائد الأعلى بالفكرة، والذي بدوره عمل على إقناع تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الذي أعجب بالفكرة وأمر بتنفيذها .

مشروع حبقوق السري
أحب تشرشل الفكرة وأطلق عليها اسم (مشروع حبقوق)، وحبقوق هو اسم نبي من أنبياء بني إسرائيل ومذكور في الإنجيل. تم البدء في تنفيذ المشروع فعلا، حيث خطط العالم بايك للحامل المصنوع من الجليد، والذي يبلغ طوله حوالي 609 مترا وعرضه حوالي 91 مترا. كما خطط لتجهيز الحامل بأبراج تحمل مدافع مزدوجة، وكذلك قدم بايك مهبطا يمكنه استيعاب 150 طائرة. وعلى الرغم من ذلك، كان هناك مشكلة تتمثل في أن الجليد يمكن أن يذوب، لكن العالم بايك عمل على حل هذه المشكلة من خلال تجهيز الجليد بأجهزة تبريد لمنع ذوبانه .

ومع ذلك، ظهرت مشكلة أخرى وهي أن الجليد كان هشًا جدًا ومعرضًا للتكسر، لكن من الحسن الحظ كان هناك باحثان اكتشفا مادة من خلال خلط الخشب مع الماء لتنتج مادة أقوى من الجليد الطبيعي وأقوى من الخرسانة، وبهذا نجح مشروع حبقوق الذي كلف 700 ألف جنية إسترليني .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى