حقائق مدهشة عن السندباد البحري
سندباد هذا الشاب الوسيم والبطل الذي يستطيع أن يسافر بين بلاد ما وراء البحار والجزر الأسطورية خلال رحلاته السبع في المحيط الهندي ، وتعد شخصية السندباد البحري من أكثر الشخصيات الاسطورية البارزة في تاريخ الادب العربي ، وقد كانت بداية ظهور قصة سندباد البحري ضمن قصص ألف ليلة وليلة .
هناك عدة استنتاجات تشير إلى أن رواية ألف ليلة وليلة كانت تدور في العاصمة العراقية بغداد، وتحديدا في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد. ولكن الأمر الذي دفع بعض المؤرخين للاعتقاد بأن شخصية سندباد البحري حقيقية هو عدم وجود قصته في عدد من نسخ رواية ألف ليلة وليلة القديمة .
معنى اسم سندباد
يعود أصل اسم سندباد إلى اللغة الفارسية، وينقسم إلى جزئين وهما (سند)، الذي يشير إلى نهر السند الشهير في باكستان، و(باد) الذي يعني الزعيم أو القائد، أي زعيم نهر السند. ولذلك، يعتقد المؤرخون أن سندباد كان بحارا من بلاد فارس يشتهر بحبه للسفر والتجوال، واشتهر بشجاعته الكبيرة في مواجهة مخاطر البحار، مما جعل قصته تنتقل بين الناس عبر الأجيال حتى أصبح أسطورة.
هل سندباد شخصية حقيقية ؟
قد اختلفوا أصحاب نظرية أن سندباد شخصية حقيقة فيما بينهم حول أصول شخصية سندباد ومن أين اتى ، فالبعض يعتقد أن قصة سندباد تحكي عن أحد التجار الفرس الذين اشتهروا برحلاتهم الطويلة من بطول نهر السند إلى الصين والهند ، ويدعى هذا التاجر(سليمان سيراف) وهو أول من عرف منطقة الشرق الأوسط وبلاد الفرس على الحرير عام 775 ، وكانت آخر الرحلات التي قام بها سيراف إلى بلاد الصين وسط مناخ قاسي للغاية مما جعل أهل بلدته يعتقدون أنه توفى ، ولكنه عاد لهم محمل بالمجوهرات والتوابل والحرير ، ويرجح أصحاب هذه النظرية انه بعد وفاة سليمان سيراف تداولت قصصه وبطولته بين أهل الفرس والعرب تحت اسم سندباد .
يعتقد بعض الناس في سلطنة عُمان أن مدينة صحاري هي مسقط رأس سندباد، حيث كان يبحر من الميناء البحري فيها إلى ميناء البصرة في العراق ومن ثم إلى الصين والهند، ولذلك كانت مدينة صحاري تُعرف سابقاً باسم “بوابة الصين” بسبب الرحلات التجارية التي تنطلق منها .
تم جمع قصة سندباد من الأدب الإغريقي واليوناني
هناك نظرية ثالثة ترجع أصول قصة سندباد البحرية إلى عدد من قصص الملوك والشخصيات الأسطورية في الأدب اليوناني والإغريقي. فقد تشابهت رحلات ومغامرات سندباد البحرية مع رواية شهيرة في الأدب اليوناني تعرف باسم (الأوديسة)، وظهر هذا التشابه بشكل قوي في شخصية الوحش الذي يأكل لحوم البشر ويظهر في الرحلة الثالثة لسندباد مع الوحش المعروف باسم بوليفيموس خلال رواية (الأوديسة) .
تشابهت أيضا قصة سندباد البحر ورحلاته السبع مع إحدى قصص الملوك الإغريق، حيث تم دفن سندباد أثناء رحلته الرابعة في مغارة الموتى، ولكنه تمكن من الهروب من هذه المغارة بمساعدة بعض الحيوانات التي تتغذى على جثث الموتى، وهرب من خلال أنفاق صغيرة حفرتها هذه الحيوانات، وتطابقت هذه القصة تماما مع قصة الملك الإغريقي أريستومنيسس ملك ميسينيا وصراعه مع أسبرط .
تنوعت الأعمال الفنية بين أفلام سينمائية عالمية ومحلية، وعروض مسرحية، وأفلام كارتونية للأطفال التي تناولت شخصية سندباد البحري وحققت نجاحًا كبيرًا. وبالتأكيد، سيظل سندباد بطلًا خارقًا يحبه الكبار والصغار سواء كانت قصته حقيقية أو خيالية .