يعمل العلماء على البحث عن كواكب جديدة خارج المجموعة الشمسية، وذلك لاكتشاف كوكب يمكن للبشر العيش عليه بشكل مشابه للأرض. تم اكتشاف كوكب بروكسيما بي الذي يشبه كوكب الأرض مؤخرا، وجرت عليه عدة أبحاث لدراسته بشكل جيد .
كيفية اكتشاف كوكب بروكسيما بي :
استطاع فريق علماء الفلك الذي يضم واحدا وثلاثين عالما التوصل إلى وجود كوكب بروكسيما بي. لقد اكتشفوا وجود كوكب صخري مشابه للأرض يدور حول أقرب نجم للشمس، وهذا الكوكب يوجد بعيدا عن المجموعة الشمسية بمسافة تقدر بحوالي 4.2 سنة ضوئية، أي حوالي أربعين ترليون كيلومتر. يقع هذا الكوكب بالقرب من النجم القزم الأحمر المعروف باسم بروكسيما سنتور .
تمكن العلماء من الحصول على معلومات أولية حول ظهور كوكب قريب من الأرض يدور حول نجم مظلم في عام 2013م. ومع ذلك، كانوا بحاجة إلى رصده باستخدام أدوات دقيقة، لذلك استعانوا بتلسكوب المرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، الذي أفادهم بوجود تغيرات في لون النجم المظلم. وقد قاموا بقياس كتلته، التي تبين أنها أكبر من كتلة الأرض، واكتشفوا أن هذا الكوكب يدور حول النجم على مسافة قريبة .
اقتراب كوكب بروكسيما بي من الأرض :
كما ذكرنا أن علماء الفلك لاحظوا قرب كوكب بروكسيما بي من كوكب الأرض ، و قد تم اعتباره أنه من ضمن 3500 كوكب الذين يقعوا في مسافات قريبة جداً من الأرض و يتواجدوا خارج المجموعة الشمسية ، و قد أدى هذا القرب من كوكب الأرض إلى إتاحة الفرصة للعلماء من أجل التقاط مجموعة صور كثيرة و دقيقة لهذا الكوكب الجديد .
كان الهدف من هذه الصور الحصول على أكبر عدد من الصور المفصلة التي تمكنهم من دراسة الكوكب ومعرفة ما إذا كان يحتوي على ماء أو يمتلك غلافا جويا، حيث تعتبر هذه الأشياء أساسية لوجود الحياة على أي كوكب مثل كوكب الأرض، لذلك قضى العلماء بعض الوقت لإتمام هذه الدراسات والتأكد من المعلومات، ونتيجة لتشابه هذا الكوكب مع كوكب الأرض فإن هناك احتمالية واردة للعيش على سطحه .
إمكانية الحياة على كوكب بروكسيما بي :
توالت الأبحاث من أجل الكشف عن حقيقة كوكب بروكسيما بي الشبيه بالأرض ، و قد صرح عالم الفضاء المشهور ” غوليم إسكودو ” في العالم الماضي بأن هذا الكوكب يوجد به غيوم و نباتات ، مما فتح الباب أمام إحتمالية الحياه عليه ، إلا أن وكالة الفضاء الأمريكية ” ناسا ” أوضحت أن كوكب بروكسيما بي ينتمي إلى الكواكب الغير صالحة للحياة على الإطلاق ، و ذلك طبقاً لمجموعة من الدراسات التي كشفوا عنها .
أعلن الباحثون في وكالة ناسا أن معظم الكواكب التي تدور حول النجوم القزمة الحمراء غير قادرة على استضافة أي نوع من الحياة، وينطبق هذا أيضا على كوكب بروكسيما بي، والسبب يعود إلى تأثير هذه الكواكب بالأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية التي تنبعث من تلك النجوم، وتؤدي إلى القضاء على جميع مكونات الحياة، حيث لا يتوفر الأكسجين في الغلاف الجوي للكوكب، بالإضافة إلى عدم وجود مياه سائلة على سطحه .
يوضح الباحثون في “ناسا” أن كوكب بروكسيما بي يتعرض لتلك الأشعة السينية التي تصدر من النجوم القزمة الحمراء كل ساعتين، وهذا يعني أن الغلاف الجوي لهذا الكوكب فقد كل الأكسجين الموجود به خلال 10 ملايين سنة، مما يمحي تماما أي احتمالية للحياة على سطحه، وقد كشفت الأبحاث الأخرى عن أن العام على كوكب بروكسيما بي يساوي 11.2 يوما على الأرض، بينما تقترب درجة حرارته على سطحه من الصفر .