حقائق عن قانون الجزر وعلاقته بأحجام الحيوانات
ربما سمع بعض الناس من قبل عن التنين كومود، الذي يصل طوله إلى ١٠ أقدام أي ٣ أمتار، ويزن ٣٠٠ رطل أي ١٣٦ كجم، ويعد أكبر سحلية في العالم، كما أن طيور الفيل كانت تعيش في جزيرة مدغشقر حتى انقرضت منذ حوالي ألف عام، ولكن فيما بعد، ظهرت نسخ مصغرة من هذه الحيوانات لتعيش على الجزر مرة أخرى، مثل فرس النهر القزم والماموث. ولكن هناك سؤال واحد محير وهو: هل يجعل العيش على الجزر الكائنات كبيرة أم قصيرة؟ ولكن الإجابة المختصرة لهذا السؤال هي كلاهما
أطلق العلماء على هذا “قانون الجزر”، ويصف هذا القانون التناقض الظاهر في نمو بعض الحيوانات. يظهر هذا القانون بوضوح في الأنواع الكبيرة مثل الفيلة وفرس النهر، حيث تكون أحجامها أصغر إذا انتشرت في بيئة الجزر، بينما تميل الحيوانات الصغيرة مثل القوارض والحشرات إلى أن تكون أكبر. وهذا يشير إلى وجود ظاهرة غريبة تحدث للحيوانات المعيشة على الجزر مقارنة بتلك التي تعيش على اليابسة .
أسباب تغير حجم الحيوانات في قاعدة فوستر :
أول من أشار إلى هذه الظاهرة هو بريستول فوستر، وهذا هو السبب في تسميتها قاعدة فوستر، حيث قام العالم الصغير فوستر بتوضيح ملاحظاته حول هذه الظاهرة في برنامج الدكتوراه الخاص به في عام ١٩٦٩، وقد أدت هذه الملاحظات إلى نتائج مثيرة في هذا المجال. كما أن فوستر قدم أيضا ملاحظتين غريبتين في هذا المجال، وباختصار فإن فوستر يعتقد أن المخلوقات الصغيرة سوف تواجه كل من الحيوانات المفترسة والمنافسين الأصغر في بيئة الجزيرة، وهذا سيتيح لهم الفرصة ليصبحوا أكبر حجما. ومع ذلك، الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة لا تقلق كثيرا من الحيوانات المفترسة أو المنافسين – حيث يكون الاهتمام الرئيسي لهم هو نقص الموارد اللازمة للاستمرار على قيد الحياة، وبالتالي يكون المكان الصغير هو المناسب لهم للعيش والنجاة.
يوجد شئ هام وجدير بالذكر هو أن التغير في الحجم الذي يصيب الكثير من الكائنات الجزرية ليس واسع الانتشار فقط ولكنه أيضا سريع بدرجة لا تصدق فمثلا حيوان الماموث الذي يعيش في جزيرة رانجل قبالة ساحل سيبيريا انخفض من ستة أطنان إلى طنين على مدى 5000 سنة فقط. وهذه المدة تعتبر غمضة عين بالنسبة للمصطلحات التطورية، لذلك مهما كانت قيمة تغير حجم حيوانات الجزيرة فانه لا يمكن تغافل نظرية الانتقاء الطبيعي .
نظرية تيد كيس :
في عام 1978، ألقى العالم البيولوجي الآخر تيد كيس نظرة على حكم فوستر ووجد أنه مثير للاهتمام ولكن غير مكتمل. لاحظ أن الأماكن الصغيرة تصبح أكبر مع الوقت وأكثر تعقيدا بسبب التكاثر الخلوي. على سبيل المثال، لاحظ تيد أن حيوان التشيكولا، وهو نوع من الزواحف التي درسها عن كثب، يميل أحيانا إلى العيش على جزيرة وأن يكون كبير الحجم، في حين يكون أحيانا صغير الحجم. لقد سجلت هذه الملاحظات أيضا على زوجين من الثعابين المماثلة لفصيلة التشيكولا، وهذا قد يتعارض مع نظرية فوستر التي تم شرحها سابقا .
الفرق بين حجم الحيوانات على اليابس وحجمها على الجزر :
على اليابس، يكون حجم الأفعى الجرسية الماسية الحمراء أكبر مرتين من الأفعى الجرسية، أما في جزيرة أنخيل دي لا غوارديا، فان أحجامهم معكوسة، جوهر القضية هو أنه ليس فقط الجزيرة هي المسؤولة عن تغيير حجم الحيوانات ولكن أيضا الفضاء البيئي حولها مسؤول عن هذا، وقد وجد تحليل جيني لهذه الثعابين على سبيل المثال أن الأفعى المرقطة قد تباعدت أكثر من مثيلاتها في اليابس من الماس الأحمر الذي كان لديه، مما يعني أن الأول ربما وصل قبل هذا الأخير بوقت طويل، حتى في الوقت الذي هبطت أفعى الماس الحمراء على أنخيل دي لا غواردا، لم يكن هناك مساحة لأفعى كبيرة. كان عليه أن يتقلص من أجل العثور على مكانته.
علاقة استهلاك الطاقة بحجم الحيوانات :
وفيما يتعلق باستهلاك الطاقة، فإن كلا من الأحجام الكبيرة والصغيرة لها فوائدها وعيوبها، فالحيوانات الكبيرة تفعل أفضل عندما يتعلق الأمر بالتنافس على الموارد، وأنها أفضل بكثير في تخزين الطاقة، ولكن الحيوانات الصغيرة تحتاج إلى موارد أقل لتبدأ، وتميل إلى البقاء على قيد الحياة في الأحداث الكارثية مثل الفيضانات والحرائق.