حقائق عن الجوع المدبر ” هولودمور ” في أوكرانيا
هولدمور” هو مصطلح أوكراني يعني الإبادة الجماعية باستخدام الجوع المدبر. حدث هولدمور في أوكرانيا في عامي 1932 و 1933، وكانت مدبرة من قبل السلطات السوفيتية بقصد إعاقة النزعة الوطنية الأوكرانية. قامت الحكومة بإغلاق الحدود وإلغاء الملكية الخاصة للأراضي وتحويل جميع الأراضي إلى مزارع تعاونية تحت إشراف وإدارة الدولة، ومصادرة الحبوب الضرورية المخزنة التي تخص العام القادم للزراعة، واتخذت قرارات أخرى مدبرة تسببت في حدوث المجاعة أو بالأحرى الإبادة الجماعية.
ما معنى هولودمور ؟
هو مصطلح يطلق على مفهوم الإبادة الجماعية باستخدام أسلوب التجويع أي مجاعة مدبرة وقد حدثت هولودمور في أوكرانيا عامي 1932،1933 أي أنها استمرت لعامين متتالين مما أدى إلى تناقص عدد سكان أوكرانيا بنسبة كبيرة تصل على خمس عدد السكان، ولم يكن السبب الحقيقي وراء حدوث هذه المجاعة معروف في ذلك الوقت، وظل مجهولًا لسنوات طويلة حتى استطاع المؤرخ المعروف “روبرت كونكست” في عام 1986 التوصل إلى الأسباب الحقيقية وراء هولودمور ونشرها في كتاب يحمل عنوان “حصاد الأسى”.
الأسباب الحقيقية وراء الـ هولودمور ؟
في كتابه `حصاد الأسى`، قام الباحث والمؤرخ روبرت كونكست بشرح وتوضيح الأسباب الحقيقية والأهداف الخفية وراء حدوث المجاعة وقد تمكن بعد فترة طويلة من إثبات أنها كانت مدبرة من قبل السلطات السوفيتية. في السابق، كان الاعتقاد السائد أن المجاعة حدثت نتيجة للمشكلات الاقتصادية التي نجمت عن التغييرات الاقتصادية المتمثلة في تحويل الاقتصاد السوفيتي إلى اقتصاد صناعي. وأوضح كونكست أن السلطات السوفيتية قصدت حدوث المجاعة كوسيلة لاستهداف النزعة الوطنية الأوكرانية، حيث كانت أوكرانيا لفترة طويلة تعتبر `سلة الخبز` لأوروبا، مما يعني أن حدوث مجاعة من هذا النوع، التي أودت بحياة الملايين من الأوكرانيين، كان أمرا صعبا.
إبادة جماعية :
اعتبر البرلمان والحكومة الأوكرانية هذه الأحداث، والتي تعود لفاعل معين، بمثابة الإبادة الجماعية، حيث راح ضحية هذه المجاعة أكثر من ثلاثة ملايين أوكراني في غضون عامين، وتوضح حجم الكارثة التي حدثت في أوكرانيا خلال هذه الفترة، والتي لم تتجاوز العامين. ولذلك وصفت العديد من الدول والبرلمان الأوكراني هذه الأحداث بأنها إبادة جماعية. اعتبرت الأراضي الأوكرانية في تركيبة الكتاب بونا شاسعا مترامي الأطراف، كإشارة إلى معسكر الاعتقال النازي الذي كان يحمل نفس الاسم وحجم الممارسات الوحشية التي كانت تحدث فيه.
أحداث متسلسلة بدأت منذ عام 1929 :
بدأت هذه الأحداث بأسلوب مدبر متسلسل مثل كل الجرائم عبر التاريخ فقد بدأت بمرحلة القمع السياسي للفلاحين في عام 1929 والتي شملت اعتقالات في جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي والتي كانت تستهدف الفلاحيين ميسوري الحال، تم بعدها إلغاء الملكية الخاصة للأراضي وتحويل جميع الأراضي إلى مزارع تعاونية تحت إشراف وإدارة الدولة وإجبار ما تبقى من الفلاحين للعمل في هذه المزارع مقابل أجر بسيط.
بدأ الفلاحون مرحلة المقاومة ورفضوا الأوامر، مما اضطر الحكومة إلى زيادة الحصص المطلوبة من الفلاحين في إنتاج الحبوب لصالح الحكومة. وصلت هذه الحصص إلى مستويات تعجيزية كعقاب للمزارعين الذين قاموا بالاحتجاج أو التعبير عن اعتراضهم على هذه القرارات، وفي بعض الأحيان تم هدم منازلهم ومصادرة أكياس الحبوب الخاصة بهم.
في عام 1932 بدأت المجاعة تجتاح أوكرانيا في شكل مخيف مما أدى إلى وفاة الكثيرين نتيجة الإجراءات التي قامت بها الحكومة حيث تم إغلاق الحدود ومصادرة الحبوب الضرورية المخزنة والتي تخص العام القادم للزراعة، وغير ذلك من القرارات التي وصفت بالمدبرة مما عمل على حدوث المجاعة أو بالأصح الإبادة الجماعية.