حفلات العرس في بلاد المغرب العربي
تمتاز بلاد المغرب العربي بتميزها الفريد من حيث الطبيعية الجغرافية و الجمال الطبيعي الذي حباها الله به ، و كذلك قربها من بلاد الأندلس و كانت مهد لفتح الإسلامي لأسبانيا في القدم ، و كذلك تمتاز بحفاظها على التراث الشعبي و التاريخي و سوف نستعرض جانب من هذا التراث لحفلات العرس التي تقام في البادية .
يتناولُ الأفرحُ في منطقة بوعروس، وهي قبيلةٌ من قبائل المنطقة الحبابية التابعة لإقليم ناونات، ولا تُشِبِّهُ كباقي المناطق، فتحرصُ على العادات والتقاليد التي تورِّثَتْها من الأجداد عبر التاريخ، ويَظْهَرُ هذا في حفلات الزفاف .
يحرص الناس هناك على الالتزام بالعادات والتقاليد التي ورثوها من الأجداد، في تلك المنطقة يقوم الشاب بمختارة الفتاة التي يرغب في الزواج منها، وإذا لم يحظ برضا والديه يختارون له شريكة أخرى، ثم يقومون بزيارة أهل الفتاة وإذا تمت الموافقة، يتم تنظيم خطوبة في غضون ثلاثة أيام، ويطلق على العريس في تلك المنطقة لقب `ضيف الله`، وبعد الخطوبة الأولى يذهب والد العريس برفقة بعض الأشخاص من سكان القرية لقراءة ما تيسر من القرآن وتشاور والد العروسة حول المهر وكمية المحاصيل التي يقدمها أهل العريس لأهل العروسة، وتحديد موعد لإقامة الزواج.
بعد الاتفاق، يقومأهل العريس بدفع مبلغ من المال لأهل العروسة لشراء مستلزمات الفرح. ثم يتم قراءة القرآن وسورة الفاتحة، وبعد ذلك يتم الاستعداد لحفل الزفاف. بعد استلام الصداق، يقوم أهل العروسة بالذهاب إلى السوق لشراء ما يحتاجه العروس، ولكن لا يتم شراء الذهب
يُعَقَّدُ السوق في هذه المنطقة أسبوعيًا كل يوم سبت، ويقوم الأب بشراء كل ما يحتاجه ابنته من السوق، بما في ذلك غرفة النوم، وهذه العادة قديمة، حيث يقوم الأب بشراء كل شيء في هذه المنطقة .
مرحلة الربط تسمى مرحلة الحناء، حيث يتم الاستحمام بالورد والقرنفل والريحان قبل الحناء. يكون الاستحمام تقليديا، ثم تخرج المرأة ترتدي ثوبا أبيض وتسرح شعرها وتربطه بخيوط من الصوف. تبدأ عملية الحناء في اليوم الأول على الرأس، وفي اليوم الثاني على اليدين والقدمين، وتوضع أساور من الصوف على اليدين والقدمين. ويجب أن تكون المرأة التي تقوم بعملية الحناء متزوجة مرة واحدة .
تُعرف أهل القرية بمكان العرس من خلال الرايات المعلقة على المنازل، حيث يتم وضع راية بيضاء وحمراء على المنزل الذي يقام فيه العرس. يتجمع الأصدقاء والأقارب لتهنئة العريس، ويقوم أهل العريس بتركيب خيمة لاستقبال التهاني بالعرس حتى ينتهي الحفل .
كما أن لعريس حناء أيضًا تتم بعد حنه العروس بيوم و يرتدي الثياب البيضاء ، ثم يخرج خارج المنزل و من حوليه الأهل و يقوموا بقراءة الأذكار حتى يدخل إلي المنزل ، و تقوم عجوز بوضع الحناء لعريس و يقوم الأهل بوضع النقود لعريس أثناء عمل الحناء ، ثم بقوموا بإخراج العروس و يبدوأ في الإحتفال في بيتها و تقوم النساء بطهى الطعام التقليدي في الآنية التقليدية .
لا يتجهز العروس بنفسها، بل يأتي أحد أعمامها ويحملها من المنزل إلى الحصان الذي ستركبه. يرافقها أخوها ويتبعها في العربة التقليدية. يعتبر وجود الفرق الفلكلورية ضروريا ومهما في هذه المنطقة لاحتفال الزفاف التقليدي. بعد ذلك، يذهب العريس في زفة إلى العروس ويحمل قالبا من السكر. يستقبل أهل العريس العروسة ويساعدونها على النزول من عربتها، ثم يقومون بإخراج المدونة التي تحتوي على الطحين. تضع العروسة يدها في المدونة وتدخل إلى مكانها، في حين يقوم أهل العريس بإطلاق البارود (إطلاق النار في السماء)، وتسمعه العروسة وأهلها. يقوم أفراد عائلة العريس بتوفير جميع احتياجات العروسة من طحين ودقيق وملابس وحلويات .