حروق الدرجة الاولى
الحروق من بين الإصابات الشائعة التي يتعرض لها العديد من الأشخاص يومياً، وتختلف حدتها والآلام والمضاعفات التي تسببها بناءً على درجتها، وتصنف إلى ثلاث درجات وهي حروق الدرجة الأولى والثانية والثالثة، وتعتبر حروق الدرجة الأولى الأبسط.
أعراض حروق الدرجة الأولى
تؤثر حروق الدرجة الأولى التي تعرف كذلك بالحروق أو الجروح السطحية على الطبقة الأولى من الجلد، وهي واحدة من أكثر أشكال الجروح التي تصيب الجلد بساطة فعادة علاجها لا يتطلب تدخل طبي، لكن في بعض الأحيان قد تصيب الحروق السطحية منطقة كبيرة من الجلد أو تكون مؤلمة للغاية وفي هذه الحالة تستدعي التدخل الطبي.
على الرغم من أن الأعراض المصاحبة للحروق من الدرجة الأولى تكون بسيطة وتختفي خلال بضعة أيام، إلا أن الأعراض الشائعة التي يمكن ملاحظتها عند التعرض للحروق تشمل:
- تغير لون الجلد للون الأحمر.
- تورم المنطقة المصابة.
- جفاف الجلد والرغبة في حكه.
- يتغير لون الجلد إلى الأبيض عند الضغط عليه برفق.
- حساسية لمس المنطقة المصابة.
في حروق الدرجة الأولى عادةً ما يكون الشعور بالألم وتورم المنطقة المصابة بسيط، كما أن الجلد يبدأ في التقشير بعد يوم أو أكثر من الإصابة، وذلك بالنسبة للجروح البسيطة التي تغطي مساحة صغيرة من الجلد لكن في حالة كان الحرق يغطي مساحة أكبر من سطح الجلد فستزيد حدة الألم والتورم المصاحب لها، كما أن مدة التئامها وشفائها تتطلب وقت أطول من الجروح الصغيرة.
أسباب حروق الدرجة الأولى
توجد عدة أسباب تؤدي لإصابة الأشخاص بالحروق من الدرجة الأولى، وعادة ما تنتج هذه الحروق عن حوادث السيارات أو حوادث المطبخ أو حوادث إصلاح الأعطال الكهربائية، ومن بين الأسباب الشائعة للإصابة بالحروق الدرجة الأولى هي:
- يمكن أن يتسبب التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة دون استخدام كمية كافية من واقي الشمس في حدوث حروق من الدرجة الأولى نتيجة اختراق الأشعة فوق البنفسجية للطبقات السطحية للجلد، مما يؤدي إلى احمراره وتقشره.
- تعد الأطفال، وخاصة الذين تقل أعمارهم عن أربعة أعوام، أكثر عرضة للإصابة بحروق درجة أولى، نتيجة تعرضهم لسوائل ساخنة أو بخار ينبعث من سوائل ساخنة، مما يؤدي إلى حدوث حروق في الوجه واليدين أو في أي منطقة في الجسد.
- الاستحمام بماء درجة حرارته ساخنة جدًا يمكن أن يتسبب في حروق من الدرجة الأولى، لذا ينصح بتعديل درجة حرارة الماء لتفادي الإصابة بهذه الحروق، خاصة عند الأطفال الصغار.
- التعرض للمواد الكيميائية الحمضية العالية يتسبب في الإصابة بها عند الاتصال بها مباشرة.
- الاحتكاك بين الأسطح الصلبة مثل السجاد أو الأرضيات والطبقات الخارجية للجلد.
- التعرض لأي نوع من الإشعاع لفترات طويلة، مثل أشعة الشمس وأجهزة التسمير، أو الأشعة السينية والمصابيح الشمسية، أو العلاج الإشعاعي، يُعتبر ضارًا.
- التعرض للتيار الكهربائي هو سبب شائع لحروق من الدرجة الأولى، سواء عن طريق التعرض للصعق أو بملامسة مصدر الكهرباء مباشرة. ويكون ذلك أكثر شيوعا بين الأطفال. عند التعرض لحروق بسبب الكهرباء، يجب الانتباه إلى ضرورة استشارة الطبيب، حيث يمكن أن تسبب آثارا خطيرة على الجلد تفوق ما يمكن رؤيته على الطبقات العلوية.
مضاعفات حروق الدرجة الأولى
على الرغم من أن حروق الدرجة الأولى تكون عادة بسيطة وتتعافى خلال بضعة أيام، إلا أنها قد تسبب أحيانًا مضاعفات خطيرة، خاصة إذا كانت المنطقة المصابة كبيرة، ويجب التعامل مع هذه المضاعفات بسرعة، ومن بين هذه المضاعفات:
- يعتبر الجلد وظيفة رئيسية للحماية من العدوى، إلا أن هذا الحاجز يصبح ضعيفًا عند تعرض الجلد للجروح والحروق. وكلما كانت درجة الحرق شديدة، زاد خطر الإصابة بالعدوى، حيث يصبح الجلد بيئة خصبة للتعرض للبكتيريا التي تسبب التلوث عند تعرضه للإصابة.
- تعتبر وظيفة مهمة للجلد هي تنظيم عملية فقدان السوائل الناتجة عن عملية التبخر أو تنظيم حرارة الجسم، وعندما يتعرض مساحة كبيرة من الجلد للحرق، يزيد خطر فقدان السوائل ونقص حجم الدم في هذه المنطقة.
- يؤدي الحرق إلى جفاف الجلد، مما يؤثر على الدورة الدموية ويجعلها تصعب على الوصول إلى المناطق التي تعاني من الجروح.
- في بعض الأحيان، يمكن أن يتطور الجرح ويصبح حرقًا كاملًا للسماكة بسبب زيادة معدل التورم وانخفاض معدل تدفق الدم إليه.
- يزداد خطر الإصابة بالكزاز في أماكن الحروق بشكل كبير، لذا يُنصح بأخذ التطعيم المضاد للكزاز لتجنب الإصابة به.
علاج حروق الدرجة الأولى
في الغالب يمكن معالجة حرق الدرجة الأولى في البيت لكن من الضروري معرفة ما ينبغي اتباعه من خطوات لمعالجته، فبالرغم من كونها بسيطة وغير خطيرة كباقي الحروق إلا أن معالجتها بطريقة خاطئة قد تؤدي لترك علامة أو تتسبب في بعض المضاعفات، ولعلاجها بالطرق الصحيحة يوصى باتباع الخطوات التالية:
- في حال تكونت بثور في منطقة الحروق، يجب تركها تشفى بمفردها دون لمسها أو فرقعتها، ويجب تغطيتها بضماد غير لاصق.
- يمكن استخدام المسكنات البسيطة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لتخفيف حدة الألم.
- يجب حماية المنطقة المصابة من أشعة الشمس، سواءً بتغطيتها بالملابس أو البقاء في الظل أو استخدام واقي الشمس، حيث يمكن أن يقلل ذلك من فرص ترك ندوب بسبب الحروق، ويمكن أن يستمر الاحمرار الذي يحدث بسبب الحروق لبضعة أسابيع خاصةً لأصحاب البشرة الداكنة.
- عندما يحدث حرق، يجب على المصاب تبريد المنطقة المصابة على الفور، سواءً بوضعها تحت الماء الجاري أو استخدام كمادات باردة، ويفضل الاستمرار في التبريد لمدة عشر دقائق على الأقل أو حتى يخف الألم ويهدأ المصاب.
- من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون استخدام معجون الأسنان على المنطقة المصابة أو الزبدة أو مراهم المضاد الحيوي الموضعية.
من الأهمية بمكان توخي الحذر والتشاور مع الطبيب في حالة الحروق الكبيرة أو إذا كان المصاب طفلًا رضيعًا أو شخصًا مسنًا، أو في حالة وجود حرق شديد لتجنب المضاعفات والتطورات السلبية.
تستهدف عملية معالجة الحروق ثلاثة أهداف رئيسية هي:”منع حدوث الصدمة، تخفيف حدة الألم، تخفض فرص التعرض للعدوى”، لذا فخطوات العلاج الصحيحة تكون بالترتيب التالي:” التعرض للماء البارد، تغطية المنطقة بشكل فضفاض، حماتيها من التعرض للضغط أو التعرض للاحتكاك”، وحتى تتم عملية الشفاء بنجاح يجب الانتباه لبعض الاحتياطات عند التعامل مع الحروق بشكل عام وهي:
- عدم وضع قطعالثلج على منطقة الحقن يمكن أن يتسبب في زيادة الأضرار للحروق، وقد يؤدي إلى تعرض الجسم لخطر انخفاض درجة الحرارة.
- يجب الانتباه إلى عدم استخدام أي نوع من المراهم أو الزيوت أو الفازلين على منطقة الحروق، حيث أن الحروق تحتاج إلى التعرض للهواء لتتم عملية الشفاء بنجاح. كما أن استخدام هذه المواد قد يؤدي إلى حبس الحرارة في منطقة الحروق، مما يمكن أن يتسبب في حدوث مزيد من الأضرار في الأنسجة الأكثر عمقًا، لذلك يجب تجنب استخدامها.
- تتكون قشور على الجلد الخارجي في بعض الأحيان، ويحاول البعض إزالتها، وهذا يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الندوب.
- يجب تجنب أن يقوم المصاب بالتنفس أو السعال على المنطقة المصابة مباشرة، وذلك لتجنب تعرض الجرح للتلوث.