حروب الملك هنري الخامس

يعتبر الملك هنري الخامس بطلا قاهرا ورمزا للفروسية، وهو أحد أشهر ملوك إنجلترا، وكان يتميز بالقوة منذ صغره، حيث ولد في قلعة تسمى مونمارث داخل أحد أقوى العائلات النبيلة في إنجلترا، حيث كان جده دوق لانكستر، وتدرب كثيرا مع والده الملك هنري الرابع على قيادة الجيش وكيفية القتال.

ولد الملك هنري الخامس في السادس عشر من شهر سبتمبر عام 1386.

معارك الملك هنري الخامس

لقد خاض الملك هنري الخامس معارك عدة، أبرز هذه المعارك هي:

معركة شروزبري

كانت هذه المعركة في عام ألف أربعمائة وثلاثة، وكان هناك خبير ناشط يدعى هوت سبر، هذا الناشط كان متوقع له أن يعلم الأمير هنري الشاب آنذاك، وقد كان العدو في أول معركة ضارية خاضها الملك الشاب، وقد منحه الانتصار العظيم في المعركة، وذلك بعد عدة مرات من الهجوم الغير فعال على مدار سنوات كثيرة، حدث تمرد كبير على الملك هنري الرابع من قبل بيرسي(هوت سبر)، واشتدت الحرب وبلغت الذروة في معركة لقبت بشروزبري، وكانت هذه الذروة في الواحد والعشرون من شهر يوليو عام ألف و أربعمائة وثلاثة، قام الأمير الشاب هنري الخامس بقيادة الجناح الأيمن للجيش وأثناء عملية القتال أصيب الأمير الشاب بسهم في وجهه، ولكنه أبى الرحيل وترك المعركة وظل يقاتل حتى نهاية الأمر وانتصاره، وذلك بعد قتل هوت سبر وعرف حينها الأمير هنري الخامس بشجاعته وبسالته بين الشعوب.

الرجوع إلى ويلز

قبل معركة شروزبري بدأ هنري الخامس في تحمل المسئولية، وبعد الفوز بالمعركة والإعجاب الشديد الذي ناله لتميزه بالبسالة، فقد ازدادت المسئوليات و ازداد مستوى القيادة بشكل كبير لديه وبدأ يفرض الكثير من التغييرات في بعض التكتيكات، وذلك بعيد عن السيطرة على الأرض أو الغارات من خلال نِقَاط القوة.

قد يتعرض طريق النجاح لتعثر في البداية بسبب نقص حاد في عملية التمويل، وقد دفع الملك هنري الخامس ثمن الحرب بأمواله الشخصية.

في العام 1407 هـ، تم إجراء إصلاحات مالية لمساعدة في حصار قلاع غليندور، وفي نهاية العام 1408 هـ، تم السيطرة على هذه القلاع، مما أدى إلى تمرد وتفويض قاتل.

في عام ألف وأربعمائة وعشرة، تم استعادة ويلز من قبل السلطة الإنجليزية، وشُكر الأمير على استمراره في العمل طوال هذه الفترة من قبل البرلمان، على الرغم من الضغوط الكثيرة والطلبات الدائمة له بتخصيص المزيد من وقته للقيادة الشخصية في ويلز.

ترجع إنجازات هنري الخامس بسبب ما تعلمه في ويلز منذ صغره، وبالأخص تعلم قيمة السيطرة على جميع النِّقَاط القوية، والعبودية التي يصعب عملية محاصرتها في أغلب الأحيان، وقبل كل هذه الأشياء، هي حاجة هنري إلى كثير من الإمدادات المالية من مصدر جدير بالثقة، ومن خلال ويلز التي تعد المدرسة الحربية الخاصة بهنري الخامس، فقد قام بالتدرب واختباره لممارسة سلطته الملكية.

معركة إجينكورت

تعد معركة إجينكورت جزء من معركة طويلة قد حدثت بين فرنسا وانجلترا وذلك في العصور الوسطى ويرجع سبب شن هذه الحرب هو صراع كل من الدولتين على التاج الفرنسي، ولم يتسطيع أي من المؤرخين تحديد مكان المعركة بشكل صحيح، ولكنها حدثت بالقرب من قرية تسمى إجينكورت، لذلك تم اقتراح الملك هنري الخامس هذا الاسم لها.

في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر عام 1415، بدأت هذه المعركة، حيث قام هنري الخامس بإطلاق جيشه في منطقة محددة تبلغ مساحتها ما يعادل ٧٥٠ ياردة، ثم جاءت مرحلة تقسيم الجيش إلى ثلاثة أقسام وهي:

• فرقة تحت قيادة دوك يورك (جزء الطليعة).
• الملك هنري وجزء الجيش الرئيسي.
• واللورد كامبيوس بقيادة مؤخرة الجيش.

لعب الجندي توماس سير دورًا كبيرًا في تنظيم الرماة خلال المعركة، التي شارك فيها جيش الملك هنري الخامس، وذلك بسبب خبرته الواسعة في هذا المجال، حيث استخدم أكثر من سبعة آلاف من الرماة خلال المعركة.

تحدث الملك هنري الخامس مع جنوده وأعلن عن حرصه الشديد على الفوز في المعركة لأنه يفضل الموت على الوقوع في أسر العدو.

لعبت أرض المعركة دورًا كبيرًا وحاسمًا في نتيجة الحرب، حيث كانت الأرض طينية وتساقطت الأمطار الغزيرة، وكان على الفرسان الذين كانوا ينتمون إلى الجيش الفرنسي أن يمشوا في الوحل، وعند وصولهم إلى أرض المعركة كانوا منهكين تمامًا.

انتهت المعركة بفوز الجيش الإنجليزي بقيادة الملك هنري الخامس على الجيش الفرنسي، وعلى الرغم من الفوز الكبير، إلا أنه لم يؤدي إلى مزيد من الانتصارات في الأراضي الفرنسية.

حرب النورماندي

حصل الملك هنري الخامس على العديد من الوعود الغامضة بمساعدة جون في عام 1416، وعاد إلى إنجلترا في عام 1417 مع هدف واضح وهو فتح النورماندي.

بعد انتصاره في إجيكورت، أصبح للملك هنري الخامس سمعة وصيت هائلة، وأدرك الجميع أنه قادر على خوض معركة النورماندي بنفس بسالة إجيكورت.

قام الملك هنري الخامس بالحفاظ على جيشه الخاص لمدة ثلاث سنوات في فرنسا، وحصّر القلاع والمدن بشكل منهجي للغاية، ونصّب عدّة حاميات جديدة، وظل يعمل بشكل متطوّر وباستخدام العديد من الأنظمة المبتكرة في القيادة والعروض.

كان لدى هنري الخامس القدرة على الحفاظ على المقاومة محلية بشكل نسبي، وعلى الرغم من ذلك، فإن الإنجاز الذي حققه كان أعلى من ذلك.

في عام 1419 وخلال شهر يونيو، استطاع الملك هنري السيطرة على معظم مناطق النورماندي، وكانت التكتيكات التي استخدمها هنري ذات أهمية كبيرة في تحقيق هذا النجاح، وكان يسعى جاهداً لإضعاف قوة النورماندي وجعلها تخضع لسيطرته الكاملة بشكل دائم.

– كان هنري الخامس قويًا جدًا وشجاعًا، ولكنه كان عنيفًا جدًا في تدمير كل من يعارضه.

حكم هنري الخامس بدأ في أي عام 

• عندما بلغ الحاكم ستة وعشرين عامًا، تولى الحكم في عام 1413، وتزوج هنري من ابنة ملك فرنسا، كاثرين شارل السادس.
• في عام 1398، تم نفي والد ريتشارد ورعاية الملك هنري الخامس له في طفولته، وكان يعامله بلطف شديد.
• كان الملك هنري الخامس مهووسًا بالقراءة والموسيقى، وكان أول ملك يتمتع بالقدرة على الكتابة والقراءة والكتابة بالعامية بسهولة.

الملك هنري وفرنسا

في عام 1418، في تاريخ 29 مايو، تم القبض على يوحنا بلاخوف بعد تقدم الملك هنري الخامس وجيشه إلى مناطق فرنسا الأخرى، وكان يوحنا بلاخوف قد استولى على باريس وتولى قيادة تشارل السادس وحاميته، وبعد ذبح حاشيةأرماجناك.

قامت فرنسا بتهديد نجاحات الملك هنري الخامس حتى في مواجهة استمرار الغزو الإنجليزي، حيث كان الملك هنري الأقرب إلى تحقيق الهدف رغم التهديد الفرنسي.

في العاشر من شهر سبتمبر عام 1419، تم اغتيال جون، وبعد ذلك بدأت المفاوضات بين الملك هنري الخامس والبورغونديين.

تم توقيع معاهدة تسمى تروي خلال عيد الميلاد المجيد في عام1420 في الحادي والعشرين من شهر مايو، وظل تشارلز السادس ملكًا لفرنسا، وأصبح هنري الخامس وريثًا له، وتزوج من ابنته كاثرين تشارل السادس.