حرب الخليج الثانية ( احتلال الكويت و عاصفة الصحراء )

بعد انتصار العراق على إيران ( 980-1988 )والتفوق العسكري والإقتصادي والسياسي والعلمي الذي شهدته العراق ، وبعد شهر واحد من احتفال العراقيين بهذا النصر أقرا الكونكرس الأمريكي في إيلول ( سبتمبر ) مشروع القرار الخاص بفرض الحصار على العراق وتدمير أسلحته وفرض الرقابة عليها وتتضمن ايضاً فرض عقوبات على العراق من خلال امتناع الولايات المتحدة بيع أى معدات عسكرية للعراق كما تابعت الولايات المتحدة الأمريكية حرب الخليج الاولى فكانت تارة مع العراق وتارة أخرى مع إيران ولكنها أصبحت متخوفة من العراق وذلك بسبب التفوق العسكري للعراق أصبح متعادلاً مع التفوق العسكري لإسرائيل وهذا يشكل خطر لمصلحة الولايات المتحده في الخليج العربي ، فأرادت الولايات المتحدة أن توقع العراق في الفخ فبعد ما قررت العراق التفرغ للتخطيط الإقتصادي لبلدها وإعادة تطوير البلاد وبناء البنية التحتية التي تضررت من حرب الخليج الأولى إلا أن المخابرات الأمريكية أرادت أن توقع العراق فصدرت تقريراً ينص على أن العراق تنوي مهاجمة إسرائيل والتوسع في دول الخليج العربي وتقترب ايضاً من المدافع والصواريخ والأسلحة النووية والكيمياوية والبايولوجية ، فكانت رد فعل الإدارة الأمريكية تجاه هذا التقرير تشاوت مع بريطانيا وقرروا معاً البدء بمرحلة التخطيط الهادىء لاستدراج العراق وإدخالها في مشاكل لكونها تشكل تهديداً على الأمن القومي فبعد تفكير العراق في الرجوع لحياتها الطبيعية بعد حرب الخليج الأولى إلا أن هذه الأعمال الإستفزازية المخططه لها أدت ذلك إلى توتر القيادة السياسية العراقية وايضاً انخفاض أسعار النفط بسبب زيادة الإنتاج النفطي لدولتي الكويت والإمارات العربية أدى ذلك إلى خسائر كبيرة في اقتصاد العراق وتجاوزت الكويت على آبار النفط القريبة من الحدود العراقية وطالبت أيضاً العراق بتسديد الديون وكانت العراق في ذلك الوقت تمر بضائقة مالية وكل هذه الأمور خططت لها الأدارة الأمريكية لتوقع العراق في فخ الكويت أدى كل ذلك إلى قيام حرب الخليج الثانية .
انتهت فترة الإنذار دون استجابة من العراق، فشن التحالف هجوما جويا، وتمكن من تعطيل أنظمة الرادار والمقاومة الأرضية العراقية، وتدمير المنشآت العسكرية والحيوية والصناعية والبنية التحتية في العراق، وحققت نصرا في الحرب الجوية. بعد ذلك، قامت دول التحالف بشن حرب برية بعد خمسة أسابيع من الحرب الجوية، وكانت المقاومة العراقية ضعيفة جدا في تلك الفترة .

أسباب احتلال الكويت  :
1- الضغط الأمريكي على الرئيس صدام حسين وتشجيعه لدخول الكويت بعد لقائه مع السفيرة الأمريكية في العراق .
ادعى رئيس العراق عبد الكريم قاسم أن الكويت هي جزء من العراق وأن الاستعمار البريطاني هو الذي فصلها، على الرغم من عدم وجود إدارة عثمانية على ميناء الكويت، وأعلن ذلك على التلفزيون .
3- أطلق الملك العراقي فيصل بن حسين إذاعة خاصة داخل قصره الملكي وخصصت هذه الإذاعة لنشر حملته لضم الكويت إلى العراق .
وصلت ديون العراق بعد مساعدة الكويت لها في حرب الخليج الأولى إلى 14 مليار دولار، ولم تتمكن الحكومة من سداد هذه الديون بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها .
أعلن الرئيس العراقي صدام حسين في تصريحاته أن حرب الخليج الأولى كانت بمثابة دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي، وطالب الكويت والسعودية بالتخلي عن جميع ديونهم على العراق .
يعد القوة العسكرية التي شعر بها العراق خلال حرب الخليج الأولى واحدًا من الأسباب التي دفعت العراق للاستيلاء على الكويت .

الدول التي شاركت في التحالف :
عمان ، باكستان ، قطر ،السعودية ،كندا ، بلجيكا ، الدنمارك ، سوريا ، فرنسا ، ألمانيا ، اليونان ، اليابان ، إيطاليا ، الكويت ، الأرجنتين ، إستراليا ، البحرين ، السنغال ، كوريا الجنوبية ، أسبانيا ، مصر ، تركيا ، الإمارات ، تشيكوسلوفاكيا ، نيوزيلندا ، هولندا ، نيجيريا ، نروج ، البرتغال ، الولايات المتحدة .

قيام الحرب :
بدأت قوات التحالف بالقصف الجوي في حوالي الساعة الثالثة من فجر السبت 17 يناير 1991م واستهدفت أماكن صناعية وعسكرية في العراق، واستمرت هذه القصف لمدة خمسة أسابيع متواصلة، بهدف تدمير ترسانة السلاح البيولوجي والكيميائي والنووي للنظام العراقي، وتدمير قوة العراق الهجومية وتعطيل السلاح الجوي العراقي، وتقليل القدرات القتالية للجيش العراقي في الكويت. تمكنت قوات التحالف من تحقيق معظم أهدافها، حيث تم إطلاق النار من خلال سفن رأسية في مياه الخليج ومياه بحر العرب والبحر الأحمر. كانت هناك العديد من الأهداف ولم تكن قوات العراق قادرة على مواجهة هذه القوة التدميرية لقوات التحالف، حيث لم تستطع إطلاق صواريخ سكود نحو المملكة العربية السعودية وإسرائيل وبلدان مجلس التعاون الخليجي، ولكن هذه الأهداف لم تحقق أهداف العراق .

بعد ذلك بدأت المعركة البرية في مدينة الخفجي السعودية، وكانت قرب الكويت بعد أن احتلتها العراق في 29 يناير 1991م. ومع ذلك، استعاد السعوديون والقطريون المدينة بعد يومين بمساعدة قوات عربية وأجنبية لهم. وكانت هذه المعركة في المرحلة الأولى. أما المرحلة الثانية، فبدأت في 24 فبراير، حيث شنت قوات التحالف هجوما بريا على عدة جبهات في نفس الوقت، متجهة نحو الكويت وجنوب العراق. ولم تستطع القوات العراقية في الكويت المقاومة، ولم يكن هناك من يساعدها في المقاومة، لذا استسلمت. وبعد يومين، أعلن الرئيس العراقي انسحاب قواته. وبعد ذلك، أعلنت قوى التحالف وقف الضربات وجميع العمليات العسكرية في العراق، وذلك في 28 فبراير 1991 .

وافقت العراق في 6 إبريل على وقف إطلاق النار وتعويض الكويت عن الأضرار التي سببته في الحرب وقد أعلن مجلس الأمن رسمياً انتهاء الحرب في 11 إبريل 1991 م وتعهدت العراق على تعويض الكويت من الخسائر العسكرية التي سببتها لها واستمرت الأمم المتحدة في فرض عقوبات الحظر عليها وتنفيذها كل الشروط التي تعهدت بها .

النتائج المترتبة على الحرب :
استخدمت قوى التحالف القنابل لتدمير شبكة المواصلات والاتصالات، ولتدمير البنية التحتية للعراق، ولتدمير غالبية المصانع .
2- قتل حوالي 100,000 جندي عراقي أرواح بشرية مقابل 480 شخصا من قوات التحالف .

انهيار الاقتصاد العراقي بشكل تام بعد الحرب وانقطاع خطوط الكهرباء والمياه .
حدثت اضطرابات كبيرة بعد الحرب، وخاصة في المناطق الكردية في شمال العراق ومناطق الشيعة في جنوب العراق، ولكن تم التغلب عليها من قبل القوات العراقية .
صدرت قرارات من الولايات المتحدة بإقامة أحزمة أمنية في شمال العراق لحماية الأكراد .
أعادت العراق 11 بئرًا نفطيًا إلى الكويت بعد صدور قرار من مجلس الأمن برسم الحدود بين العراق والكويت في منتصف مايو عام 1993 .

اعترفت الحكومة العراقية بسيادة الكويت، وأعلنت الأمم المتحدة ذلك في نوفمبر 1994م .
8- بعد الحرب في العراق، ظهرت الكثير من الأمراض نتيجة المعاناة التي تعرض لها الجنود في الحرب، وتشمل هذه الأعراض الصداع وآلام المفاصل والعضلات والإعياء والطفح الجلدي، ويعتقد البعض أن الأسلحة الكيميائية التي استُخدمت في الحرب هي سبب المرض .