تعد مدينة باندونج الإندونيسية واحدة من أجمل مدن العالم، إذ تعتبر عاصمة مقاطعة غرب جاوة، وهي من أهم المدن السياحية في إندونيسيا، والتي يتوجه إليها الكثير من الزوار المحليين. فهي تقع داخل دائرة من الجبال البركانية الملتهبة والساحرة، ورغم أنها تخضع لخطر دائم نتيجة لوجودها داخل هذه الجبال المعرضة للكوارث الكونية والبركانية، إلا أنها كانت عاملا مهما وأساسيا في حماية نفسها من العديد من المخاطر مثل الغزو والحروب والاحتلال والاستعمار. كما أنها تتمتع بالعديد من المعالم السياحية المهمة التي تميز مقاطعة جاوة وتساهم في زيادة نسبة السياحة السنوية في إندونيسيا، وتحتوي على العديد من المناطق الطبيعية التي تضم بعضا من أنواع النباتات والحيوانات والغابات. كما أن لها تاريخا حافلا، إذ كانت في الأصل مجموعة متجوعة من بعض القرى، ولكنها أخذتها الاستعمار الهولندي للبلاد وزرعوا الشاي على هذه الأراضي. ولكن بفضل وجود الجبال المحيطة بها من جميع الاتجاهات والتي تحميها من الضوضاء والتلوث الناجم عن المدن الأخرى مثل العاصمة جاكرتا وغيرها من المدن المحيطة، قامت هذه الجبال الشاهقة بحماية مدينة بادونج من الكثير من حملات الاحتلال والغزو التي تعرضت لها معظم مدن وولايات إندونيسيا ومنطقة جنوب شرق آسيا. ومن الجدير بالذكر أن تأسيس هذه المدينة الساحرة كان في عام 1906 ميلادي، ومنذ ذلك الوقت أصبحت منارة هامة تجذب الكثير من السياح حول العالم إليها
ومن أروع ما يميز هذه المدينة السياحية الرائعة هي حديقة مالكوم التي تتميز بتواجد غابات متنوعة فيها. تعتبر هذه الحديقة نادرة وفريدة من نوعها. كما تعرف مدينة باندونج أيضا بلقب `مدينة الحدائق` بسبب تنوع الحدائق الموجودة فيها. يجدر بالذكر أن هذه الحديقة تقع على قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي ستة آلاف كيلومتر مربع تقريبا، وتم بناؤها في القرن الماضي في عام 1919. تقع هذه المنطقة بين منطقة جالان أمبون الشهيرة ومنطقة اتشيه .
تتميز هذه الحديقة بالعديد من المعالم السياحية، ومن بينها التمثال الشهير الذي يرتفع حوالي أكثر من أربعة أمتار، ويصور رجلا يرتدي جلبابا ويمسك بين يديه كتابا مفتوحا، بالإضافة إلى الشارة التي توجد على صدره من جهة اليسار. يمثل هذا التمثال أحد ضحايا حرب أتشيه الذين قاتلوا جيدا في المعركة في القرن التاسع عشر في عام 1873 الميلادي. كانت هناك العديد من التماثيل الهولندية المشابهة له، ولكن تم تدميرها جميعا خلال الحرب، باستثناء هذا التمثال الذي حظي بشهرة عالمية واسعة على مستوى دولة إندونيسيا ومنطقة جنوب شرق آسيا بأكملها .
تحتوي هذه الحديقة السياحية على الكثير من الغابات الاستوائية المختلفة، ويوجد في وسطها نافورة جميلة وبعض حقول زهرة اللوتس، بالإضافة إلى بعض الأشجار الكثيفة والمقاعد المصنوعة من الخشب لراحة زوار الحديقة. كما تحتوي على بعض أعمدة الإضاءة التي تساعد على مشاهدة الحديقة في الليل، وتم تشييد سور عالي لحمايتها من التخريب والتدمير. وتركز الحديقة على الحفاظ على الجو الاستوائي الجميل والنباتات الاستوائية المميزة التي توجد بها .