احاديث نبويةاسلاميات

حديث ” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها “

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `يقول الله تبارك وتعالى: من يأتي بالحسنة فله عشرة أضعافها أو أكثر، ومن يأتي بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو يغفر له، ومن يقرب مني شبرا قربته ذراعا، ومن يقرب مني ذراعا قربته بإجمالي طول الذراع، ومن يأتيني يمشي أتيته بسرعة، ومن يلتقيني بقرابة الأرض خاطئة، ثم لا يشرك بي أي شيء، ألتقي به مثلها مغفرة`

جدول المحتويات

معاني المفردات:
معنى شبرًا

 الشبر هو المسافة بين طرف الخنصر وطرف الإبهام.

معنى الذراع

 يُقدر بشبرين وهو المسافة من المرفق حتى أطراف الأصابع.

معنى الباع

 تمتد المسافة من أطراف أصابع اليد الواحدة إلى أخرى، مرورًا بالصدر.

معنى هرولة

 نوع من المشي يتضمن الإسراع لكنه لا يصل إلى حد الجري.

معنى قراب الأرض

 بما يقارب امتلائها.

شرح الحديث:
بدأ رسول الله صل الله عليه وسلم حديثه بـ «يقول الله تبارك وتعالى» وهو ما يعني أن هذا الحديث قدسي أي منقول عن رب العزة تبارك وتعالى والأحاديث القدسية هي كلام الله عز وجل المقدس الذي لا يجوز فيه التحريف ولا التأويل، لكنها لا يمكن التعبد بتلاوتها ولم يتعهد الله تعالى بحفظها وهذا هو الفرق بينها وبين كتاب الله “القرآن الكريم”.

وقد وضع الله تبارك وتعالى عدة شروط لقبول الأعمال من صاحبها: وهي الإيمان، والإخلاص في العمل، اتباع ما جاء عن النبي وموافقته إياه. فإذا تحققت هذه الشروط في الفرد، قبلت منه الأعمال الصالحة وسميت حسنات، وفيه جاء قول الله تعالى: `من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون` [سورة الأنعام: 160].

وهنا جاءت عشرة أمثالها كحد أدنى في الجزاء وليست كحد أقصى، وقد جاءت النصوص أنها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، وهذا ما جاء في الحسنات أما ما جاء في السيئات وهو ما يعد من كرم الله وفضله على عباده أن السيئة بواحدة فقط بدون أي مضاعفات أو تكثير  بل إنه تبارك وتعالى قد يتجاوز عنها نهائيًا ولا يعذبه بهذه السيئة التي افتعلها وجعل المصائب والأمراض مكفرات لها.

ثم يأتي الحديث لتشجيع الناس على التقرب من الله من خلال فعل الأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي والخطايا، بطريقة تحفيزية وليس بالترهيب. فمن يقترب من الله بشبر، يقترب الله منه بذراع، ومن يقترب من الله بذراع يقترب الله منه بباع، ومن يأتي الله يمشي، يأتيه الله مهرولا، مما يعني أن الله يقبل التوبة ويتقبل العبد الصالح.

في نهاية الأمر، يضع الله حدًا لا يمكن تجاوزه وهو حد الشرك. ولو جاء المسلم والمؤمن بأكوام من الذنوب والسيئات، فإنه إذا كان يؤمن بالله ولا يشرك به شيئًا، فإن الله سيغفر له هذه الذنوب، وذلك عن طريق الرجاء في المغفرة والعفو الإلهي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى