حديث عن فضل من مات صفيه واحتسب
تحدث الحديث عن فضل من مات صفيا واحتسب، كونه نوعا من التخفيف عن ألم الفراق عند وفاة الأحبة المقربين إلى قلوبنا، خاصة إذا كانوا من أولادنا. وكيف يكون الفاجعة في الأهل في فقدان الولد، لذلك جاءت الأحاديث كتعزية وطمأنة قلوب الآباء والأمهات على مصيرهم إذا صبروا واحتسبوا ولم يعترضوا على إرادة الله في خلقهم. وهم الذين قال الله فيهم: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولٰئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ۖ وأولٰئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157]
الأحاديث عن فضل من مات صفيه واحتسب:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة» [حديث صحيح]
– قال رسول الله صل الله عليه وسلم: يقال للأولاد يوم القيامة: ادخلوا الجنة، فيقولون: يا رب، حتى يدخل آباؤنا وأمهاتنا، فيأتوا، فيقول الله عز وجل: مالي أراهم مترددين، ادخلوا الجنة، فيقولون: يا رب، آباؤنا وأمهاتنا، فيقول: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم” [حديث حسن]
– عن أبي أمامة عن النبي صل الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: يا ابن آدم! إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرضَ ثوباً دون الجنة [حديث حسن].
– يروي أبو موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “إذا مات ولد العبد، يسأل الله ملائكته قائلا: “أخذتم ولد عبدي؟” فيقولون: “نعم”، فيقول: “أخذتم ثمرة فؤاده؟” فيقولون: “نعم”،” فيقول: “فماذا قال عبدي؟” فيقولون: “حمدك واسترجع”. فيقول الله: “ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد”. (حسنه الشيخ ناصر)
معاني المفردات:
صفيه: قال الحافظ إن الحبيب المصافي يشبه الولد والأخ وكل من يحبه الإنسان.
قبض: أي قبضت روحه ومات.
احتسبه: يعتبر الاحتساب طلبًا للأجر الخالص من الله تعالى.
محنبطئين: أي غاضبين مستبطئين.
في ضوء الأحاديث:
جاءت الأحاديث لتدل على رحمة الله بعباده ولطفه بهم عند المصيبة كما وعدهم في كتابه {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [سورة البقرة: 155-157]، فقد حدد الله أنواع البلاء في الآية ومنها نقص الأنفس وبشر الصابرين المحتسبين عليها الذي صبروا على مصيبة وألم الفقد وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، وأنهم عليهم صلوات من ربهم والصلاة من الله رحمة ووصفهم بالمهتدون فيالها من بشرى وياله من جزاء يسر النفس ويبعث على السكينة والطمأنينة ويعزي النفس عن ألم الفراق والفقد.
ما يستفاد من الأحاديث:
1. الصبر عند المصيبة جزاؤه الجنة.
2. يتجلى رحمة الله تعالى وكرمه على عباده عندما يفقدون أحبتهم.
3. يتضمن عدم الاعتراض على قدر الله والصبر والاحتساب الأجر الجنة.