حديث شريف عن فضل السيرة الطيبة بين الأهل والجيران
الناس تموت والأولاد يموتون والأملاك تزول، وتبقى الأعمال الصالحة والسيرة الطيبة أو الأعمال الخبيثة والسيرة الخبيثة، التي ترتبط بذكر اسم صاحبها في أي مكان، سواء كانت سعادة ونجاحا أو بؤسا وشقاء. لذا يجب عليك، أيها المسلم الأخ العزيز، أيتها المسلمة الأخت العزيزة، أن تحرص على سمعتك بين الناس وتكثر من الأعمال الصالحة، فقد تنقذك في يوم لا تنفع فيه المال ولا الأبناء إلا من أتى الله بقلب سليم.
الأحاديث النبوية في فضل السيرة الزكية:
قال الإمام أحمد رحمه الله: عن أنس بن مالك أن النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم قال: «ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين إلا قال: قد قبلت عملكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون» [حديث حسن لغيره].
من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: عندما مر بجنازة وأثنى عليها بخير، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وجبت وجبت وجبت”، وعندما مر بجنازة وأثنى عليها بشر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وجبت وجبت وجبت”. فقال عمر: دفعتك أمي وأبي، فعندما مر بجنازة وأثنى عليها بخير، قلت: “وجبت وجبت وجبت”. وعندما مر بجنازة وأثنى عليها بشر، قلت: “وجبت وجبت وجبت”؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أثنيتم عليه بخير، وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه بشر، وجبت له النار. أنتم شهداء الله في الأرض.” [رواه البخاري].
ما يستفاد من الأحاديث:
“يكتسب الفرد فضل السيرة الطيبة نتيجة أعماله الصالحة مع أهله وأصدقائه وجيرانه، والتي تعود عليه بالنفع وتظل باقية حية بعد وفاته.
يعد فضل السيرة الحسنة بعيدًا عن السيرة الخبيثة التي يكتسبها الفرد نتيجة أفعاله المؤذية أو تعاليه على من حوله أو رفضه مساعدة الآخرين، فهذه الأعمال تظل مرتبطة به حتى بعد وفاته.
تُكرَّم رب العزة المسلمين من خلال وصف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم بأنهم شُهَدَاءُ اللهِ في الأرض.
إن تقديم المسلم للأعمال الجيدة مثل الكرم والجودة وقضاء الحوائج والأدب والتواضع، والتزامه بأخلاق وآداب الإسلام، يجعله يحظى بالسيرة الطيبة ويشفع له عند رب العزة، حتى وإن كان هناك بعض التقصير الذي لا يظهر للناس.
يتميز أدب الصحابة في سؤالهم عن فعل أو قول أتى به الرسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهم: `فداك أبي وأمي يا رسول الله.
في ضوء الحديث الشريف:
جاءت الأحاديث الشريفة لحث الناس على التعامل بلطف وتأدب، لتعزيز المحبة والرحمة بينهم، وليس مجرد الاكتفاء بالعلاقة بين الإنسان وربه وإدامتها بشكل صحيح فقط. بعض الناس يقومون بأفعال تخالف تعاليم الإسلام، ثم يدعون أن ما بينهم وبين ربهم أهم من العلاقة مع الآخرين. وجاءت الأحاديث الشريفة للرد على هذا ولتوضيح أن العبد مسؤول عن أعماله داخليا وخارجيا، وأن كل منهما يجب أن يكمل الآخر، ولا ينبغي الاكتفاء بأحدهما على حساب الآخر.