الام والطفلقصص اطفال

حدوتة الرجل البخيل

يعاني الإنسان البخيل كثيرا في حياته، إذ يمنع نفسه والآخرين من الخير، ويظل يفكر ويخطط ويتدبر طوال حياته ليحتفظ بكل شيء دون أن ينقص منه شيء حتى لو كان بسيطا، ويستمر هكذا في حرصه ومبالغته في البخل وعدم العطاء حتى ينتهي عمره دون أن يستفيد أو يفيد غيره، ولذلك فإن صفة البخل هي من أسوأ الصفات التي يمكن للإنسان أن يتصف بها، ولقد اهتمت القصص بتوضيح الآثار السلبية المترتبة على هذه الصفة، ومنها حكاية قبل النوم التي تروى للأطفال، ويجب أن يحمل معنى يستفيد منه الأطفال عن طريق التركيز على توضيح الصفات السلبية والإيجابية للإنسان.

جدول المحتويات

قصة الرجل البخيل

هناك الكثير من القصص التي تتحدث عن البخلاء، وفيما يلي قصة رجل بخيل انتهت بندمه وخسارته للكثير من الخير بسبب بخله:

يتذكر أن في الماضي كان هناك رجل بخيل يفكر دائما في الوسائل التي يمكنه من خلالها الحصول على المال دون أن يعطي لأي شخص جزءا من ممتلكاته، بدأ البخيل في السفر إلى القرى المجاورة قرية بعد قرية، حتى وصل إلى قرية تميز جميع سكانها بالكرم، فقرر أن يعيش بينهم ويتظاهر بالفقر الشديد، وبالتالي أصبح محط شفقة ورحمة من أهل هذه القرية، لدرجة جعلته يحصل على الطعام والشراب والملابس منهم.

بعد أن حصل الرجل البخيل على عنزة تعطيه حليبا كثيرا، أغلق باب منزله الذي كان يطل على سكان القرية، وفتح بابا آخر في الجهة التي تطل على أرض فارغة. ذلك لأنه كان يخشى أن يطلب منه أحد من الحليب الكثير الذي يمتلكه. وعلى الرغم من أن الناس كانوا ينشرون سمعته بأنه رجل ثري قد دفن جميع أمواله في الأرض، إلا أنهم استمروا في مساعدته وتعاطفه معه. ذات يوم، وصل فارس تائه إلى هذه القرية، وكان يركب حصانه. اقترب من منزل البخيل، وقبل أن يطلب المساعدة، شعر البخيل بما ينوي الفارس، فطلب منه ألا يقترب لأنه فقير ولا يملك شيئا.

ذهب الفارس بألم إلى داخل القرية، وعندما وقف أمام أحد البيوت، وجد ترحابا لا مثيل له من قبل سكان البيت. استقبلوه بترحيب وقدموا المساعدة له على الفور. قدموا له ولحصانه الطعام والشراب وراعوا احتياجاته بعناية دون أن يسألوه عن هويته. بعد أن استراح الفارس، انطلق على حصانه إلى المدينة الكبيرة. وبعد عدة أيام، حدثت مفاجأة كبيرة لسكان القرية، حيث حضر الفارس الذي حصل على مساعدتهم، وكان يرافقه مجموعة من الفرسان يقودون خيولا محملة بالخيرات العديدة.

لقد أدرك أهل هذه القرية أن الفارس هو نفسه الملك ، وقد عاد ليشكر أهل القرية على كرمهم حينما علم أن جميعهم أهل كرم ، وبينما كان الملك يقدم الهدايا والأطعمة لأهل القرية واحدًا واحدًا ؛ سمع الجميع صوت بكاء ونحيب ، لقد اكتشفوا أنه صوت الرجل البخيل ، وحينما سألوه : ماذا بك؟ ، أجابهم في حسرة : إن هذه الهدايا كلها ملكًا لي ، فتعجب الملك قائلًا : كيف هذا أيها الرجل؟ فأجاب : لقد ضيعتُ هذه الهدايا لقلة معرفتي بك أيها الملك ، لأنك قصدت بيتي أولًا قبل أي بيت .. يا ويلتي .. يا ويلتي.

نظر الملك إليه وقد تذكر ما حدث منه ، ثم قال متعجبًا : كيف يعيش مثل هذا الرجل البخيل بين أهل هذه القرية الكرماء؟ ، فسمعه البخيل ؛ ليجيبه بقوله : إنها أحسن حياة يا سيدي ؛ حيث أن أهل هذه القرية يعطون دون أن يسألوا أو يأخذوا شيء ، حينها انفجر جميع الناس بالضحك ، بينما انخرط البخيل في بكاء شديد لـ حسرته على ما خسره من الهدايا والعطايا.

الدرس المستفاد من حدوتة الرجل البخيل

تقدم هذه الحدوتة درسا مفيدا عن أهمية تجنب صفة البخل؛ حيث إنها تفقد الإنسان المعنى الحقيقي للحياة، وكما أن البخيل يخسر كل شيء في النهاية لأنه لا يعطي شيئا؛ فالحياة أخذ وعطاء وليست أخذا فقط، ولذلك يفقد البخيل الكثير من متاع العطاء، وكذلك يحرم نفسه من الكثير من المتاع الحياتية نتيجة لحرصه الشديد وعدم رغبته في فقدان أي شيء مما لديه، وبذلك فإن البخيل يخسر في كل الحالات، بينما يكسب الكريم الكثير من الخيرا.

[show-quiz id=”1150421″ title=”القصة القصيرة”]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى