حدوتات قبل النوم
الحكاية قبل النوم هي طريقة يلجأ إليها الآباء والأمهات منذ الأزل لتشجيع أطفالهم على النوم في الوقت الصحيح، لذلك يبحث الوالدان باستمرار عن حكايات جديدة لتحفيز أطفالهم على الالتزام بوقت النوم والاستمتاع بالحكاية الجديدة.
قصة الصبي والذئب
كان هناك قرية صغيرة مشهورة بأن سكانها يعملون في رعاية الأغنام، وكان الجميع يعرف أن هناك ذئبًا شريرًا يتربص بهم ويهاجم الأغنام عندما تتاح له الفرصة، لذا كان الجميع مستعدين دائمًا لنجدة أي شخص يهاجم الذئب قطيعه.
من بين أهل القرية كان هناك صبي صغير يعمل في رعي الغنم لكنه لم يكترث كثيراً بمسألة الذئب وظن أن الأمر أضحوكة يمكنه اللهو بها لتسليته، لذا ذات مرة صرخ مستنجداً بالقرويين من قدوم الذئب وهجومه على قطيعه فهرع القرويين لمساعدته وحينما وصلوا لم يجدوا الذئب وإنما وجدوه يضحك لتمكنه من خداعهم.
أعجب الصبي كثيرا بهذه اللعبة وكرر هذا الفعل ثلاث مرات، وفي كل مرة توجه القرويون لمساعدته، لكنهم اكتشفوا أنه كان يتسلى فقط. وفي يوم من الأيام، هاجم الذئب فعليا قطيع الأغنام، وبدأ يصرخ ويستغيث حتى يأتي شخص لنجدته، لكن لم يصدقه أحد هذه المرة، فظنوا أنه يكذب مثل المرات السابقة. و”فدفع الصبي ثمن كذبه وأكل الذئب الكثير من الغنم وقتل العديد منها.
قصة النمل والجندب
في إحدى ليالي الصيف المشرقة، كان النمل يعمل بجد واجتهاد لجمع الطعام من جميع الأماكن والزوايا لتخزينه لفصل الشتاء، حيث يمكنهم تناوله بعد هطول الأمطار وتساقط الثلوج. وفي الوقت الذي كان النمل يعمل، كان الجندب يجلس ويرفع صوت آلته الموسيقية ويغني، وكلما مر النمل بجواره، كان يستهزئ بهم ويدعوهم إلى الاستمتاع بجمال الصيف بدلا من العمل. ومع كل زيارة للنمل، كانوا يذكرونه أنه يحتاج إلى العمل الجاد وتخزين الطعام لفصل الشتاء، لكنهم لم يجدوا استجابة منه واستمر في الغناء.
مرت الأيام وحل فصل الشتاء، وبعد أيام قليلة من بدء الشتاء، انتهى الجندب من الطعام الذي كان يحمله، ولم يجد ما يأكله. ندم الجندب بشدة وأمنى لو أنه استمع إلى نصيحة النمل. لم يجد الجندب سبيلا لطلب المساعدة من النمل، فقرر النمل مشاركته الطعام طوال فصل الشتاء، شرطا أن يعمل الجندب في فصل الصيف لجمع الطعام. فالاستمتاع بالصيف لا يعني التكاسل عن القيام بالواجب.
قصة الفأر الجائع
عانى فأر صغير من شدة الجوع حيث لم يتناول أي طعام منذ عدة أيام، مما جعله نحيفًا للغاية. وأثناء بحثه عن شيء يأكله، لاحظ سلة ممتلئة بالذرة، فركض بسرعة نحوها ووجد فتحة صغيرة يمكنه العبور منها بسهولة بفضل جسمه النحيل.
دخل الفأر للسلة وأخذ يأكل من الذرة بنهم شديد حتى امتلأت معدته لكنه ومع ذلك لم يتوقف عن تناول الطعام بالرغم من شعوره بالشبع، وحينما توقف عن تناول الطعام كانت حجم بطنه قد تضاعف كثيراً حتى لم يعد بإمكانه الخروج من السلة فأصابه القلق الشديد من إمكانية الإمساك به وبينما هو يفكر ماذا عليه أن يفعل مر بجواره فأر آخر وطلب منه المساعدة فأخبره أنه لن يتمكن من مساعدته وأن عليه الانتظار حتى يصبح نحيلاً مرةً ثانية ليتمكن من الخروج من السلة، فندم الفأر ندماً شديداً على جشعه وتمنى لو أنه اكتفى بالقدر الذي يكفيه.
قصة الإمبراطور المتفاخر
في قديم الزمان كان هناك إمبراطور متفاخر للغاية يحب التباهي بما يملكه أمام رعيته فيخرج عليهم بين الحين والآخر بموكب ليريهم فخامة ملابسه، في إحدى المرات أحضر الإمبراطور اثنان من الخياطين ووعدهم بأن يمنحهم جائزة كبيرة للغاية لم يسبق لأحد أن حصل عليها من قبل إن صنعا له رداء لم يسبق لأحد أن أرتدي شبيهاً له.
لكن الإمبراطور لم يكن على علم بأن هؤلاء المخادعين. أخبروه بأنهم سيصنعون له ملابسا من قماش فريد جدا لا يمكن لأي شخص رؤيته إلا إذا كان غبيا أو غير جدير بالمنصب. وبالفعل تم خداع الإمبراطور وبدأ الرجلان في التمثيل أمامه وأمام وزرائه بأنهم يخيطون ثوبا، ولم يتجرأ أحد على فتح فمه حتى الإمبراطور نفسه خشية أن يكشف عن غبائه أو أن يفقد منصبه. انتهت حياكة الرداء كما زعم الرجلان وألبسوا الإمبراطور الملابس التي لا يمكن لأي شخص رؤيتها. فرح الإمبراطور كثيرا ظنا منه أنه يرتدي ملابسا غير عادية، وخرج عاريا مرتديا فقط بعض القطع التحتية التي لا يجب عليه أن يظهر بها أمام الآخرين.
في البداية سار الموكب في هدوء تام فلم يجرأ أي شخص على أن يواجه الإمبراطور ويخبره بأنه عاري، وفجأة ظهر صوت طفل صغيرة يضحك ويتعجب من أن الإمبراطور يمشي عارياً وسرعان ما انضمت له العديد من الأصوات وعلت الضحكات في المكان وصار الإمبراطور محط سخرية من الآخرين، فركض عائداً للقصر ودفع ثمن رغبته في التباهي أمام الآخرين.
قصة القط والعصفور
في إحدى الغابات كان هناك هر صغير يدعى ويني وكان جميلاً للغاية وطيب القلب، لكنه كان وحيدًا دون أصدقاء، وتمنى طوال الوقت أن يمتلك صديقًا لكنه لم يحدث ذلك لأنه لم يكن هناك أي هر آخر يريد اللعب معه، حتى أنه عندما كان يذهب ليسألهم لماذا لا يرغبون باللعب معه كانوا يهربون منه.
وفي أحد الأيام وبينما كان يسير عائداً لمنزله سمع صوت يصدر من بئر الماء، فركض نحو البئر وحينها شاهد طائراً صغيراً قد سقط في البئر ولا يمكنه الخروج منه، فسحب الدلو واخرج الطائر من البئر فشكره الطائر كثيراً لأنه أنقذه ولم يتركه وحيداً يعاني واتفق الاثنان على أن يصيرا صديقين، ومنذ ذلك اليوم عثر ويني على صديقه المقرب وظل هو والطائر أصدقاء للأبد.
قصة الخنفساء الوحيدة
في إحدى الغابات البعيدة كان هناك خنفساء صغيرة تعيش بمفردها في المنزل، ليس لديها أية أصدقاء لتحادثهم أو لتلهو معهم وليس لديها أش شخص يقوم بزيارتها لذا أمضت أيامها وحيدة تماماً.كان سبيل تسليتها الوحيد هو الخروج للتنزه قليلاً كل يوم لعلها تجد شخص ما يمكنه أن يصبح صديقاً لها فينقذها من الشعور بالوحدة الذي يسيطر عليها، وفي إحدى المرات وبينما هي تسير في الغابة وقعت عينيها على فراشة تطير في الأرجاء واعتقدت في داخلها أنه يمكنها هي والفراشة أن يصبحوا صديقتين.
فاقتربت بحذر من الفراشة وحاول التحدث معها وبعد الحديث معها لعدة دقائق قررت أن توجه لها سؤالاً مباشراً إن كان يمكنهما أن يصبحا صديقتين، فسألت الفراشة هل يمكن أن نصبح صديقتين؟، فنظرت لها الفراشة وأخبرتها أن هذا سيسعدها كثيراً، فصارت الخنفساء والفراشة صديقتين بعدما كانت كل واحدة منهما وحيدة، فكانوا يلتقوا بشكل يومي ليلعبوا سوياً ويطيروا سوياً بالإضافة لتناول الطعام معاً وهكذا عاشت كل واحدة منهما بسعادة وهناء للأبد برفقة صديقتها الجديدة.