جيمس باركنسون .. مكتشف مرض شلل الرعاش
من هو جيمس باركنسون؟ وُلد جيمس باركنسون في الحادي عشر من إبريل من عام 1755في مدينة شوريدتس اللندية بإنجلترا، كان جيمس هو أكبر أشقاءه ويملك من الأشقاءاثنان وهما وليام وماري، تم في عام 1784 إعتماد جيمس كجراح من قبل مؤسسة مدينة لندن الشهيرة للجراحة، ويُعد جيمس أول طبيب أعطى وصفًا دقيقًا عن مرض “شلل الرعاش” في مقالته الشهيرة (الرعشة الغير إرادية) والتي نُشرت في عام 1817.
تزوج باركنسون فيما بعد من ماري دالي وأنجب معها ثمانية أطفال، وتوفي طفلين منهم، وكان باركنسون طبيبًا، صيدليًا، جراحًا، جيولوجيًا وسياسيًا مشهورًا، وكان واحدًا من أشهر أطباء جيله بسبب اكتشافاته وإسهاماته العديدة في مجال الطب.
شغفه السياسي: كان الطبيب الناجح جيمس باركنسون مولعًا بالسياسة لدرجة أنه قام بتأليف عشرات الكُتب والمُجلدات التي تخص أمور سياسية، يعتقد المؤرخون أن جيمس كان مؤيدًا للثورة الفرنسية، ومُعارضًا وبشدة لنظام الحكم الفرنسي حيث طالب من خلال كتاباته العديدة بضرورة حدوث تغييرات جذرية كبيرة في النظام الاجتماعي والسياسي بالبلاد.
نتيجة شغفه الشديد بالسياسة، قام جيمس بترشيح نفسه لخدمة الشعب في مجلس العموم البريطاني في مؤسسة البرلمانات السنوية بلندن، وذلك في عام 1794.
عودته إلى الطب: لم يستطع جيمس ثبر التعامل مع دوامات السياسة، إذ تعتبر لعبة معقدة بالنسبة له، لذا عاد بسرعة إلى مهنته الطبية. في الفترة من عام 1799 إلى 1807، نشر العديد من المؤلفات والمقالات الطبية الهامة. كان جيمس من الأطباء المهتمين بالصحة العامة وكيفية تحسينها، حيث قام بنشر العديد من الأبحاث حول أمراض مختلفة مثل النقرس في عام 1805. كما ساعد ابنه في تشخيص أول حالة للتهاب الزائدة الدودية في التاريخ في عام 181.
في عام 1817، حقق جيمس أعظم إنجاز طبي في حياته المهنية، حيث نشر مقالة بعنوان `مرض شلل المصافحة`، وأعطى وصفًا دقيقًا لمرض شلل الرعاش الذي راه على ثلاثة من معارفه، وأشار إلى أن المرض ناتج عن بكتيريا تصيب الحبل الشوكي في العنق.
تم تغيير اسم مرض شلل الرعاش أو شلل المصافحة لـ `مرض باركنسون` تكريمًا للاكتشاف الطبي المدهش الذي قام به الطبيب جان مارتن شاركو في عام 1824.
مرض باركنسون: يعد مرض باركنسون واحدا من الأمراض المزمنة التي لا تستجيب فقط للعلاج الدوائي، وهو عبارة عن اضطرابات في الجهاز الحركي للإنسان. يحدث المرض نتيجة فقدان الخلايا المسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين في المخ. ومن أبرز أعراض هذا المرض الرعشة الشديدة في إحدى الأطراف أو في جميعها، والتصلب وعدم القدرة على تحريك الأطراف وفقدان القدرة على التوازن.
يُعد باركنسون من الأمراض التي تمتد لفترات طويلة من عُمر الإنسان، وتزداد أعراضها بتقدم الإنسان المُصاب في العُمر، ولتقليل من حدة وآثار المرض يجب على الإنسان بجوار العلاج الدوائي أن يتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على الكثير من الألياف التي تُساعد جهازه العصبي على مواجهة المرض.
أصيب العديد من المشاهير بهذا المرض، بما في ذلك الملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي، وروبن ويليامز، وأدولف هتلر، وياسر عرفات، وسلفادور دالي، وعبد الرحمن شمروخ، ومظفر النواب.
وفاة باركنسون: توفي الطبيب جيمس باركنسون بشكل مؤسف حيث أصيب بشكل مفاجئ بالسكتة الدماغية أثناء إلقائه خطابًا في الحادي والعشرين من شهر ديسمبر عام 1824، وتم تسليم ممتلكات باركنسون، التي تتضمن متجر لبيع الأدوية وعددًا من البيوت، إلى زوجته وأبنائه.
موقع دفن باركنسون يحتاج إلى مصادر دقيقة حيث أن المؤرخين لم يستقروا على مكانًا مُحددًا لدفنه، ولكن هُناك لفيف من المُورخين يُرجحون أن جسد باركنسون قد دُفن في باحة كنيسة القديس ليونارد بمدينة شورديتس، كما تم رسم لوحة زرقاء ضخمه للطبيب جيمس في ميدان هوكيستن القريب من منزله الذي كان يعيش به.
الحقيقة هي أن جميع الأعمال الفنية التي رسمها الفنانون للطبيب باركنسون، والصور التي التقطت له، لا تعكس الشكل الحقيقي للطبيب الشهير، حيث توفي قبل اختراع الكاميرا بعدة سنوات. وهناك بعض الأشخاص الذين يخلطون بين صور جيمس وطبيب أسنان بريطاني يحمل نفس الاسم. وتم إقامة اليوم العالمي للاحتفال بمرض باركنسون في الأول من أبريل من كل عام كتكريم للاكتشاف الذي قام به باركنسون.