جوليان أسانج ” jolian asang ” مؤسس موقع ويكيليكس
تعتبر شبكة الإنترنت ملاذا لجميع الأفكار التي لا يمكن ترجمتها إلى واقع ملموس. فإذا لم يتمكن الشخص من تحويل فكرته إلى واقع في الحياة، فيمكنه تحويلها إلى حقيقة واقعية جدا عبر الإنترنت. فمثلا، جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، الذي يحتوي على معلومات استخباراتية وسرية عن الحرب الأمريكية وعن العراق وأفغانستان، كانت له طفرة حقيقية في عالم الإنترنت، وأثار حوله الجدل. فمن هو جوليان أسانج؟ وما هو سبب إنشاء موقع ويكيليكس
جوليان أسانج ولد في عام 1971 في بلدة تاونسفيل في كوينزلاند بشمال أستراليا، وكان مولعا بالعلوم والرياضيات والكمبيوتر. ارتكب العديد من المخالفات، بما في ذلك اختراق الكمبيوترات في عام 1995، حيث اشتهر بلقب “مينداكس”. كان مهتما بتطوير أنظمة التشفير وأنشأ موقعا يدعى “ليكس دوت كوم”، ولكنه لم يحقق النجاح حيث بقيت صفحاته غير نشطة. واللافت في هذا كله أنه عندما يظهر في وسائل الإعلام، يتحدث فقط عن حرية الصحافة والصحافة التحقيقية والرقابة .
أصر جوليان أسانج على النجاح عند إنشاءه لموقع ويكيليكس في عام 2006، وهو موقع غير ربحي يهدف إلى نشر الأخبار والمعلومات إلى العالم من خلال استعراض وثائق سرية لأول مرة يمكن رؤيتها، وخاصة وثائق الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان. نجح هذا الموقع بشكل كبير حيث أصدر أكثر من مليون وثيقة سرية، وهذا الرقم يعد الأكبر في تاريخ الصحافة العالمية. يقوم فريق مختص بمراجعة تلك الوثائق للتحقق من صحتها قبل نشرها. أصبح موقع ويكيليكس أحد أهم المواقع الإلكترونية التي تسعى لكشف الحقائق الكاملة، وخاصة الحقائق التي تمت إخفاؤها لعقود، حيث حظي الموقع بإقبال كبير من الباحثين عن الحقيقة، وخاصة بعد نشر تقرير مصور يعرض طائرة هليكوبتر أمريكية تهاجم المدنيين في العراق وتقتلهم .
بالرغم من تحقيق أسانج وموقع ويكيليكس نجاحا كبيرا، إلا أن الشرطة الدولية قامت بإدراجه في قائمة المطلوبين عالميا بتهمة ارتكاب عدة جرائم جنسية، بما في ذلك التحرش الجنسي والاغتصاب واستخدام غير قانوني لبعض الأفعال. وفي هذا السياق، أصدرت محكمة ستوكهولم مذكرة اعتقال بحق أسانج، وتم اعتقاله فعليا في المملكة المتحدة في عام 2010. كما تلقى تهديدا من الولايات المتحدة بمتابعته قانونيا بسبب نشره لمستندات حقيقية على موقعه، بما في ذلك نشره لمذكرات دبلوماسية أمريكية سرية، ما وضع الولايات المتحدة ودولا أخرى في موقف محرج جدا. وفي النهاية، قضت المحاكم البريطانية بتسليمه إلى السويد في عام 2012، لكنه اعترض على هذا القرار ولجأ إلى المحكمة العليا في المملكة المتحدة، التي أيدت بدورها تسليمه إلى السويد. ولذلك، قرر أسانج طلب اللجوء في سفارة الإكوادور في لندن، وتوجه إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وهذا القرار وضع حكومة الإكوادور في وضع صعب، حيث لم تتمكن من حل الأمر بسبب رفض المحاكم البريطانية والسويدية التدخل في القضية. والأمر المثير للجدل هو أن السفارة الإكوادورية أيضا تعرضت لتهديد من بريطانيا بالقبض على أسانج، مما دفع وزير الخارجية الإكوادوري في عام 2012 إلى منح أسانج اللجوء السياسي، لحمايته من أي خطر يهدد من السويد أو بريطانيا .