جولة داخل متحف الأحياء البحرية بـ ينبع
يعد متحف الأحياء البحرية بينبع وجهة سياحية فريدة لمحبي عالم البحار والراغبين في معرفة أسراره الغامضة التي تكمن في أعماقه، والتي لا يمكن للكثيرين الاطلاع عليها أو مشاهدتها بالعين المجردة، ولذلك يتحول متحف الأحياء البحرية بينبع مع أقسامه المثيرة إلى فرصة متميزة للدخول إلى هذا العالم الغامض.
جولة سياحية داخل متحف الأحياء البحرية بـ ينبع :
يوجد متحف الأحياء البحرية، بمدينة ينبع بالمملكة، عند دخولك للمتحف سوف تشاهد مجموعة من الحيتان شديدة الضخامة، والتي تم تحنيطها لتكون تحفة فنية رائعة لعشاق المخلوقات البحرية، كقرش كلب البحر والعقام، والتي ربما تمنيت دومًا مشاهدتها، ولكن بالطبع كان من المستحيل ذلك نظرا لخطورة تلك المخلوقات المفترسة، ولكنك تستطيع الآن مشاهدتها بتفحص والتأمل في تفاصيلها التي أبدع الخالق سبحانه في صنعها.
ليست هذه هي الفقط، بل سوف تجد أيضا في هذا المتحف المذهل مجموعة كبيرة من الأسماك الكبيرة والصغيرة بأحجام مختلفة، والتي تتضمن أنواع سامة وغير سامة، وأثناء جولتك في المتحف ستسمع أسطورة قديمة كنا نتحدث عنها منذ نعومة أظفارنا، وقد اعتقدنا في السابق أنها مجرد خرافة، ولكن عندما تزور المتحف ستكتشف أنها حقيقية وليست خيالية، فسترى عروس البحر التي ستسعدك وتسعد أطفالك، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأسماك النادرة مثل سمك الأبو سيف وسمك الفارس وسمك الناجل وغيرها من الأسماك الرائعة، وليس المتحف محصورا فقط على تحنيط الأسماك المختلفة، بل يوجد أيضا مجموعة من الكائنات البحرية الحية مثل السلاحف والأخطبوط وغيرها من الحيوانات البحرية.
قسم المحفوظات :
يوجد في المتحف قسم مميز يسمى قسم المحفوظات، وفي هذا القسم يتم حفظ العديد من أنواع الأسماك والكائنات البحرية المختلفة، داخل مجموعة من الأحواض الزجاجية المصممة خصيصا لهذا الغرض، مثل العقرب البحري والقنفذ البحري ومجموعة من بيض السلاحف البحرية والأخطبوط وأبو المقص، بالإضافة إلى بعض الأحواض التي تعرض مناظر العمق البحري، مما يوفر منظرا جميلا وممتعا لا يمكنك مقاومته.
قسم التراث البحري :
كما يهتم المتحف بالمحافظة على تاريخ الأجداد وذلك عن طريق احتفاظه بمجموعة نادرة من الأدوات التي كان يستخدمها الصيادين قديمًا وبجانبها بعض الوثائق التي تدل على ذلك، ولذلك فإنك عند رؤيتك لتلك الأدوات التراثية سوف ينتابك شعور رائع بأنك قد عاصرت هؤلاء الأجداد واطلعت على أسلوب حياتهم المهنية بالصيد.
ولا يقتصر هذا القسم على أدوات الصيد القديمة فقط ولكن هناك أيضا مجموعة من أدوات الصيد الحديثة والتي يتم استخدامها في وقتنا الحالي وهذه احدى المميزات الكثيرة التي يتصف بها هذا المتحف المميز حيث يوضح للزائرين الطرق التي يتم استخدامها في عملية الصيد الآن وذلك عن طريق عرضهم لبعض الشباك وأيضا المراكب بأنواعها، القديم منها والحديث وبعض الرخص وكأنه يتم وضع التاريخ بتسلسله بين يديك.
إذا كنت من عشاق الغطس والغوص في عالم البحار الخيالي، فإن المتحف يعرض مجموعة من أدوات الغوص بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى مجموعة من الإرشادات التي يجب معرفتها حول الغطس من أجل السلامة أثناء النزول، والحذر من بعض المخلوقات الموجودة في الأعماق.
تم إنشاء المتحف من الأصل لحفظ تلك الثروة البحرية القديمة التي كانت موجودة في مدينة ينبع لفترة طويلة، وذلك لمنع فقدانها بسبب تقدم الزمن والتطور السريع، ولكي لا تصبح في طي النسيان وتختفي، وتبقى منها فقط بعض الروايات الشفهية.
تم حفظ أكثر من مئة نوع من المخلوقات البحرية في هذا المتحف لتسهيل مشاهدتها من قبل الأجيال القادمة، وتتميز اللوحات التي وُضِعت أمام كل نوع من المخلوقات البحرية والأسماك بأنها تحمل اسم كل نوع والفصيلة التي ينتمي إليها وموطنه الأصلي.