السياحةالعالم

جولة داخل قلعة قايتباي رشيد الاثرية

الملك قايتباي كان من بين أشهر الملوك الذين دخلوا الإسكندرية وأعجبوا بجمالها الذي لا يقدر بثمن، واشتهر بالمعمار الهندسي، وقام بعمل الكثير من الأبنية، ولكن أهمها كانت قلعة قايتباي، وهي أول اهتمامه بعد دخوله الإسكندرية، وأكد على أن يكون تصميمها معماريا رائعا يجذب العالم بأسره، وتصبح وجهة سياحية مهمة في الإسكندرية البحرية، وقد بنيت تلك القلعة بأحجار المنار.

تتكون قلعة قايتباي من الآتي :
ثلاثة طوابق تتمتع بمظهر فريد وتغطي مساحة 17,550 متر مربع.

1- يحتوي الطابق الأول على مسجد، وقد أكد التاريخ انهيار مئذنة هذا المسجد في عام 1882 عندما هاجم الإنجليز مدينة الإسكندرية بالعديد من القذائف.

يحتوي الطابق الثاني على العديد من الغرف والممراتالخاصة التي تم تصميمها على طريقة خاصة وتتميز باتساعها الكبير وزخارف على الأبواب.

الطابق الثالث يحتوي على مقعد السلطان وطاحونة كبيرة ومخبز لصنع الخبز الملكي، والكثير من الممرات.

تحتوي القلعة على أربع أبراج وحولها سورين للحماية إلى جانب خزان مياه في داخل القلعة لا يعرف مكانه الكثير، وهذا تم صنعه بعيدا عن أعين الاعداء حتى لا يخترقوه أو يتسببوا في سم الجنود وسلطانهم، فهذا الخزان عبارة عن صهريج ضخم طوله 10.13م  وعرضه 5.15م  وعمقه 4.50م ويتميز بوجود ماسورة من الفخار لنزول الماء..

قام السلطان قايتباي بتسليح قلعته بالعديد من المدافع لحمايتها من هجمات الفرنجة، وتم تجهيز تلك المدافع لحماية القلعة من البحر وكذلك من الجهة الأخرى المؤدية إلى المدينة.

تاريخ قلعة قايتباي :
تقع قلعة قايتباي على شاطئ البحر الابيض المتوسط، وقد بنيت في عام 901 هجرية، وقد عثر بداخلها على حجر رشيد أثناء الحملة الفرنسية في عام 1799.

تعتبر قلعة قايتباي واحدة من أهم القلاع الحصينة التي شهدت الكثير من الحروب، وقد جذبت اهتمام العديد من الغازيين الذين حاولوا البحث داخلها عن كل ما هو ثمين وأثري، حتى يتم إرساله إلى متاحفهم تخليداً لذكرى غزواتهم، وكان أبرز هؤلاء الغازيين الفرنسيين.

قلعة قايتباي من المماليك حتى الاحتلال الانجليزي :
نالت قلعة قايتباي اهتمام كبير على مر العصور لأنها حصن عكسري ضخم وهام، ففي حكم المماليك على مصر أخذها السلطان “قنصوه الغوري” كحصن عسكري وبه المزيد من العتاد والسلاح للحماية من العثمانيين، ومن يخالفه يعرض نفسه للشنق، وبعد ذلك دخل العثمانيون البلاد واهتموا كثيرا بقلعة قايتباي وتم وضع الكثير من الجند والفرسان وحاملي الابواق لتكون حصن حماية ودرع كامل.

قلعة قايتباي أثناء الاحتلال الفرنسي واكتشاف حجر رشيد :
في عام 1799 قام القائد الفرنسي بوشار بعمل ترميمات لقلعة قايتباي فعثر على حجر، مبني داخل جدار قديم للغاية وكان لابد من هدم هذا الجدار للقيام بوضع اساسي “قلعة سان جوليان” ، ولما علم قنصل الاسكندرية آن ذاك ويدعى هاريس فطالب باحضار الحجر إلى منزله وقاموا بتنظيفه والاحتفاظ به، حتى رأه نابليون وأعجب به حتى تم فك رموزه ونقل إلى لندن في عام 1802م واطلق عليه حجر رشيد وهو الآن في المتحف البريطاني بلندن.

وقد أكد الكثير من الخبراء أن عقب الحكم العثماني فقدت القلعة الاهتمام بها وقيمتها، وعقب الحملة الفرنسية أخذ محمد على باشا القلعة وقام بتجديدها واصلاح ما أفسده الفرنسيون بها، من جدران قد تصدعت وزادها بالعديد من المدافع ولكن بدخول الجيش الانجليزي تعرضت القلعة لكثير من التصدع والدمار.

يشير التاريخ إلى أن الواجهة الغربية كلها دمرت في تلك الحقبة وظلت على هذا الوضع حتى عام 1904، حيث تم التدخل لإصلاحها وترميمها من قبل المهتمين بالآثار الإسلامية لتظل مزارًا سياحيًا هامًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى