جوامع ادعية النبي وتعوذاته
الدعاء هو عبادة عظيمة يقرب بها العبد من ربه. علمنا رسولنا محمد أن ندعو ربنا بكل ما نرغب فيه وفي كل الأوقات بإخلاص ونية الاستجابة والقبول. لا يوجد واسطة بين العبد والله عز وجل، لذا يجب أن نتوجه إلى الله وحده ونسأله فقط. نحن نقدم لكم في هذه المقالة أدعية النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتعوذات المأثورة.
جوامع أدعية النبي وتعوذاته
قالت عائشة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفضل الجوامع في الدعاء ويدعو بما بينهما. وفي المسند والنسائي وغيرهما ، سمع سعد ابنه يقول: اللهم إني أسألك الجنة وأجنحتها. لقد سألت الله خيرا كثيرا وتعوذت من شر كثير. وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “سيكون قوم يعتدون في الدعاء”. وبما يناسبك، قل: “اللهم إني أسألك من كل خير علمته وما لم أعلم، وأعوذ بك من كل شر علمته وما لم أعلم”. وفي مسند الإمام أحمد وسنن النسائي، عن ابن عباس قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شاكرا، لك ذاكرا، لك راهبا، لك مخبتا، إليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلك سخيمة قلبي”. هذا حديث صحيح ورواه الترمذي وحسنه وصححه .
في الصحيحين من حديث أنس بن مالك، يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكرر في دعاءه “أعوذ بالله من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال”، وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم، يذكر أنه كان يقول “اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، زكها أنت خير من زكاها، إنك وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، وعلم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ، اللهم إني أعوذ بك من الخطايا والديون” فقال قائل : ما أكثر ما تستعيذ من المغرم ؟ قال “إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ، ووعد فأخلف”.
وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان أحد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك.
وفي الترمذي عن عائشة قالت : قلت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر ما أسأل؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.” قال الترمذي: صحيح. وفي مسند الإمام أحمد عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار. وسلوا الله المعافاة، فإنه لم يؤت رجل بعد اليقين خيرا من المعافاة.” وفي صحيح الحاكم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما سئل الله عز وجل شيئا أحب إليه من أن يسأل العافية.” وذكر الفريابي في كتاب الذكر من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الدعاء أفضل؟ قال “تسأل الله العفو والعافية. فإذا أعطيت ذلك فقد أفلحت.” وفي الدعوات للبيهقي عن معاذ بن جبل قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يقول: اللهم إني أسألك الصبر، قال “سألت الله البلاء، فسل العافية” “ومر برجل يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة. فقال وما تمام النعمة؟ قال: سألت وأنا أرجو الخير. قال له تمام النعمة الفوز من النار ودخول الجنة.
وفي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم من أسلم أن يقول “اللهم اهدني وارزقني وعافني وارحمني”. وفي المسند عن بسر بن أرطاة رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة”. وفي المسند وصحيح الحاكم عن ربيعة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم ” ألظوا بياذا الجلال والإكرام” أي الزموها وداوموا عليها . وفي صحيح الحاكم أيضاً عن أبي هريرة “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في الدعاء؟ قالوا : نعم يا رسول الله . قال “اللهم اساعدنا على تذكرك وشكرك وأداء عبادتك بشكل جيد”. وفي الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى معاذاً أن يقولها دبر كل صلاة .
وفي صحيحه أيضاً عن أنس قال : كنا جالسين مع النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس، وكان هناك رجل يقوم بالصلاة. عندما ركع وسجد وأدى شهادة التشهد ودعا، قال في دعائه: اللهم، أنا نسألك وحدك الحمد. لا إله إلا أنت، الخالق الرائع للسماوات والأرض، يا ذو الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به، يستجاب، وإذا سئل به، يعطى.” وفي المسند وصحيح الحاكم أيضا عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله “يا شداد، إذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة، فاكنز هذه الكلمات: اللهم، نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، ونسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، ونسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، ونسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم، إنك أنت عالم الغيوب .
وفي الترمذي، قال حصين بن المنذر الخزاعي رضي الله عنه: `كم تعبد إلها؟` قال: `سبعة: ستة في الأرض وواحد في السماء.` قال النبي صلى الله عليه وسلم: `فمن تعتد لرغبتك وخشيتك؟` قال: `الذي في السماء.` قال النبي صلى الله عليه وسلم: `أما لو أسلمت، لعلمتك كلمتين تنفعانك.` فلما أسلم قال: `يا رسول الله، علمني الكلمتين.` قال: قل: `اللهم ألهمني الرشاد واحفظني من شر نفسي.` هذا حديث صحيح وزاد الحاكم في صحيحه: `اللهم احفظني من شر نفسي وثبتني على أرشد أمري. اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت وما تعمدت، وما علمت وما جهلت.` وإسناده على شرط الصحيحي .
ورد في صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دخل علي أبو بكر رضي الله عنهما وقال: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمنيه؟ فقلت: ما هو؟ قال: كان عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه، قال: `لو كان على أحدكم جبل ذهب دينا فدعا الله به لقضاه الله عنه، اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني فارحمني، رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك`.
كما ورد في صحيحه، نقلت أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو ربه قائلا: “اللهم، إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل ميزاني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه، والدرجات العلى من الجنة. آمين. اللهم، إني أسألك خير ما آتيتني، وخير ما أفعلت، وخير ما بطنت وخير ما ظهر، اللهم، إني أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري وتصلح أمري وتطهر قلبي وتحصن فرجي وتنور لي قلبي وتغفر لي ذنبي، وأسألك أن تبارك لي في نفسي وفي سمعي وفي بصري وفي روحي، وفي خلقي وأهلي، وفي محياي وفي مماتي، وفي عملي، وتقبل حسناتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة. آمين.
وفي صحيحه أيضاً من حديث معاذ قال : أبطأ عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الفجر حتى كادت أن تدركنا الشمس ، ثم خرج فصلى بنا فخفف ، ثم أقبل علينا بوجهه فقال “على مكانكم أخبركم ما بطأني عنكم اليوم : إني صليت في ليلتي هذه ما شاء الله ، ثم ملكتني عني فنمت ، فرأيت ربي تبارك وتعالى فألهمني أن قلت : اللهم إني أسألك الطيبات ، وفعل الخيرات ، وترك المنكرات وحب المساكين ، وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني . وإذا أردت في خلقك فتنة فنجني إليك منها غير مفتون . اللهم وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يبلغني إلى حبك” ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “تعلموهن وادرسوهن فإنهن حق” ورواه الترمذي والطبراني وابن خزيمة وغيرهم بألفاظ أخر .
وفي صحيح الحاكم أيضاً عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: `اللهم اجعلني مستمتعا بما رزقتني، وبارك لي فيه واجعل خيره مستداما على كل غائبة لي`. وروى عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: `اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علما ينفعني`. وروي أيضا عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بالدعاء التالي: `اللهم إني أسألك من كل خير عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من كل شر عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما يقربني إليها من قول أو فعل، وأعوذ بك من النار وما يقربني إليها من قول أو فعل، وأسألك من كل خير سألك عنه عبدك ورسولك محمد، وأسألك أن تقضي لي في كل أمر يكون عاقبته رشدا`.
يشير هذا الحديث عن أبي هريرة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى سلمان الخير ببعض الكلمات التي يمكنه أن يدعو الله بها دائما، وتساعده على الاقتراب من الله والتقرب إليه، والدعاء إليه في الليل والنهار، وهي: اللهم، إني أسألك صحة في الإيمان، وإيمانا حسنا، ونجاحا يتبعه فلاحا، ورحمة منك وعافية، ومغفرة منك ورضوانا. وهناك حديث آخر عن أم سلمة يشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الأدعية: اللهم، أنت الأول لا شيء قبلك، وأنت الآخر لا شيء بعدك، أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإثم والكسل، ومن عذاب القبر، ومن فتنة الغنى ومن فتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم. اللهم نق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، اللهم بعد بيني وبين خطيئتي كما بعدت بين المشرق والمغرب.
في مسند الإمام أحمد وصحيح الحاكم، عمار بن ياسر رضي الله عنه صلى صلاة أوجز، وعندما سئل عن ذلك، قال: “لقد دعوت الله في هذه الصلاة بدعوات سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم”. وكانت هذه الدعوات: “اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، وأسألك الشوق إلى لقائك، من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زيننا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين”. وفي صحيح الحاكم، ابن مسعود رضي الله عنه يروي من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار”. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قائلا “اللهم احفظني بالإسلام قائما، واحفظني بالإسلام قاعدا، واحفظني بالإسلام راقدا، ولا تشمت بي عدوا حاسدا، اللهم إني أسألك من خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من شر خزائنه بيدك.
– سمعت من النواس بن سمعان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يوجد قلب إلا وبين إصبعين من أصابع الرحمن، فإن شاء أثبته وإن شاء أزاغه”. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: “يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، والميزان بيد الرحمن عز وجل يرفع أقواما ويخفض آخرين إلى يوم القيامة”. هذا الحديث صحيح، رواه الإمام أحمد والحاكم في صحيحه. وفي صحيح الحاكم أيضا، عن ابن عمر أنه لم يجلس مجلسا – كان عنده أحد أو لم يكن – إلا قال: “اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني. اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول به بيني وبين معصيتك، وارزقني من خشيتك ما تبلغني به رحمتك، وارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا، وبارك لي في سمعي وبصري، واجعلهما الوارث مني. اللهم اجعل ثأري على من ظلمني، وانصرني على من عاداني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي. اللهم لا تسلط علي من لا يرحمني”. فسئل عنها ابن عمر فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بها مجلسه .